أخطاء لا حصر لها ارتكبت في حق مصر خلال محنة العباسية التي لم نحصد منها سوي »بروفة جنرال« لحرب أهلية سفك فيها المصري دم أخيه.. أخطأ الثوار عندما اتجهوا يوم ذكري ثورة يوليو نحو وزارة الدفاع لإشعال صراع ثورات وشرعيات لا رابح منه إلا الكارهون لمصر وشعبها.. أخطأ الثوار حينما لم ينتبهوا إلي أن رصيدهم في الشارع أوشك علي النفاد بعد أن انحرفت بوصلتهم عن الإحساس بهموم ومعاناة الملايين الذين ضاقت صدورهم من كثرة ائتلافات الثوار واختلافاتهم، وسعيهم غير المشكور للاعتصامات والمصادمات!.. أخطا أيضا اللواء حسن الرويني عندما منح المخربين والمحرضين الفرصة لتمزيق أوصال الثقة بين الثورة وقواتها المسلحة، فإذا كان الرويني وهو يمثل الشرعية يمتلك حقا أدلة ومستندات تدين بعض أعضاء حركة 6 ابريل فلماذا ضل طريقه عن مكتب النائب العام نحو الإعلام؟! وإذا كانت هذه الأدلة صحيحة فلماذا يظل هؤلاء المشتبه فيهم حتي هذه اللحظة بعيدا عن أيدي العدالة؟!.. أخطأ مرشحو الرئاسة عندما حولوا محنة العباسية إلي مزايدة انتخابية قدموا فيها عروض النفاق للجميع ثوار ومجلس عسكري طمعا في بضع أصوات انتخابية حتي وإن كان ثمنها أمن مصر! أصاب الشعب وحده والذي خرج في الوقت المناسب ليعلن ان الأغلبية الصامتة مازالت حية. أصاب الشعب وحده والذي بعث برسائل واضحة للجميع وأهمها ان المساس باستقرار مصر وجيشها من الكبائر.