موقعة العباسية يجب أن نتوقف أمامها كثيرا. ما حدث في ذلك اليوم وهو يوم 32 يوليو عيد الثورة خارج حدود العقل.. فلماذا ذهبت هذه الحشود إلي وزارة الدفاع؟.. هل لايصال صوت الثوار إلي المجلس العسكري؟ وهل صوتهم لم يصل حتي الآن؟.. أم أن المسيرة كان لها هدف آخر غير إعلان مطالب للمجلس العسكري بمطالب الثوار؟ هل المصادمات حدثت بالصدفة أم بالعمد؟ أنا في رأيي ان ما حدث من مصادمات دامية تعكس رأي الأغلبية الصامتة التي تعاني من كثرة الاعتصامات ووقف الحال فمنطقة العباسية هي منطقة تجارية وصناعية وتحويلها إلي ميدان تحرير آخر سيوقف حال الناس ويغلق أبواب الرزق أمام البسطاء من العاملين في الورش والمحال فكان من الطبيعي أن يتصدي المواطنون لهذه المسيرة وخاصة أنهم غير مقتنعين بأسبابها. ولذلك قال أهالي العباسية كما نشرت احدي الصحف اليومية في المانشيت نعم ضربنا الثوار وسوف نضربهم لو عادوا.. من يعوضنا عن حرق 02 سيارة وإصابة أكثر من 003 مواطن وتحطيم المحال ونوافذ الشقق المطلة علي الميدان واقتحام الشقق. هل نطلب من السكان وأصحاب المحال أن يهاجموا ويسكتوا؟.. لقد أنشأوا لجانا شعبية لحماية بيوتهم وأرزاقهم وأولادهم من التدمير والتكسير ولهم كل الحق في ذلك. قال الأهالي إنهم طلبوا من الثوار العودة إلي ميدان التحرير إلا أنهم رفضوا واستفزوا الأهالي بالعبارات والألفاظ الشائنة وقام بعضهم بخلع بلاط الشارع وتكسيره ثم قاموا باشهار الأسلحة البيضاء والسنج والمطاوي فقام الأهالي بمحاصرة المتظاهرين وقال الأهالي إنهم لم يروا الثوار الحقيقيين.. وأن الموضوع كان خارج المنطق. وهذا يثير موجة كبيرة من التساؤلات من وراء ما يحدث؟.. إذا كانت الثورة التي قامت في يوم عيد الشرطة تهاجم الشرطة ومسيرة العباسية التي واكبت عيد ثورة 32 يوليو تهاجم القوات المسلحة التي قامت بها.. هدفها الديمقراطية وحماية حقوق الناس لماذا اللجوء للعنف والقتل وفرض الرأي بالقوة ورفض الرأي الآخر وكل هذا ضد الديمقراطية؟. لابد أن تعلن المخابرات العامة ما لديها من معلومات حول تلقي بعض الحركات لتدريبات خارجية.. لابد أن نعرف أين ذهبت عشرات الملايين من الدولارات الأمريكية والأوروبية والتي تم رصدها تحت شعار »دعم الديمقراطية«.. كلنا ضد الفساد والذي كتم علي نفسنا خلال السنوات الماضية.. كلنا ضد اساءة استخدام السلطة وضد التوريث وفساد الابن ورموز الحكم السابق. ولكننا نريد لمصر الخير ولأهلنا السلامة. نريد أن نتوقف عن النظر إلي الماضي وإلي الخلف. نريد أن ننظر إلي الأمام نعمل حتي نبني بلدنا. نضع أيدينا معا من أجل الغد، لا يمكن لأمة أن تتقدم وهي تنظر إلي الخلف بل إذا استمرت في النظر للخلف فستقف محلك سر وعلي أحسن فرض ستتعثر لأنها لا تري موقع قدمها. ليأخذ القضاء وقته وتأخذ العدالة فرصتها بلا تباطؤ لأن العدالة البطيئة ظلم وبلا تسرع لأن العدالة المتسرعة ظلم.. نريد من القوي السياسية الشريفة أن تقودنا إلي الأمام فقد تعبنا من الاستغراق في الماضي.