الجرح مازال ينزف.. والأحزان تملأ القلوب.. في الأسبوع الماضي وتحت عنوان »تحذير« كتبت محذرا من القوي المضادة في الداخل والخارج والتي تعمل جاهدة علي كسر شوكة هذا الوطن والدفع به للانزلاق في طريق الدمار والفوضي.. وها هي مؤشرات الشر تطل بوجهها القبيح مرة أخري ويقضي المصريون ليلة كئيبة سوداء مساء الأحد الماضي تفوق في كآبتها ما حدث ليلة الهجوم علي السفارة ومديرية أمن الجيزة ومبني وزارة الداخلية.. ويتطاول المأجورون علي الحماة الحقيقيين لمصر وأمنها من رجال القوات المسلحة يقتلون ويخربون الممتلكات الخاصة والعامة.. وما كان يمكن أن يشجعهم علي تلك الأفعال سوي حكومة متراخية ضعيفة أدي ضعفها إلي استفحال قوي الشر من الطامعين والبلطجية والمخربين والراغبين في ضرب استقرار هذا الوطن واشاعة الفوضي وترويع هذا الشعب الطيب.. وزاد من هذا الاستقواء شعور هؤلاء المخربين بسقوط هيبة الدولة.. وفي الحقيقة أنه أصبح من المخيف ذلك الضعف والتراخي وعدم الحسم خاصة وأننا مقبلون علي انتخابات برلمانية ونتلمس الطريق إلي حياة ديمقراطية حقيقية.. وإذا لم يحكم المجلس العسكري والحكومة قبضتهما ويمسكان بزمام الأمور بكل قوة.. وإذا لم يتم تفعيل القانون ومحاسبة كل من يرتكب جرما في حق هذا الوطن فسوف تزيد الأمور انفلاتا.. وسوف تختفي هيبة الدولة تماما.. ويختلط الحابل بالنابل.. فالوطن في خطر ولابد من إعلاء سيادة القانون علي الجميع ووجود حكومة قوية وتقصي الحقائق والمحاسبة والشفافية في اعلان الحقيقة والإمساك بزمام الأمور بقبضة من حديد لتحقيق الأمن والأمان للوطن والمواطن.. حفظ الله مصر وشعبها وقواتها المسلحة من كل سوء.