ليس سهلا ولكنه ضروري أن يكون هناك حوار وطني لاحداث التغيير والتحسين، والحوار الوطني كما افهمه ليس الهدف منه الوصول الي الاتفاق النهائي علي كل شيء وانما الاتفاق النسبي والوقوف علي مختلف وجهات النظر في القضية الواحدة .. وجميل جدا ما دعت اليه حكومة الدكتور عصام شرف لانعقاد مؤتمر الحوار الوطني والذي جمع كل طوائف المجتمع شبابه وشيوخه مؤيديه ومعارضيه، ولكن ان يضم المؤتمر مفسديه !! هذا هو الخطأ بعينه، وبمجرد ان علم شباب الثورة الممثلون في المؤتمر بوجودهم تحول الوضع في أولي جلساته الي خناقة نقلتها الاجهزة الاعلامية الي العالم والاهم الي المواطن المصري البسيط الذي كان يشارك في المؤتمر ولكن من منزله امام التليفزيون ووصلت اليه الصورة المؤسفة بين شباب الثورة وبعض المدعوين أو المندسين من رموز النظام السابق، وانشغل الجميع بفض الخناقة في محاولة لتهدئة الوضع ، وكأن بلطجة الشارع انتقلت مع رموز حزب موقعة الجمل الي قاعات المؤتمر، وتعطلت مناقشات بحث القضايا للوصول الي أفكار متقاربة .. وتحولت الجهود الي جهود سلبية لتهدئه المتشابكين !!وخروجا من الموقف المؤسف حاول الدكتور صفوت حجازي ان يحل الاشكال بقوله صراحة: ان هناك اخطاء في قائمة المدعوين فيمكن تداركها، ومن يشعر بأنه غير مرغوب فيه فليتفضل بالخروج. صدقت يارسول الله »مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير« الأول إما ان تبتاع منه أو تجد منه رائحة طيبة، والثاني اما ان يحرق ثيابك أو تجد منه رائحة خبيثة.. فلول النظام تفسد في كل مكان حتي وان كان بحسن نية!!!