- تعد ظاهرة التسول في مصر مشكلة اجتماعية خطيرة.. وتحولت خلال السنوات الأخيرة بكل أسف إلي صناعة بكل ما تحمله من معني ومقومات إنتاجية.. وتزدهر هذه الصناعة في المواسم والأعياد.. بل والجديد عليها دخول النساء وكبار السن هذه الظاهرة ولم تعد مقصورة علي الأطفال فقط.. وتحولت إلي مهنة تدر علي أصحابها الأموال الطائلة. - ففي الأيام الماضية اعتدنا سماع أخبار في الصحف والمجلات عن إلقاء القبض علي متسول يمتلك الملايين من التسول والتظاهر أمام الناس بأنه صاحب عاهة مستديمة أولديه أطفال مشردون.. أوأخري تعاني من مرض معين وأسرتها تتبرأ منها.. وكثيراً ما يستوقفنا منظر طفل يبكي يستدرج عطفنا في تقديم ما يسد به جوعه ورمقه.. وغيرها من الحكايات التي نسمعها طوال اليوم. - في رمضان.. تزدهر هذه الصناعة وتحقق أعلي الإيرادات.. حيث يستغل العاملون بها إحساس الناس بالفقر أسوأ استغلال.. ولا سيما أن هذا الشهر يرتبط بوجدان المصريين بفعل الخير والتصدق من أجل الثواب.. وإذا نظرنا في حقيقة احتياج هؤلاء.. فسنجد أنهم لا يستحقون المال ولا فعل الخير.. فهم ممثلون بارعون، يشتغلون بحرفية علي استعطاف قلوب المارة.. فقد وصل عدد المتسولين لخمسين ألف متسول تقريباً ونصفهم أطفال. - من الخطير أن هذه الظاهرة خرجت عن السيطرة.. وأصبح لها شيوخ مهنة، بل تطور الأمر إلي وجود عصابات لحماية هؤلاء المتسولين وتأمينهم في الشوارع.. وتدريبهم في ورش خاصة وتجهيزهم للتسول باحترافية أكبر. - لابد أن تتكاتف الجهود للقضاء علي هذه الظاهرة التي كادت تكون قنبلة موقوتة وتشكل كارثة ومرضا خطيراً يصيب جسد الوطن.. فهي تزداد يوما بعد يوم فأصبحت تجارة رابحة. - نناشد المسئولين بإعادة تأهيل المتسولين وتنفيذ برامج لتعليمهم حرفا يدوية مناسبة لقدراتهم.. أومساعدتهم لعمل مشاريع تجارية صغيرة.. حتي لا يظل المجلس القومي للأمومة والطفولة تاركا هذه المشكلة الخطيرة التي طالما كانت ومازالت تهدد المجتمع.