قال الملك رمسيس الثاني لروكا الحرامي: لم تخبرني أيها اللص بأن سوق الجمعة انتقل إلي ميدان التحرير . قال روكا: نقلوه هناك بعد ثورة 52يناير . وسَع وبراح وطراوة سيادتك . بس مابقاش يلذ، مش هو السوق بتاع زمان . ماحدش بيبيع حمير وفراخ وزبدة وشباشب زنوبة، ولا حتي لقمة القاضي. بيبيعوا كلام.. والأكادة إن الزباين بالآلافات ، والبياعين أكتر من الزباين ، وسوق الكلام ماشي زي الحلاوة. قال الشيخ غريب : مافيش عليه جمرك. قال روكا للملك: الجمعة اللي فاتت أم العيال قالت لي فسحني ياسيد المعلمين. قلت لها تعالي نروح جنينة الحيوانات.. قالت لي زهقت من الفُرجة علي القرد، يوماتي أشوفه لابس بدلة وكرافتة وبيتنطط في التليفزيون . عاوزة فسحة سياسة. قلت لها طلبك عندي.. تتفرجي علي اعتصام ولاّ اضراب ولاّ مظاهرة، ولاّ وقفة احتجاجية ؟ ولاّ نروح ميدان التحرير ونسهر سهرة صباحي، نتفرج علي الحاوي والأراجوز وبتاع التلت ورقات، وناكل لحمة راس ونحلّي ببليلة.. ونضرب حجرين تفاحة نعمّر بيهم الطاسة ونسمع ألذ كلام ؟ قالت لي: اللي تشوفه يا أبوهيثم.. وكانت ليلة ليها العجب سيادتك . قابلت هناك حبايبي الحلوين بتوع زمان، وفكروني بأيام الشقاوة .. أبودومة وسلطح وسامبو والخرتيت ، وكل الناس الحلوين الي قضيت معاهم أحلي سنين شبابي في بعثة علي حساب الداخلية في وادي النطرون، وبعد ما اتخرجنا كل واحد راح في سكته لحد ما جمعنا ميدان التحرير. قال الشيخ : .. وحب مصر يا معلم. قال روكا للملك : دماغي جابت زيت والحجرين طاروا من نافوخي في الميدان يا عم رمسيس، وكله كوم وصاحبي وحبيبي عبده سنجة لوحده كوم، كان لابس جينز وفانلة مخططة وكوتشي وراكب علي كتاف تِلح زي الحيطة وقاعد يهتف من حنجوره: لولبية.. لولبية قاطعه الشيخ : قصدك ليبرالية يا سيد المعلمين . قال روكا: بعد شوية بص في الساعة وضرب رجله في سِدر التِلح وقال له : اللي بعده . وبعدين دخل الخيمة وغيّر هدومه. لبس جلابية وطاقية وصندل ، وسبحان الله.. دقنه اتزرعت شعر في ثواني. وركب علي كتاف التِلح وهات يا زعيق والهتيفة يردوا عليه: إسلامية.. إسلامية. سألت سامبو : إيه الحكاية؟ قال لي الرزق يحب الخفية يا معلم روكا، ربنا يديم علينا الميدان والسياسة، ومايحرمناش من الاعدادية. قاطعه الشيخ: قصدك التعددية يا سيد المعلمين !