سعاد حسني ضحية الصراع بين كمال الجنزوري وعاطف عبيد الجنزوري رفع مبلغ علاجها في الخارج إلي 50 ألف إسترليني وعبيد ألغي القرار! كتبت مديحة عزت أنها تتسول في شوارع لندن وتأكل بطريقة غير حضارية فرفضت سعاد حسني لقاء أقرب الناس إليها قائلة: »لا أريد أن يحزن علي أحد»! عانت من الاكتئاب أكثر من 15 سنة وعالجها 5 أطباء نفسيين في القاهرةولندن! فكرت في العودة سراً إلي شرم الشيخ ومنها إلي القاهرة حتي تستعد لمواجهة الصحافة دون شماتة توقفت عند »زوزو» وفضلت أن يناديها المقربون منها بهذا الاسم لم تترك مذكرات فلم تكن تجيد الكتابة وفضلت التعبير باللسان وآخر ما سجلت قصيدة لصلاح جاهين تدافع الفنانون لاستقبال جثمانها في المطار مع أن لا أحد منهم سأل عنها في الغربة إلا محمود حميدة وإسعاد يونس وإنعام سالوسة يهودية من حي السكاكيني رافقتها في مصحة تشامبنيز وتولت الترجمة بينها وبين الأطباء تخرجت ماجدة هلال في معهد السينما.. وساعدت كبار المخرجين في تنفيذ أفلامهم.. ولكنها سرعان ما هجرت ذلك العالم الساحر.. وفضلت أن تكون سيدة منزل.. تربي أولادها.. وترعي زوجها عبد الفتاح المقاول المحب للحياة.. وإن ارتبطت بعلاقات صداقة متينة مع مشاهير النجوم.. كانت سعاد حسني أقربهم إلي قلبها.. وفي أزماتها النفسية احتضنتها وساندتها ولو كانت في آخر الدنيا. سعاد حسني بملامحها المريحة وجسمها الرشيق وصوتها المميز وموهبتها الاستثنائية وقدرتها علي تقمص الشخصيات المختلفة التي تؤديها لم تكن قوتها الذاتية بنفس شهرتها العريضة التي جعلت منها نجمة لكل العصور والأجيال. إن الفتاة الرقيقة المثيرة المرحة في »شقاوة بنات» و»إشاعة حب» و»السفيرة عزيزة» تختلف عن الفتاة المصابة بالفصام في »بئر الحرمان» تختلف عن عشيقة الباشا بسبب الفقر في »القاهرة 30» تختلف عن ابنة رئيس البوليس السياسي المستهترة في »غروب وشروق» تختلف عن الريفية الماكرة في »الزوجة الثانية» تختلف عن المرأة الهاربة من الحب في »الحب الضائع» تختلف عن فتاة الاستعراض في »المتوحشة» و»صغيرة علي الحب». ولكن يظل »خللي بالك من زوزو» الفيلم الذي احبته بجنون بل وتوقفت عنده تماما بعد ان سجل رقما قياسيا غير مسبوق في أسابيع العرض (53 أسبوعا) إلي حد انه اسعدها كثيرا أن يناديها المقربون منها: »زوزو». نضجت زوزو وقدمت شخصيات متقنة في »الكرنك» و»المشبوه» و»أهل القمة» و»علي من نطلق الرصاص» و»حب في الزنزانة» و»شفيقة ومتولي» و»الجوع» و»الدرجة الثالثة» وفي آخر أفلامها »الراعي والنساء» بدت ممتلئة قليلا وعانت من متاعب في العمود الفقري قللت من مستوي أدائها. بعد 32 سنة في البلاتوهات قدمت خلالها 82 فيلما ومسلسلا تلفزيونيا وأربع مسلسلات إذاعية أجبرت المتاعب الصحية سعاد حسني علي الاعتزال دون أن أنسي أنها طردت من راقصة معتزلة لكي تتحجب وتحج وتتوب عن »معصية الفن». أتذكر أنني التقيت بها مع زوجتي علي مائدة في فندق هيلتون النيل (ريتز كارلتون فيما بعد) في عرض أزياء بعد مسلسل »هي وهو» أمام أحمد زكي وكان علي المائدة نفسها سهير البابلي وهاني مهنا وليلتها بدت في الفستان الأبيض الذي ترتديه كأنها ملاك برئ يستمع أكثر مما يتكلم ولكنها سرعان ما انفجرت غضبا عندما انتقل الحديث عن ظاهرة حجاب الفنانات. قالت: »أنا ولدت في بيت لا يكف عن سماع القرآن وكان أبي يكتب بفنون الخط التي يجيدها الآيات التي ستزين كسوة الكعبة». وأضافت: »لو كان الفن حراما فلم يفتحون دور السينما والمسرح ومعاهد البالية والتمثيل؟.. الفن الوسيلة الوحيدة لتربية الشعوب بأساليب جذابة لا تتوافر في المدارس والجامعات». واستطردت: »ليس في حياتي ما أخجل منه وما أتوب عنه». لكنها لم تكشف شيئا عن ما خفي من أسرار حياتها الخاصة التي يبدو من تكرار الألم فيها لم تشأ أن تفصح عنها وتركت هواة النميمة يتورطون في التكهنات: هل تزوجت عبد الحليم حافظ؟.. هل سعدت مع أزواجها؟.. هل تزوجت عن حب أم بحثت عن حماية؟.. ما مساحة الحب الفاشل في عمرها؟. ولكنها حسمت ذلك في لحظات صراحة بينها وبين الدكتور عصام عبد الصمد رئيس اتحاد المصريين في أوروبا خلال وجودها في لندن فيما بعد: »نعم تزوجت عبد الحليم عرفيا ولكنه لم يعلن الزواج خوفا علي معجباته وأثار ذلك غيظي». أما باقي أزواجها فقد ارتبطت بهم وهم يحملون لقب »مساعد».. صلاح كريم كان مساعد مصور لشقيقه الأكبر كمال كريم.. علي بدرخان كان مساعد مخرج لوالده أحمد بدرخان.. زكي فطين عبد الوهاب كان مساعد مخرج لعلي بدرخان ولكن زوجها الأخير ماهر عواد كان كاتب سيناريو فيلمها: الدرجة الثالثة. ورغم انها تربت في عائلة كبيرة وسط 16 من الأولاد والبنات بسبب تكرار زواج الأب حسني البابا وتكرار زواج الأم جواهر فإنها لم تنجب. والمفاجأة التي أعلنها الدكتور عصام عبد الصمد في كتابه »سعاد حسني بعيدا عن الوطن» أنها كانت تعاني من الاكتئاب لمدة تزيد عن 15 سنة بأقراص دواء سجلتها روشتات الدكاترة أحمد فايق وصالح حزين ومصطفي زيور وفي لندن واصل علاجها النفسي الدكتوران هاني شعيب وجلال البدراوي. وضغط الاكتئاب علي نفسيتها أكثر بعد وفاة صلاح جاهين التي كانت تعتبره أباها الروحي وأيضا بعد فشل فيلماها: »الراعي والنساء» و»الدرجة الثالثة» وكذلك بعد إصابتها بشلل فيروسي في الوجه لم تنج من آثاره في حالة نادرة من سوء الحظ. وبتجاوزها سن الخمسين زاد وزنها حتي التوت الشريحة المعدنية التي وضعها بين الفقرات القطنية الدكتور الفرنسي رينيه لوي في الجراحة التي أجرتها عام 1992 في مستشفي دي لاكونسيبسيون وتسبب التواء الشريحة آلاما يصعب احتمالها عند المشي أو الجلوس مدة طويلة وكانت »تتكئ علي كوعها حتي ترفع جسمها عن ظهرها». جاءت سعاد إلي لندن في يوم الأربعاء 16 يوليو 1997 ورغم أنها كانت في حاجة للعلاج هناك فإنه يصعب إنكار أنها فضلت الاختفاء عن مصر قبل أن تتركها حتي لا تقابل بمشاعر الشفقة بعد مشاعر الإعجاب التي لم تنل مثلها نجمة أخري.. إلا قليلا. واتذكر انني في شتاء عام 1996 كنت في مسرح سينما »راديو» اتابع بروفة مسرحية يسرا وحسين فهمي »كعب عالي» وبينما كنت اشعل سيجارة فوجئت بالسيدة التي تجلس بجانبي تلكزني بكوعها وقبل أن ابدي دهشتي مما فعلت اكتشفت انها سعاد حسني.. تغيرت كثيرا إلي حد انها احتاجت إلي تعريف نفسها.. والمؤكد أن ذلك أثر فيها كثيرا.. وجعلها تعجل بالرحيل إلي بريطانيا للعلاج والاختفاء عن العيون التي تعرفها. في شتاء يناير 2001 كنت في مكتبي بصحيفة صوت الأمة عندما تلقيت مكالمة تليفونية من ماجدة هلال: »هل قرأت روز اليوسف اليوم؟» وعندما أجبت بالنفي أضافت: »هناك محررة اسمها مديحة عزت كتبت أن سعاد حسني زاد وزنها عن 100 كيلوجرام وانها شبه غائبة عن الوعي وانها ليست مريضة عضويا وانها غير مسئولة عن تصرفاتها وأن حرم السفير المصري في لندن وجدتها مبهدلة وتأكل بطريقة غير حضارية وتشرب من الطبق وأكثر من ذلك ادعت مديحة عزت انها تتسول في الشوارع وان هناك أميراً عربياً أعطاها فلوساً من باب الشفقة عليها». وطلبت ماجدة هلال أن أتصل بسعاد وأعرف منها الحقيقة كي أكتبها وأرفع من معنوياتها ولم تنس ماجدة هلال وهي تملي علي رقم تليفونها المحمول أن تطلب مني أن اناديها باسم زوزو». وجاء صوت زوزو عبر الهاتف كما أعرفه دون تغيير إلا من نبرة حزن اختلطت علي ما أظن بدموعها.. وتدفقت الأسئلة الصعبة من فمها: »هي مديحة عزت ازاي تكتب الكلام ده؟.. حتروح من ربنا فين؟.. هو انا اشتكيت لحد؟.. هو انا طلبت مساعدة من حد؟.. ومين حرم السفير اللي أتكلمت معها؟.. انا لا بشوف سفراء ولا غفراء». والمؤكد ان ما كتبته مديحة عزت كان خنجرا في قلب سعاد حسني ضاعف من تجنبها رؤية كل من يعرفونها في مصر بما فيهم زوجها ماهر عواد وعندما جاء رأفت الميهي إلي لندن عارضا عليها سيناريو فيلم بعنوان: »هورجادا (الغردقة) سحر العشاق رفضت مقابلته واكتفت بالحديث معه تليفونيا بعد أن ارسل إليها نسخة من السيناريو كتب عليها بخط يده: »إلي الفنانة التي احببتها والإنسانة التي عبدتها إلي سعاد حسني جوهرة التمثيل أهدي دور سارة». وحسب ما كتب الدكتور عصام عبد الصمد فإن سعاد بررت موقفها قائلة: »أنها لا تريد أن يحزن عليها أحد». واتصور أنها كانت علي حق فالنجم في تألقه له صورة مبهرة يريد الاحتفاظ بها في عيون معجبيه ويخشي أن تتشوه بفعل الزمن الذي يفقد البشرة رونقها والملامح جاذبيتها وحركة الجسد مرونتها لذلك فإن الاختفاء هو الحل. اختفت ليلي مراد في شقتها وحيدة فحافظت علي صورتها في عيوننا.. وفقدت مريم فخر الدين طلتها الرومانسية عندما خرجت في سن الشيخوخة تتحدث بطريقة صادمة ساخرة.. ولو طال العمر بمارلين مونرو لتحطمت الأسطورة عند أو عملية تجميل تجريها.. ولو لم يمت عبد الحليم حافظ في سن مبكرة لراح يهذي مهاجما الملحنين الذين تجاهلوه والمطربين الجدد الذين تجاوزه.. إن النجم إذا هوي عليه أن يختار يستوعب هذا القانون لو شاء الاحتفاظ بصورته التي اشتهر بها. استوعبت سعاد حسني هذا القانون جيدا فلم تتحمس للقاء من يتصورون انها لا تزال السندريلا حتي لا يصدموا ولكنها في الوقت نفسه سعت جاهدة لاسترداد بعض مما كانت عليه لتعود بعد ذلك إلي مصر. دخلت سعاد حسني مصحة »تشامبنيز» التي تبعد عن لندن بساعة في سيارة وتقع في بلدة وجنتون مقاطعة هيرتز وتصادف أن كانت نبيلة عبيد في المصحة نفسها في الوقت نفسه تقضي فترة نقاهة بعد رحلة طبية في الولاياتالمتحدة وشاء القدر أن اقضي في تلك المصحة أسبوعا مع صبري غنيم وزوجتينا بعد ان غادرتها سعاد حسني بأسابيع قليلة فعرفت من »كوتي» ما فعلت هناك وكوتي يهودية مصرية عاشت في حي السكاكيني قبل أن تهاجر إلي بريطانيا وتعمل موظفة في المصحة وقد تولت مرافقة سعاد حسني وترتيب جدولها والترجمة بينها وبين باقي العاملين. المصحة تقع وسط غابة من الأشجار علي مساحة150 فدانا من الخضرة تتيح الاسترخاء والتأمل وتعرض المصحة علي ضيوفها جداول رياضية تبعدهم عن الترهل وتقدم إليهم قوائم طعام صحية كما تنهي اليوم بموسيقي هادئة تزيد من عمق النوم. المصحة يمتلكها رجل أعمال سعودي لم يتردد في استضافة سعاد حسني ثلاثة شهور دون ان تدفع فاتورة وصلت إلي 25 الف جنيه إسترليني. ولم يتردد باقي الأطباء الذين عالجوا اسنانها وعمودها الفقري وشلل الوجه والاكتئاب في التنازل عن أجورهم بعد أن كفت الحكومة المصرية عن علاجها علي نفقة الدولة. كان الدكتور كمال الجنزوري قد اصدر بصفته رئيسا لمجلس الوزراء قرارا بعلاجها علي نفقة الدولة في 12 مارس عام 1998 لمدة شهر بمبلغ عشرة آلاف إسترليني بجانب 30 جنيهاً عن كل ليلة تقضيها خارج المستشفي ثم وافق علي زيادة المبلغ إلي 25 الف إسترليني مع صرف البدل النقدي ودفع نحو عشرة آلاف إسترليني تحت الحساب. اقترح المستشار الطبي لرئيس الحكومة إيقاف تمويل العلاج بناء علي توصية من أحد أطباء سعاد حسني هو الدكتور وفيق مصطفي وثبت فيما بعد انه ممارس عام وليس استشاريا كما انه كان واحدا من 12 طبيباً تولوا علاجها في تخصصات مختلفة ومن ثم لم يأخذ الدكتور كمال الجنزوري بالتوصية بل وتقديرا لتاريخ سعاد حسني الفني رفع مبلغ العلاج إلي 50 ألف إسترليني. ولكن ما ان اقيل الجنزوري وتولي رئاسة الحكومة الدكتور عاطف عبيد حتي قام بإيقاف تمويل العلاج في لندن علي ان يستكمل في القاهرة وطالب سعاد حسني بالعودة إلي مصر وفشلت الرسائل والتقارير الطبية التي أرسلتها إليه في اثنائه عن قراره. إن الخلافات التي اشتعلت بلا مبرر بين عبيد والجنزوري جعلت عبيد يقف بالمرصاد لقرارات الجنزوري ودفعت سعاد حسني الثمن. وتزايدت الضغوط علي سعاد حسني بعد ان بدأت الصحف المصرية تتهمها بإهدار أموال الشعب علي السياحة في لندن دون أن تدرك الصحف حجم المأساة التي تعيشها. وما ضاعف من تلك الضغوط أنها خرجت من المصحة كما دخلتها دون تغيير بجانب انها لم تعد تملك ما تنفق به علي نفسها مما اضطرها للعيش في شقة صديقتها نادية يسري وفي الوقت نفسه راحت ترسم خططا لعودتها سرا إلي مصر دون أن يعرف أحد. حسب الدكتور عصام عبد الصمد فإن الخطة كانت ان تسافر إلي شرم الشيخ علي رحلة سياحية ثم تسافر إلي القاهرة بسيارة وهي تخفي شخصيتها بنظارة سوداء وإيشارب وفي القاهرة تقيم في شقة الدكتور عبد الصمد مع زوجها ماهر عواد حتي تستعد لمواجهة الميديا والوسط الفني ومعجبيها وبعدها تستقر في شقتها في الزمالك. لم تنفذ الخطة علي سهولتها ولم تعد سعاد حسني إلي مصر علي قدميها وإنما عادت إليها علي ظهرها في تابوت. في الساعة التاسعة وعشر دقائق من مساء يوم الخميس 21 يونيو سنة 2001 سقطت سعاد حسني من شقة نادية يسري في الدور السادس من عمارة ستيوارت تاور. عمارة ستيورات تاور اسم سبق ترديده من قبل عندما سقط من احدي شرفاته قائد الحرس الجمهوري الأسبق اللواء الليثي ناصف ويسكن في الدور الثالث منها محمود السعدني ويسكن في الدور الأرضي ابنه أكرم الذي جاء إليه الدكتور محمد الوحش أستاذ جراحة الكبد ليخرجوا إلي العشاء. حسب ما سمعت من الدكتور محمد الوحش فإنه لم يتعرف علي شخصية سعاد حسني من الجثة التي ابيض لونها تماما أما الوجه فكان متورما وكسر بالذراع اليسري وتواري تحت الجسم. لم يكن في الشقة أي أحد مع سعاد حسني حسب ما ذكر فيليب كوي ضابط المباحث الجنائية المسئول عن الحادث وصرح الدكتور نابمان القاضي بدفن الجثمان بعد ان سجل عدم وجود شبهة جنائية وفي الساعة الثانية والنصف من عصر يوم الأربعاء 27 يونيو سنة 2001 هبطت الطائرة التي تحمل الجثمان في مطار القاهرة. خارج المطار كان في انتظار سعاد حسني عشرات الفنانين الذين سكبوا دموعا لم تتجاوز دموع التماسيح فلا أحد منهم فكر في السؤال عنها وهي في الغربة إلا محمود حميدة وانعام سالوسة وإسعاد يونس. وللتخفيف من ذنب كل من نالها بسوء شاعت نظرية المؤامرة وتصاعد الحديث عن قتلها بسبب مذكرات كتبتها ولكن لم يقم دليل واحد علي ذلك بل العكس كانت الأدلة مضادة فهي لم تكن تجيد الكتابة بل لم تكن تطيقها وكانت تعبر عن نفسها باللسان لا بالقلم وآخر ما سجلت سعاد حسني شريطاً بصوتها عليه قصيدة لصلاح جاهين يوجد علي اليوتيوب بدا فيه صوتها غريبا عن اسماعنا.