الثورة المصرية أطاحت بالأفيال.. وعندما نري الأفيال تطير في الهواء.. يبقي علينا أن ننتظر ونترقب ما هو قادم.. ولا يمكن التكهن به..! هذا الكلام يستحق ان نتوقف أمامه.. ونتعمق في استقراء المعني والمغزي.. خاصة أن من قاله هو توماس فريدمان أحد أهم الكتاب المؤثرين في شئون السياسة الخارجية الأمريكية.. وربما هو يعني بكلامه أن مستقبل الثورة مازال لغزا! الكاتب الأمريكي طالب المصريين برفض الأموال الأجنبية سواء في صورة مساعدات أو هبات أو غيرها والاعتماد علي الذات.. وذلك في ندوة عقدها بالجامعة الأمريكية علي هامش زيارته لمصر مؤخرا. الأموال الأجنبية من وجهة نظره لا تقدمها أمريكا أو غيرها من الدول لمصر دون مقابل بل من أجل تحقيق مصالح.. وقدم لنا نصيحة.. لو أردتم عدم تخريب ديمقراطيتكم الناشئة ارفضوا هذه المساعدات.. أو الأموال التي نقدمها لكم نحن أمريكا أو غيرنا! توماس فريدمان معه حق.. فالمعونة خلقت نوعا من التبعية.. ويمكن أن تهدد الديمقراطية الوليدة في بلدنا.. وأمامنا مثال واضح.. تلك السفيرة الأمريكية وهي تتنقل في محافظات مصر.. وتتجول في اللجان الانتخابية.. وتراقب الأنشطة السياسية.. وتلتقي بكل رموز الأحزاب.. وتعقد اجتماعات معهم.. غير معلومة الأسباب ولا الاتجاه أو التوجه! هذا عدا الملايين التي منحوها تحت لافتة فضفاضة اسمها »دعم الديمقراطية«.. وخصصوها لما يسمي بجمعيات المجتمع المدني وحقوق الإنسان.. سواء كانت أمريكية أو مصرية.. لتلعب دورا غير معلوم في الحراك السياسي الدائر الآن! التخلي عن المعونة الأمريكية يستحق النقاش.. ولن يضر بمصر بعد تخفيض الجانب الاقتصادي منها بنسبة 05٪ ومنحه لنا كمساعدات عينية.. في صورة سلع من الشركات الأمريكية تباع لنا بأعلي الأسعار..! أما المعونة العسكرية فهي حوالي 1.2 مليار دولار.. بينما تحصل إسرائيل علي 3 مليارات دولار منحا لا ترد وتتصرف فيها كما تشاء! المعونات الأمريكية أفادت أمريكا.. وأدت لابتزاز مصر.. فعن طريقها حصلوا علي تسهيلات باستخدام الأجواء المصرية.. وعبرت آلاف الطائرات العسكرية الأمريكية الأجواء المصرية في فترات مهمة! أيضا منحتهم مصر موافقات بالمرور علي وجه السرعة حتي تعبر البوارج الحربية قناة السويس.. وقامت بتوفير الحماية الأمنية اللازمة لعبورها.. بعكس المتبع مع الدول الأخري.. حيث يجب التبليغ قبل العبور بأكثر من شهر! تلك نماذج من تسهيلات أخري كثيرة تستحق أكثر من ملاليم ما يسمي بالمعونة الأمريكية! القول بأنها معونة خطأ كبير لأنها مقابل مصالح.. وخدمات استراتيجية في المنطقة.. وحان الوقت أن تستغني مصر عنها فهي لا تمثل سوي 2٪ من اجمالي الدخل العام.. والاخطر ان هدفها اختراق الأمن القومي.. كما انها تتناقض الآن مع الالتزامات الوطنية والقومية وعودة مصر لدورها العربي والدولي!