لايختلف اثنان علي أن المستشارة الألمانية واحدة من أقوي الشخصيات السياسية اليوم وأكثرها تأثيراً، ليس فقط في أوروبا بل في العالم، لكنها في نفس الوقت الشخص الذي ارتكب أكبر خطأ سياسي وعسكري علي مدي السنوات ال70 الماضية، وذلك عندما وافقت علي تزويد البحرية الإسرائيلية الصغيرة الحجم بأسطول من غواصات »دولفين» الألمانية التي يُعتقد الآن أنها مسلحة بصواريخ كروز المزودة برءوس حربية نووية تبلغ 200 كيلو طن. وتزويد إسرائيل بتلك الغواصات يجعلها واحدة من 4 دول فقط في العالم ممن يسمون بأصحاب القوي النووية الثلاثية أي التي تتمتع بقدرة الرد بهجوم نووي علي 3 محاور جواً عبر الطائرات المزودة بقنابل نووية وبراً بالصواريخ ومن تحت سطح البحر عبر الغواصات المسلحة بالصواريخ النووية. وإسرائيل هي الدولة النووية غير المعلنة الوحيدة في العالم، وربما تكون رابع أقوي قوة نووية بعد أمريكا وروسيا وفرنسا. فلديها ما يقدر ب400 رأس نووي وهو يفوق ما تملكه كل من الصين أو باكستان أو الهند، رغم ذلك ترفض أن تكون طرفا في أي من المعاهدات الدولية التي تحظر الأسلحة النووية أو الكيميائية أو البيولوجية. اللافت أنه في الوقت الذي تمارس فيه أمريكا كل أنواع الضغوط الممكنة للتضييق علي برنامج إيران النووي لتهديده للأمن الأقليمي والعالمي، وهو ما نتفق معها فيه، تترك الشرق الأوسط وربما أوروبا التي تضم أكثر من نصف مليار شخص تحت رحمة بلد صغير مضطرب لا يتجاوز عدد سكانه ال9 ملايين شخص، ويمتلك رابع أقوي برنامج نووي في العالم. والأمر المأساوي أن كل هذا يتم رغم كل قوانين حظر انتشار السلاح النووي وبدعم ورضا أمريكي وغربي مثير للاستفزاز.