بثت وكالة الأنباء الفرنسية خبرا، جاء فيه: »أكد وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه، أول أمس في طرابلس، أن الإسلام لا يتعارض مع الديمقراطية، تعليقاً علي الفوز الذي حققته الحركات الإسلامية في الدول التي شهدت ثورات«.. وقال أمام مئات الطلاب في جامعة طرابلس: »أرفض القبول بفكرة أن الإسلام والديمقراطية لا يتفقان، أو أنه ليس أمام الشعوب العربية سوي أن تختار بين الدكتاتورية والتشدد الإسلامي«.. وأضاف: »لقد حرصنا علي الاتصال والتحاور مع كافة الفاعلين في إطار الربيع العربي دون استثناء، شرط أن يحترموا قواعد اللعبة الديمقراطية، وفي المقدمة منها رفض العنف وضمان حقوق الإنسان وحقوق المرأة، والأقليات«.. وأوضح جوبيه: »لا يمكننا أن نرفض للشعوب التي حكم عليها طويلاً بالصمت، أن تعبر عن خياراتها، أكرر القول أنه ينبغي الاحتراس من الحكم علي النوايا وإعطاء وقت للمسئولين الجدد لإثبات جدارتهم«. سبحان الله.. هكذا يفكر الفرنسيون والأمريكيون، وهو ما تؤكده تصريحات وزير الخارجية الفرنسي، ومن قبله كانت تصريحات نظيرته الأمريكية هيلاري كلينتون، وما أعلناه عن قناعاتهما بحق الشعوب الثائرة في خياراتها، رافضين ما يثار من انزعاج نحو تقدم مرشحي التيار الإسلامي علي اختلاف أطيافهم، وتقدمهم تولي مسئوليات شعوبهم في المرحلة المستقبلية، والاعتراف بحقهم في ذلك، ما دام تقدمهم الصفوف جاء بإرادة شعبية، وهو ما تؤكده المؤشرات الانتخابية. وكانت المفاجأة في مصر.. الموقف الغريب والعجيب من فئة كانت تتغني بالديموقراطية، وعندما باتت الغلبة للتيار الإسلامي في انتخابات المرحلتين الأولي والثانية لبرلمان الثورة، وجدناهم وقد أصابهم هوس وفزاعة من كل ما هو إسلامي، واستعروا في هجومهم، ولم يتوانوا أو يعقلوا وتطاولوا علي الإسلاميين، في سعيهم لإقصائهم عن المشهد، الذي آل لهم بأصوت الناخبين في صناديق الاقتراع، فكان مثلهم كمثل نافخي الكير، ولم لا؟.. وهم من يتعلقون بأبواق النظام البائد، وصدق رسول الله »صلي الله عليه وسلم«، فعن أبي موسي الأشعري »رضي الله عنه« قال: قال رسول الله »صلي الله عليه وسلم«: »مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه رائحة طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه رائحة خبيثة« - متفق عليه. الشعب يريد.. إقصاء نافخي الكير، فلم يعد مقبولا أو مسموحا لأحد أن يشكك أو يشتت طوائف المجتمع بمختلف أطيافه، وليس الحق لأحد - أيا كان - تشويه إرادة الشعب وخاصة ان الشعب بكل طوائفه هو المتفرد بالزعامة دون غيره، وهو الضامن لمسيرة الديموقراطية، والأمين علي تحقيق مكاسب ثورة 25 يناير، في إطار شراكة مجتمعية للمصريين جميعا لصياغة المستقبل، يكون فيها حمل الراية إعلاء للإرادة الشعبية، بممارسة ديموقراطية حقيقية، لا يغلفه أو يشفع له انتماء لدين أو عقيدة أو مذهب، وإنما يؤيده عمله للصالح العام لجميع المصريين علي حد سواء دون تمييز.. وأقول للإسلاميين ممن جانبهم الصواب في إطلاق بعض التصريحات غير الموفقة، ليس من الكياسة الحديث علي إطلاقه، بل مطلوب التدقيق حتي لا يساء فهم صحيح الإسلام، ولا ندع لنافخي الكير النفخ فيها وتضخيمها لإثارة الذعر المجتمعي، وهو ما لا نرجوه ولا نؤيده، فمصر للمصريين جميعا، حقوقا وواجبات، وتحيا مصر.