بشكل لا يمكن وصفه إلا بالهزلي، نجح الدكتور عصام شرف بعد ولادة متعثرة في إتمام التغيير الوزاري الذي انتظره الشعب لأكثر من أسبوع.. شاهدنا خلاله الكثير من المواقف الكوميدية، ولو أن أحداً من كبار مؤلفي الكوميديا أراد أن يسخر من أي حكومة، لفشل في تصور ما حدث.. ولكنه للأسف حدث في دولة بحجم مصر، ومع ذلك يبقي الدكتور شرف رئيسا لوزراء مصر، مع أنه طوال الشهور الماضية لم يستطع أن يثبت أنه قادر علي إدارة »طابونة«، فما بالك بإدارة شئون دولة كبيرة؟! وكنت قد أشرت الأسبوع الماضي إلي ضعف الدكتور عصام شرف، ولكنني لم أتصور أن يصل به الضعف إلي تلك الدرجة التي شاهدناها طوال عرض المسلسل الكوميدي عن التغيير أو التعديل الوزاري طوال الأسبوع الماضي.. فبداية لم يستطع الرجل أن يقول لنا: لماذا يتم ذلك التغيير الوزاري؟.. هل لإخفاق الوزراء الذين سوف يشملهم التغيير؟.. أم لأنه تلقي أوامر بذلك؟.. أم تنفيذا لأوامر ميدان التحرير؟.. ثم عندما بدأ عملية التغيير كانت قمة الكوميديا.. فقد اختار أشخاصا وقابلهم، ثم عاد وتراجع عن اختياره.. وشاهدنا مرشحا لوزارة يتم إعادته وهو في طريقه إلي المجلس الأعلي للقوات المسلحة لأداء اليمين الدستورية.. وما بين وزراء يرفضهم ميدان التحرير، ووزراء يرفضهم العاملون بوزاراتهم، وأشخاص رفضوا منصب الوزير ولهم كل الحق استمرت فصول المسلسل الكوميدي.. وحتي موعد إسدال الستار بأداء اليمين الدستورية تأجل بحجة أن الدكتور »بعافية شوية«! ولاشك أن هناك سؤالا لابد أنه يتردد داخل كل مصري الآن: إذا كان الدكتور شرف بكل هذا التخبط والارتباك وعدم القدرة علي الاختيار السليم، والتردد في اتخاذ القرار، فهل نستطيع أن نطمئن له في إدارة شئون البلاد والعباد؟! عموما انتهت عملية ولادة الدكتور شرف المتعثرة.. والتهنئة واجبة، فحمدا لله علي سلامتك يا دكتور.. بس ماشربناش المغات!