المباني العشوائية لعنة وصابت كل أحياء القاهرة القديمة، فلن تجد حيا واحدا من أحيائها العريقة، إلا وصابته لعنة تحويل فيلاته وقصوره إلي عمارات، وكتل أسمنتية تحجب ضوء الشمس ولون السماء، مما أجبر اهلها الأصليين للبحث عن متنفس جديد بعيدا عن الزحام والتلوث بكل أشكاله السمعية والبصرية، فاتجه الباحثون عن الخصوصية والهدوء إلي مدينة الشيخ زايد، التي لم تبخل عليها الدولة بتخصيص170 مليون جنيه، لإنشاء حديقة عامة لسكانها علي مساحة 65 فدانا، تمثل البهجة والمتنفس الوحيد لمدينتهم ذات الطابع الراقي الذي اكتسبته المدينة نتيجة قلة كثافة المباني، وقلة عدد الأدوارالمسموح بها للبناء، فمعظم المدينة فيلات بارتفاع دور ارضي وعلوي فقط، او دور ارضي ودورين علي أقصي تقدير. و رغم ان مدينة الشيخ زايد كانت اختيار العديد من الشخصيات الهامة ذات السلطة والنفوذ، للسكن والاستقرار، إلا أن أي مالك لا يستطيع ان يستخرج رخصة لزيادة ارتفاع بيته أو فيلته ذات الدور الواحد أو الدورين، ولا حتي يعرف يجيب ترخيص بناء غرفه زيادة، والقانون هنا صارم ويسري علي الكل دون استثناء او تجاوز لخاطر صاحب مال أو نفوذ !! ولكن.. وكالعادة فإن دوام الحال من المحال... ولكل قاعدة استثناء، فقد كان الاستثناء هذه المرة لصالح أبراج زايد، اللي اخترق جهاز المدينة بالموافقة عليها، كل قواعده وقوانينه التي ألزم بها الجميع لسنوات طويلة، فمنح أبراج زايد ترخيصاً بالارتفاع حتي 10 و20 طابقا !! مش كده وبس، لأ.. وكمان علي اطراف الحديقة العامة الرئيسية بالمدينة، مش كده وبس لأ ده كمان بدأ تسويق وبيع الوحدات بهذه الأبراج بإعلانات وصور تشير إلي أن الحديقة و»البارك» ضمن المشروع !!! وكأن الجنينة اليتيمة لأهالي الشيخ زايد بقت عجبة ولازم تتاخد منهم !! ورغما عن كل تبريرات مسئولي جهاز المدينة وهيئة المجتمعات العمر انية ووزارة الاسكان، إلا أنها لم تقنع ولن تقنع سكان المدينة الجميلة بوجود هذه الابراج التي يرفضها الجميع.