جاري مساعد وزير الخارجية الاسبق المستشار مهدي فتح الله، نموذج للدبلوماسية الهادئة في جميع تعاملاته مع السكان رغم أنهم اختاروه لدماسة خلقه، وحسن علاقاته رئيسا لاتحاد الملاك للبرج الذي يسكنه، مع أن كثيرين من السكان يرفضون هذه المهمة للمعاناة في تحصيل مصاريف الصيانة من السكان، وللحق بدبلوماسية وأخلاق هذا الرجل استسلم جميع السكان له، وراحوا يسددون الالتزامات الشهرية بانتظام، لذلك لا تسمع له صوتا، وأصبح يحل مشاكل البرج اليومية في صمت .. وفجأة يخرج الرجل عن صمته بسبب بقايا الحفر ومخلفات القمامة التي زينت الشارع الذي يسكنه وهوشارع الثورة والذي يعتبر المنفذ الوحيد لسيارات منطقة الدقي ونادي الصيد والتي تنطلق من هذا الشارع بمحازاة المتحف الزراعي متجهة الي كوبري أكتوبر . للعلم من يدخل خط سير السيارات في هذا الشارع يخرج منه بعد نصف ساعة لبطء الحركة، وقد فشلت كل الحلول في توفير سيولة مرورية في هذا الشارع، ولك ان تتخيل حركة السيارات مع "زبالة " علي جانبي الطريق .. مع العلم أن السفير فتح الله فهوبواعظ من وطنيته يتحرك وقد حاول الاتصال بحي الدقي أكثر من مرة وأرسل عدة شكاوي لرئيس الحي يستغيث لعله يأمر رجاله بازالة مخلفات الحفر أوالقمامة .. وللأسف لم يجد استجابة لشكواه . من أيام قرأت علي الواتساب وأنا في لندن قبل عودتي الي القاهرة، أن السيد المستشار مهدي فتح الله استغاث بهيئة الرقابة الادارية يشكوأجهزة الحكم المحلي لعل رئيس حي الدقي يستجيب لجهاز الرقابة الادارية .. وأرسل رسالة الي السيد اللواء هاني جلال يحكي له عن المخالفات التي توضح بالصور الحالة التي عليها شارع الثورة بالدقي، في تقديره أنها فساد هندسي ومالي وتخريب وإهمال من مسئولي حي الدقي .. ولا يجوز السكوت عنه .. مطالب الرجل عادلة جدا وهي إزالة التشوهات في الشارع المصري، ومن الواضح أن الأحياء استسلمت ولم تعد تتحرك من مواقعها، فقد أصيبت بالترهل في أجهزتها وبالتالي لم يعد لها ظهور في الشارع .. الذي أحزنني هوالسكوت وجهل القائمين علي الاصلاحات في الشوارع، فكم تمنيت أن أنقل لهم ما يجري في شوارع لندن من إصلاحات وتركيب مواسير ضخمة وتبليط أرصفة، فرق كاملة متكاملة بأجهزتها ومعداتها من رمال وأسمنت وبلاط ومعدات داخل حواجز، العمل يجري بسرعة حفر ثم اسقاط مواسير ثم ردم ثم تبليط ثم نظافة المكان وكأنه جزء نظيف من الشارع الرئيسي وكأن شيئا لم يحدث .. شفتم الحضارة والرقي في أعمال الترميم .. ناس عندها ضمير إلا نحن .. عن نفسي بعد قراءتي للرسالة التي اطلقها السفير مهدي فتح الله علي الواتساب ارسلتها بدوري من لندن الي السيد الوزير احمد راشد محافظ الجيزة واستبشرت أن يفعل خيرا ..لأنني أعرف حجم الحماس الذي عند الرجل، فقد شرفت بلقائه وحمدت الله أنه من سكان الجيزة واكيد قد عاني من مشكلة النظافة، وجدت في المحافظ حماسا يعطيك إنطباعا بأنه لن يرحم من يقف أمامه .. ولكم المفاجأة .. بعد عودتي من لندن التقيت بالسفير مهدي فتح الله الذي أحزنني فقد اصطحبني الي مواقع الحفر، شيء محزن، لم يحدث تغيير، بقي الحال علي ما هوعليه، لا المحافظ ولا رئيس الحي وكأن شارع الثورة خارج زمام الجيزة، قلت في داخلي اذا كان موقفهم مع بقايا الحفر في الشارع، فماذا سيكون موقفهم مع مخلفات الأمطار التي أغلقت معظم الشوارع في مدن وأحياء الجيزة، فعلا الجيزة تتراجع وتتقهقر حضاريا عن عصر المرحوم المحافظ عمر عبد الآخر رحمة الله عليه، لن تعود الي هذا العصر، رغم تصريحات محافظها اللواء احمد راشد، فقد اكتشفت أنها مدهونة بالزبدة..