سلطت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية الضوء على قدرات الغواصات الإسرائيلية، حيث اعتبرت المجلة أن أسطول الغواصات يُعد الضامن النهائي لبقاء الدولة اليهودية. وأكد التقرير أن صواريخ سكود العراقية التي أمطرت المدن الإسرائيلية في حرب الخليج الأولي عام 1991 دفعت الدولة العبرية إلى التفكير بجدية في امتلاك ثالوث نووي، لافتًا إلى أن اكتمال الثالوث النووي سيمنح إسرائيل أقصى قدر من درجات الردع النووي. كما توقع التقرير أن يكون السعي الإيراني للأسلحة النووية هو المحرك الرئيسي لتعزيز قوة الردع النووية الإسرائيلية، حيث قالت المجلة: "إذا كانت المهمة الأساسية للغواصات هي الردع النووي، يمكن تخصيص نصف مساحة الأسلحة الخاصة بها لنقل الرؤوس الحربية النووية. والنتيجة هي أنه في أي وقت من الأوقات من المحتمل أن تكون طهران في المرمى النووي لغواصة إسرائيلية". وأشارت المجلة الأمريكية إلى الذراع البحري للقوة النووية الإسرائيلية، الذي عادة ما يكون الذراع الأكثر قابلية للبقاء على قيد الحياة، بالإضافة إلى قدرته على تنفيذ "الضربة الانتقامية"، منوهًا إلى أنه يضمن أن الأعداء المحتملين سوف يفكرون مرتين قبل الهجوم، لاسيما وأن الغواصات يمكن أن تختفي لأسابيع أو حتى أشهر انتظارًا لأوامر إطلاق صواريخها. وأوضحت المجلة الأمريكية أن تسليح الغواصات الإسرائيلية هو مزيج بين الأسلحة الألمانية والأمريكية والإسرائيلية، لكن التقديرات تشير إلى القوة التدميرية للرؤوس الحربية النووية على هذه الصواريخ بأنها أقوى بنحو أربعة عشر مرة من القنبلة التي ألقيت على مدينة هيروشيما اليابانية. وبحسب التقرير، قامت إسرائيل بمواءمة أنابيب إطلاق الطوربيدات عيار 650 ملم بالغواصة لإطلاق صواريخ تحمل رؤوسًا نووية، فضلًا عن امتلاكها القدرة على مهاجمة طائرات الهليكوبتر والسفن السطحية والأهداف الساحلية. ووفقًا للتقرير، تتميز الغواصات "دولفين" بامتلاكها أنابيب كبيرة تستخدم في زرع الألغام وإرسال واستقبال الغواصين، إضافة إلى إطلاق صواريخ كروز النووية، ومن المتوقع أن تعتمد ال"دولفين" على صاروخ "بوباي"، وهو صاروخ جو - أرض، حيث ألحقت به الصناعة الدفاعية الإسرائيلية توربين طويل المدى للاستفادة منه في تسليح غواصاتها. ومن المرجح أن تعتمد إسرائيل على صواريخ هاربون التي تم تعديلها لحمل الأسلحة النووية، وهناك إمكانية أن تكون صواريخ جابرييل المضادة للسفن السلاح الرئيسي في الغواصات الإسرائيلية، ولكن أياً كان الصاروخ، فإن مدى 932 ميل يمنح الدولة اليهودية القدرة على ضرب العاصمة الإيرانيةطهران، فضلا عن بعض المدن في شمال إيران، انطلاقًا من مواقع قبالة سواحل سوريا. وكان أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الاثنين الماضي، توقيع بلاده صفقة مع ألمانيا لشراء ثلاث غواصات من نوع دولفين ثايسينكروب، بهدف تجديد الأسطول البحري لتل أبيب، وذلك بعد أن أوقف مكتب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الصفقة بسبب شبهات تتعلق بالحصول على رشاوى. وبحسب موقع "جلوبال فاير باور" الأمريكي، تمتلك البحرية الإسرائيلية 14 غواصة من فئة "دولفين" الألمانية الصنع، وتستطيع هذه الغواصات التي تعمل بالطاقة الكهرومائية والديزل من حمل وإطلاق أسلحة نووية إذا اقتضى الأمر.