استشعر الشارع المصري الطمأنينة، بمليونيات شبابه في ميدان التحرير، وما نتج عنها من إسقاط للنظام، الذي جثم علي أنفاس شعب عاني الكثير لثلاثين عاما انقضت، ليتخلص بها من سيطرة نظام استشري في أوصاله فساد، كان هو الملمح الرئيسي لأدائه، وكان لرجاله سيطرة سلبت حقوق شعب! لقد ظن رجال النظام السابق أن هذا الشعب قد بات لا حول ولا قوة له، معتقدين أن أنينه مما يعانيه، هو نوع من الاستكانة والضعف، الذين ظنوا أنه تعبير عن وهن شعب!، ولكنهم كانوا مخطئين في ظنهم واعتقادهم، ونسوا أو تناسوا أن أبناء المحروسة، لا يعرفون للاستكانة طريقا، ولا يؤمنون بالضعف سبيلا، وهو ما أكده ثوار 25 يناير الذين حطموا كل الأغلال، ليعلنوا بداية عصر جديد تعلو فيه قيمة الكرامة والحرية والإنسانية.. ولكن ماذا بعد؟ إن إطلاق شباب الثورة لثورتهم، بمباركة ومشاركة شعبية، كانت هي الأقوي، وفي حماية من المؤسسة العسكرية، التي أيدت الثورة منذ بداياتها الأولي، وهو ما أكده أسلوب أدائها، وحمايتها لشباب الثورة، وما اتخذته من إجراءات للحفاظ علي ممتلكات الوطن والشعب، في سيمفونية متناغمة، ومستمرة حتي الآن. لقد ضرب الشباب المثل في التعبير عن قدرتهم في امتلاك قوة علي تغيير ما يرفضون، وأكدوا أنهم أصحاب الحق في امتلاك مقدرات هذه الأمة، وأنهم المنوط بهم رسم مستقبل هذا البلد، فكانت ثورتهم زلزالا هز كيان شعب، كاد أن يفقد الأمل في غده، ولكن ثورة الشباب جاءت لتعلن عن مارد قادر علي قهر الإحباط، الذي أوشك أن يأتي علي حلم شعب في الخلاص من كابوس، ظن كثير في الداخل والخارج، أنه من الصعب، بل من المستحيل التخلص منه. حقا إنهم شباب مصر الواعد، الذي كشف عن معدنه، مؤكدا أن انتماءه لبلده، هو وجدانه الذي يحيا فيه، وأن ناصية مستقبله بيده، وأن خيرات وطنه هي له، وأن أرض الكنانة تمتلك الكثير الذي يكفي لحياة كريمة لكل إنسان يعيش علي أرضها، كما أنه يدرك أن تحقيق ذلك يتطلب مشاركة حقيقية من كل أطياف المجتمع، بكل طوائفه، وهو ما دعا مجلس شباب الثورة إليه في إعلائه لدعوة " يا أهلا بالمشاركة"، تحت شعار: "مصر أولا وأخيرا"، وهو ما أكده سعد طعيمة، والمستشار أحمد الخطيب عضوا اللجنة التنسيقية لمجلس شباب الثورة، من منطلق تفعيل المشاركة المجتمعية، حيث قال سعد طعيمة أن ثورة الشباب قامت لتستمر، وأن خطواتها واثقة، وأن الشباب يدرك تماما أن لكل مرحلة آلياتها، وأن ثورة الشباب لن تقتصر علي المليونيات، بل تمتد لما هو أبعد وأنضج من ذلك، فقد بات علي الشباب حتمية توحدهم، ونبذ تشرذمهم الذي يسعي إلي إفشائه الكثير، بعضهم من عناصر داخلية من فلول النظام السابق، أو تدخلات من جهات خارجية، تحاول الإتيان علي مكاسب الثورة، وتشتيت نهضتها نحو بناء المستقبل، وتحقيق الأفضل لهذا الشعب الذي أراد الله له خيرا علي أيدي شبابه. ويؤكد المستشار الخطيب أنه لا بد للشباب أن يحتاط لمواجهة ما يحاك له، ويدرك أن المناص لن يكون إلا بتخلص الشباب من صغائر الطموحات، وتكريس كل الجهود في توجه واحد، ومظلة واحدة هي العمل من أجل هدف واحد، هو مصر أولا وأخيرا، ويضيف سعد طعيمة أنه وشباب الثورة علي موعد لطرح مبادرات قومية، بمشاركة عقول مصر من خيرة أبنائها من العلماء والمفكرين، وأن تلك المبادرة ستحمل الخير الكثير في صناعة غد أفضل لمصر، وكل تلك المهام ينطلق بها الشباب من وجدان هذا الشعب، وإن الخير آت بإذن الله، وجهود شباب وشعب تلك الأمة. حقا لقد صدق الشباب، وإنا له لداعمون، وأهلا بالمشاركة.