رغم بعض السلبيات والانفلاتات، دخلت القمة »701« ذاكرة التاريخ المصري، لانها لم تؤجل، واقيمت في لحظات فارقة.. بين مزيد من الفوضي او التأكيد علي اهمية عودة الهيبة، فانتصرت الهيبة.. لقد كانت القمة هي الاخطر والاصعب عبر كل السنوات الماضية، بسبب الاجواء التي سبقتها بساعات، لذلك توجهت اليها الانظار بصورة غير مسبوقة في الداخل والخارج انتظارا لما ستسفر عنه من احداث، وليس مجرد النتيجة.. والحمد لله.. انها مرت بأقل الخسائر، لتضيع الفرصة علي من كان يريد ان »يشمت« او يجعل منها »فرجة«. التصرف العجيب من حسام حسن الذي انقض علي جوزيه- دون اعتداء- كاد يضرب القمة في مقتل، لولا عناية الله التي حمت استاد القاهرة من كارثة.. انه مشهد لا يصدقه عقل، وعيب كبير، وليس له ما يبرره. لم يكن خطأ لاعبي الاهلي ان الحكم الهولندي اساء التصرف باستئناف اللعب برمية تماس بعد سقوط عاشور الادهم علي الارض، فجاء هدف التعادل بقدم دومينيك.. لذلك لم يحسبها حسام »صح«. كم كانت جماهير الاهلي والزمالك عظيمة، وعلي مستوي المسئولية، فقدمت افضل ما لديها من ابداعات في التعبير عن تحضرها بدخلاتها، ولوحاتها الخرافية، وبالتزامها، وبسلوكها الراقي، وبرهنت قبل وخلال المباراة علي قدرتها في مواجهة التحديات الصعبة في الظروف الاصعب، لتؤكد ان المعدن الاصيل يظهر عند الشدائد ليس شعارا.. وانما تجسيد للحقيقة. والواقع انه لم تكن هناك شدة اكبر من تلك التي جعلت المباراة تؤجل في صباح يوم 92 يونيو ليخرج لاعبو الفريقين من معسكريهما ثم يتخذ المجلس الاعلي للقوات المسلحة قراره باقامتها دون تردد ايمانا بقدراته وبمحبة الشعب له، ورهانا علي ثقته في الجماهير.. فكسب الرهان، واحتفظ بسمعة ارض الكنانة امام من يحاول التربص بها. اكلينكيا.. انتهت المنافسة علي بطولة الدوري ليبقي الدرع في الاهلي، وهو الذي كان بعيدا عن القمة منذ اسابيع قليلة. واذا كانت فرصة العمر قد ضاعت من الزمالك لانتزاع اللقب، لأسباب عديدة، بعضها فني والآخر يرتبط بالامكانات، إلا ان هذا لا يقلل من الجهد الذي بذله حسام وابراهيم واللاعبون.. ولكن هذه »نقرة«.. وهذه »نقرة«.. وينبغي للتوءم ان يراجعا الكثير من حساباتهما، حتي تقف الخطورة عند ضياع بطولة. انتشرت الفوضي في العديد من الملاعب والمدرجات بمختلف محافظات مصر لذلك يجب ان يبادر علماء الطب النفسي وخبراء العلوم الاجتماعية واساتذة علم النفس بالاسراع في دراسة الاسباب التي جعلت الامور تنفلت الي هذه الدرجة، حتي يمكن التصدي لما يمكن ان يأتي من احداث مؤسفة.. الكل في غني عنها. رياضة بدون علم.. تبقي »فتونة وفهلوة«.. ولا مؤاخذة!