فوضي الشوارع في مواجهة صناع القرار ٫٫ مسئولون: المشاكل موجودة ونسعي لحلول حاسمة

رفع الإشغالات يومياً وانضباط الشارع يحتاج لإرادة مجتمعية

نشرت أخبار اليوم - علي مدي 9 أسابيع - ملفات متتابعة عن فوضي الشوارع في القاهرة الكبري وبعض المحافظات. والتي امتدت لبعض المدن الجديدة، وضحت فيها الصورة والحالة السيئة التي ظهرت عليها الشوارع والأرصفة، بعد أن كانت القاهرة ومدن كثيرة في المحافظات عنوانا للرقي والتحضر. وبات السؤال مُلحًا : ما الذي بدد تلك الصورة؟ وكيف يمكن استعادتها؟ وما الجهة المسئولة عن الأمر بكافة أبعاده؟
أخبار اليوم واجهت بعض المسئولين، واستمعت لوجهة نظرهم في الأمر، وأنصتت لحلول طرحوها من خلال ندوة جمعت الأطراف المتشابكة في المسئولية، لتضع يدها علي خارطة طريق جديدة تعيد شوارع مصر وميادينها لسيرتها الأولي في هذه الندوة.
تحتل الفوضي والعشوائية كثيرا من مناطق العاصمة، والتي رصدتها حملة أخبار اليوم ضد فوضي الشوارع، لذلك لابد أن نتساءل كيف نعيد الانضباط للشارع ؟
- إبراهيم عبد الهادي نائب محافظ القاهرة للمنطقة الغربية: علي رأس أولويات المحافظة حاليا كيفية التغلب علي الفوضي والعشوائية بالشوارع، وعقب حلف اليمين الدستورية امام الرئيس عبد الفتاح السيسي كانت اهم تعليماته لنا هي الاهتمام بالشارع، فقد اجتمع معنا علي مدار اكثر من ساعتين، ووضع الرئيس خلال الاجتماع خطة عمل للمحافظين ونوابهم، وكانت اهم تكليفاته التواجد مع المواطنين في الشارع وحل مشاكلهم علي ارض الواقع، وكان من ضمن التكليفات اعادة الانضباط للشارع، بالاضافة الي إيجاد حلول لكل المشاكل بطرق غير تقليدية، وايجاد حلول جذرية لمشكلة النظافة،وكذلك اعمدة الانارة بالشوارع، وشدد الرئيس في اللقاء علي سرعة إيجاد حلول للاراضي المعتدي عليها، بالاضافة الي الاراضي التي تم بيعها سواء للمواطنين او المستثمرين وسرعة تحديد كيفية الاستفادة منها، علي ان تكون المشروعات المنفذة علي هذه الاراضي متكاملة وتخدم المواطنين وتوفر فرص عمل للشباب.
العاصمة تتجمل
واضاف نائب محافظ القاهرة قائلا: نقوم ايضا برفع الاشغالات باستمرار يوميا من الشوارع والتي تجعل السير بها مهمة صعبة خلال السنوات الاخيرة، وكذلك ردم الحفر المنتشرة بالشوارع وإعادة رصفها مرة اخري ويعد ذلك هدفا رئيسيا خلال الفترة القادمة، بخلاف صيانة الارصفة وطلائها، ونبحث بشكل جاد عن إيجاد أماكن مناسبة للباعة الجائلين، وبدأنا إجراء دراسات لإيجاد اماكن قريبة من الشوارع والميادين التي يكتظ بها الباعة الجائلين ليكون هذا حلا جذريا للمشكلة بدلا من الكر والفر مع الباعة خلال الحملات المتكرره التي يعودون بعدها لنفس أماكنهم مرة أخري، ومن ابرز المناطق التي ينتشر بها الباعة الجائلون سوق العتبة والموسكي وبولاق أبو العلا و26يوليو، ومن المتوقع أن يستمر العمل في نقل الباعة الجائلين إلي الأسواق الجديدة حتي عام 2020، أما بالنسبة للمواقف العشوائية لسيارات السرفيس فالمحافظه تقوم بالتنسيق مع مرور القاهرة وادارة السرفيس لتنظيم حملات مستمرة لضبط السائقين المخالفين الذين يقفون في الاماكن غيرالمخصصة لهم، وهناك لجنة مشكلة في محافظة القاهرة لتنظيم ميدان عبد المنعم رياض ومنع سائقي السرفيس من التوقف خارج الأماكن المخصصة لهم، وسوف يتم تنفيذ مخطط جديد للميدان بالكامل.
وكذلك يتم ردم الحفر المنتشرة بالشوارع ورصفها، وهذا هدف رئيسي خلال الفترة القادمة، بخلاف صيانة الارصفة وطلائها والعمل علي رفع الإشغالات بشكل حاسم من خلال تفعيل القوانين الخاصة بها، وخلال الفترة القادمة نهتم بأعمدة الانارة بالشوارع، ومنع تشغيلها خلال ساعات الصباح أو غلقها خلال ساعات الليل، خاصة أن الدولة تقوم حاليا بصيانة كافة أعمدة الانارة وتغييرها إلي اللمبات الموفرة وصيانة الارصفة وإعادة إطلائها ورفع جميع الإعلانات المعلقة علي الأعمدة مما يؤثر علي قوة الإضاءة الصادرة للشوارع من خلالها، وكذلك التأكد من إغلاق كافة المخارج الكهربائية بالأعمدة لمنع شركات الإعلانات من استغلالها.
نظام جديد للنظافه
نظافة الشوارع أزمة مستمرة منذ سنوات، كيف ترون حل أزمة القمامة من جذورها ؟
- نائب محافظ القاهرة: بالنسبة لأزمة القمامة فقد قررت محافظة القاهرة عدم التجديد لأي شركة نظافة تعمل في جمع القمامة خلال السنوات الماضية، وسحب الاعمال منها واسنادها لهيئة النظافة باشراف رؤساءالأحياء، ويشهد شهر فبراير القادم إنتهاء تعاقد آخر شركات النظافة الأجنبية في مصر، وتطبيق النظام الجديد علي مستوي كافة احياء القاهرة، ويجري بشكل جاد الإعداد لانشاء مصانع لتدوير المخلفات في اطراف المحافظة، ومن خلال هذه المنظومة ستحل مشكلة القمامة بشكل نهائي، والمنظومة تقوم علي أساس إعادة تدوير المخلفات، وبناء منظومة متكاملة من الجمع والنقل، لخلق صناعة وطنية، وتحقيق ذلك يتطلب إجراءات تشريعية، وهو ما يقوم به مجلس النواب حاليا، وبذلك يتم القضاء بشكل كامل علي مشكلة انتشار أكوام القمامة في شوارع العاصمة.. ونفكر في إنشاء مصانع تدوير للمخلفات بمناطق متطرفة ونقل المقالب العمومية الحالية بعد أن أحاط بها العمران، كما نفذنا مبادرة لتغيير العربات الكارو إلي تروسيكل.
المرور يحتاج إلي ثورة
أخبار اليوم: المرور مشكلة مستعصية منذ سنوات، ومعظم ساعات اليوم أصبحت وقت الذروه، هل هناك حلول تخرجنا من الوضع الحالي ؟
اللواء عصام شادي مساعد وزير الداخلية، مدير الادارة العامة للمرور: المشكلة المرورية مزمنة، ولها تأثير علي الدولة في كافة مناحي الحياة، ووزارة الداخلية لا تتواني في إيجاد حلول لهذه المشكلة، وقد قمنا بدراسة مقارنه بين مصر و6دول للتوصل الي السبب الرئيسي في الازمة المرورية وكيفية التغلب عليها، واتضح أن أهم أسباب المشكلة هو العنصر البشري وغياب الثقافة المرورية لدي معظم قائدي السيارات، وفي النهاية الكل يدفع الثمن نتيجة قيم اجتماعية خاطئة، ونحتاج الي ثورة للقضاء علي الانانية والفردية، ويجب ان يدرك الجميع ان المصلحة الشخصية تنبع من مصلحة الجماعة، كما ان التخطيط الخاطئ للشوارع يخلق فوضي مرورية نتيجة التوزيع غيرالعادل للحركة المرورية من خلال تكدس المصالح الحكومية والمولات في مكان واحد.
ويختلف الفكر حاليا فالدولة في حالة ثورة علي هذا الفكر والدليل علي ذلك المدن الجديدة التي يتم إنشاؤها ونقل كافة المصالح الحكومية خارج العاصمة وفتح محاور مرورية جديدة، كلها حلول جديدة غير تقليدية، وهناك ازمة ايضا بسبب ان كافة العاملين في الدولة يتحركون لاعمالهم في توقيت واحد ويتزامن ذلك مع طلبة المدارس والجامعات،، والحل هو ان يتم تمديد مدة الذروة من خلال تحديد ساعات مختلفة لوزارات وهيئات معينة يتم تشغيلها بتوقيت محدد متتال بحيث توزع الكثافة علي اطول وقت خلال اليوم، وتلك الحلول عبارة عن رؤي يتم دراستها حاليا.. واضاف :من ضمن الحلول ان نتخلص من وسيلة الانتقال الفردية والتغيير للنقل الجماعي، فجميع دول العالم تعمل به، وفي الفترة الاخيره تم ضخ اتوبيسات بدورين واخري مكيفة بها كافة سبل الرفاهية بمستويات مختلفة اقتصاديا، ولكن نحن بحاجة لضخ أعداد أكبر حتي تجذب المواطن لاستخدام النقل الجماعي.
قانون للإعلانات
وهناك دراسة في الهيئة العامة للطرق ووزارة النقل ومجلس الوزراء من اجل اصدار قانون موحد للاعلانات للحد من المخالفات التي نشاهدها بشكل يومي علي اللافتات في الطرق السريعة والرئيسية، كما ان هناك مشروع قومي لمراقبة الطرق الكترونيا وهو حاليا قيد الدراسة بالتعاون مع عده هيئات ووزارات اخري الهدف منه تسهيل مراقبة الطريق وحل اي ازمة، كما ان المخالفات ستكون مرتبطة الكترونيا بنيابات المرور منعا للتدخل البشري.
وهناك نقطة هامة.. وهي الزيادة المطردة في أعداد السيارات، ففي عام 2015 وصلت الزيادة في أعداد السيارات 8%، لكن الحمد لله بدأت تقل في 2016/2017 وأصبحت 7%، وفي 2017/2018 أصبحت الزيادة 5%، وكان الرقم الأول يمثل بالنسبة لنا ناقوس خطر، لأن هذه النسبة إذا استمرت كنا سنحتاج في غضون 10 سنوات إلي طرق وشرايين جديدة لحركة المرور ضعف التي كانت موجودة في 2015، خاصة وأننا لفترة طويلة كنا نسير بالمسكنات.
كما انخفض معدل حوادث الطرق بنسبة 26% في 2017 ووصل إلي 24.8 % عام 2018، والمؤسف أن الخسائر المرورية تمثل 3.5 من الناتج القومي كما أن 62% من ضحايا حوادث الطرق بسبب عدم استخدام حزام الأمان ورغم ذلك فإن الصورة ليست قاتمة فهناك جهود تركز علي حملات للكشف عن تعاطي المواد المخدرة بين السائقين في وسائل النقل العام والسياحي والمدارس كما تم وضع 30 رادارا متحركا و8 رادارا علي الدائري لمواجهة الحوادث.
وأضاف قائلا : الدولة تدفع ثمن السلوكيات الخاطئة وعدم الوعي، لذلك يجب علي كل مواطن أن يعرف دوره تجاه وطنه، فالدولة ما زالت تدفع فاتورة الفترة السابقة من إشغالات طرق وأرصفة وسوء استخدام، لكننا الآن في مرحلة تعافي وصلنا فيها إلي درجة عالية، كما ان الوعي المروري نقطة مهمة أيضا، يجب أن تكون لدي مقدم الخدمة ومستقبلها، فكما أن المواطن يجب أن تكون لديه الثقافة المرورية رجل المرور أيضا يجب أن يكون علي قدر عال من هذه الثقافة، لذلك ترسل وزارة الداخلية رجالها في هذا المجال في بعثات لدول أوروبا لدراسة تخطيط هندسة النقل وتنظيم المرور ورقابة الطرق بواسطة التكنولوجيا الحديثة، وتستقدم الوزارة أيضا خبراء أجانب لإعطاء الدورات بخلاف الدورات المحليه.
وماذا عن استعدادات المرور للعام الدراسي الجديد؟
تم عقد عدة اجتماعات مع وزير الدخلية لهذا الشأن، وسيتم نشر الخدمات المرورية بكل الطرق خاصة أمام المدارس، ودائما ما ننتظر حدوث مشكلة في أول يوم دراسي بسبب تزامن موعد المدارس بنفس التوقيت وهو ما يسبب مشكلة مرورية، وتلاشيا لهذا الأمر أصدرنا توجيهات بخدمات أمام المدارس والجامعات لتيسير حركة المرور بالاضافة إلي تعاون قطاعات أخري في الوزارة مثل الأمن العام وشرطة المرافق.
حلول الطريق الدائري
أما بالنسبة لمستخدمي الطريق الدائري ونقطة التوجه منه الي مصر الجديدة -والتي تسبب مشاكل مرورية ضخمة- فقد تم تطويره بشكل كبير، وتم فصل حركة المرور من المصاعد والمنازل والحركة الرئيسية مما خلق سيولة مرورية بالإضافة الي توسعة المحور.. وربما سنواجه مشكلة حتي استكمال التطوير، لمسافة الوصول الي كوبري أبو غزالة، وتلاقي منطقة الكيلو 4.5، وسيتم تحويل كبري الجيش بتلك المنطقة إلي اتجاه واحد وإنشاء كوبري آخر للاتجاه الآخر، ليصل الشارع الرئيسي إلي 4 حارات والداعم له سيكون 3 حارات، وكل المنشآت خضعت لخط تنظيم جديد، بالتنسيق مع الهيئة الهندسية للتصنيع.
ويعلق د.حسن بهجت، نائب رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري علي أزمة تكدس المرور قائلا: تم تخطيط شبكة طرق القاهرة علي فكرة المحاور الرئيسية التي تصب فيها مجموعة من الشوارع، وهو ما يعرف بالتدرج الهرمي لشبكة الطرق، بحيث يخرج المواطن من بيته إلي شارع محلي صغير ثم إلي الشارع الرئيسي، وكان هذا النظام جيداعلي أساس أن معظم المباني في القاهرة قديما وعلي هيئة فيلات وعمارات لا تتعدي الثلاثة أدوار، لكن اليوم وبعد أن هُدمت الفيلات وحل محلها أبراج سكنية مرتفعة تطل علي شوارع صغيرة، حدثت هذه الحالة من الاختناق في الشوارع المؤدية إلي الطرق الرئيسية.
ولذلك خططت دول كثيرة شبكة الطرق في المدن عالية الكثافة بشبكة متعامدة بحيث يكون هناك أكثر من بديل للاتجاه الواحد، ونحن في مدينة مثل القاهرة نحتاج علي الأقل إلي 10بدائل -من الطرق والمحاور-للوصول إلي وجهة ما، وليس طريقا واحدا كما هو موجود، ولعلاج الأزمة الموجودة حاليا في بعض المناطق من تكدس مروري كمناطق »الهرم وفيصل»‬علي سبيل المثال،علينا أن نحد من المنشآت التي تستقطب المواطنين فيها يوميا بكثافة كالمولات والمباني الإدارية، لأن تخطيط الشبكات الحالية غير مصمم لاستيعاب هذه الكثافة، ونتمني في المدن الجديدة أن نتفادي نمط التضارب في شبكة الطرق، وألا يكون هناك مثلا محور مركزي للخدمات،مثل شارع التسعين بالقاهرة الجديدة، يعاني من اختناق مروري، إذا لا يصح أن نأتي بالخدمات والمصالح كلها التي يسعي إليها المواطنون ونجمعها في شارع واحد، وإنما علينا أن نوزعها علي محاور مختلفة.
هل سيتم عمل محاور جديدة لتخفيف الاختناقات المرورية بالعاصمة؟
- يجيب اللواء عصام شادي قائلا: هناك محور جديد يجري العمل به بدءا من وسط المدينة وصولا لأعلي النيل والطريق الدائري ليكون ماثلا لمحور 6 أكتوبر وهناك محاور أخري يتم إنشاؤها في القاهرة لتقليل الكثافة وتسيير حركة المرور، ويؤكد اللواء عصام شادي أن البيانات والأرقام تؤكد أننا نسير في الاتجاه الصحيح كما أن رفع الدعم عن الوقود ساهم في تقليل امتلاك السيارات.
واقترح المهندس جمال طلعت زيادة الضريبة علي السيارة الثانية للأسرة فيما أكد اللواء عصام شادي أن ذلك يتم بالفعل بتطبيق ضريبة الرفاهية ولكن لا يمكن منع الأسرة من امتلاك أكثر من سيارة احتراما لحرية التملك التي كفلها الدستور، ولكن الحل يتمثل في توفير نقل عام وجماعي وتشجيع الانتقال عن طريق الدراجات وهو ما يحتاج إلي تغيير الثقافة الشعبية.
الجيزه تبحث عن مخرج
أصبحت مناطق الجيزة المختلفة تعاني زحاما مستمرا وفوضي دائمه خاصة في مناطق مثل الهرم وفيصل أصبحت رمزا للعشوائية والفوضي.. فلماذا وصل الأمر إلي هذا الحد ؟
- جمال عبد الرشيد رئيس مدينة الجيزة: لأنه لا يوجد بديل لشارعي الهرم وفيصل كمحاور مرورية، فالهرم مثلا عندما بدأت أعمال إنشاء خط المترو، كان لا بديل له إلا شارع ترسا ومحمد أنور السادات والذي يجري فيه أعمال مشروع الصرف الصحي وتوقف لفترة رغم أن تكلفته 2مليار جنيه، وسيعود المشروع للعمل بعد إسناده إلي شركة أخري.
وتم الانتهاء من نحو 365مترا من نفق الهرم وهو مفتوح في الوقت الحالي بشكل عكسي، ومن المنتظر افتتاحه بشكل كامل نهاية أكتوبر المقبل، ليستقبل القادم من اتجاه الجيزة إلي الدقي والعكس،أما في منطقة المتحف الكبير -والذي سيتم افتتاح المرحلة الأولي منه في شهر إبريل المقبل فهي سوف تشهد أعمال تطوير هائلة في الفترة القادمة وأيضا في المنطقة المحيطة، لتكون بشكل يتناسب مع المتحف الكبير، فلن تكون هناك مبان سكنية مرتفعة أو ما شابه وستبني مولات وفنادق وبازارات محددة تتناسب مع المنطقة.
ولكن حجم مخالفات البناء مازال في تزايد، وهو يؤثر علي الطرق والمرافق والخدمات، ويحتاج إلي مواجهة حاسمة فكيف تتعاملون مع هذا الأمر؟
- منذ عام 2011ظهر حجم مخالفات ضخم جدا سواء في البناء بدون ترخيص،أو مخالفة اشتراطات البناء،وتم اتخاذ الإجراءات الورقية والقضائية، لكن دون مواجهة علي الأرض.
هل من الوارد أن يتم التصالح مع أصحاب الأبنية المخالفة مقابل الاستفادة منها؟
- لاتخاذ هذا الاجراء لابد ان يكون البناء سليما انشائيا، وإن كنت أري أن التصالح مع المخالفين سيفتح الباب علي مصراعيه لاستمرار المخالفات.. وحتي حال تغليظ العقوبة لن يتوقف البعض عن المخالفة كما حدث مع الأراضي الزراعية التي تم تغليظ العقوبات علي المتعدين عليها، ومع ذلك لم يتوقف المواطنون عن المخالفة، ولكن لا ننكر أن تغليظ العقوبة قلل معدل التعديات، وهناك الكثير من الخطوات الجديدة سيتم اتخاذها في الأيام القادمة.. وتابع: يحرص اللواء أحمد راشد محافظ الجيزة علي مواجهة تعديات البناء ولن يستطيع احد بناء وحدة بدون ترخيص او أن تكون مخالفة للاشتراطات، ونتابع المشكلات التي تفاقمت منذ 2011، وأهمها : مشاكل الصرف ومياه الشرب.
ويلتقط د.حسن بهجت، نائب رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري أطراف الحديث متسائلا: لماذا العمران قديما كان فيه مظهر جمالي خاص؟.. لأنه كان هناك ما يسمي باشتراطات بناء المناطق، أي أنه عندما يشتري شخص ما قطعة أرض - في المهندسين مثلا أو العجوزة وغيرهما - يأخذ معها اشتراطات بناء بارتفاع معين وجراج واستخدامات محددة، لكن حدث وخرج بعد ذلك قانون البناء العام والذي كان بمثابة نكبة، لأنه نتج عنه المشهد الحالي، وظهرت التجاوزات خاصة مع إقرار التصالح في المخالفات، إذا العودة إلي اشتراطات بناء المناطق ضرورة مهمة جدا، لأن كل منطقة لها طبيعتها ومتطلباتها، والقانون العام لا يصلح مع الجميع.
وعندما تم انشاء الطريق الدائري كان الغرض منه الحد من التوسع العمراني وتم انشاؤه علي هيئة »‬طوق» حول القاهرة وبعدها بأيام صدر قرار بإنشاء مدن جديدة وأصبح الطريق الدائري اليوم - خاصة في المناطق الزراعية - مرتعا للعشوائيات باستثناء المنطقة التي امام التجمع وحذر »‬بهجت» من تكرار نفس الأمر مع الطريق الدائري الاقليمي.
أصبحت مشاكل النظافة والمواقف العشوائية والتوك توك والاشغالات من ملامح شوارع الجيزه،كيف يتم مواجهتها؟
- يوضح جمال عبد الرشيد، رئيس مدينة الجيزة أن منظومة النظافة تشهد شكلا جديدا خلال الفترة القادمة علي نمط القاهرة، بحيث يتم جمع القمامة من المنازل، من خلال الهيئة العامة للنظافة في مدينة الجيزة - بالأحياء الثمانية - ومن ثم سيعمم الأمر في المراكز والمدن لاحقا، أما بالنسبة للإشغالات الموجودة فحدث عنها ولا حرج سواء من المحلات أو سلوك الفرد، لدرجة أن هناك سوقا بمنطقة الكنيسة تم إنشاؤه علي نمط عال جدا لكن الباعة يتركون أماكنهم داخل السوق ويخرجون مرة أخري إلي الشارع، ويوميا تذهب حملات لإدخالهم إلي السوق لكنهم يعودون للشارع، وقد تفنن الباعة الجائلون في عمليات الكر والفر هربا من الحملات،لذلك التوعية هنا أمر ضروري للغاية لأنه لا يمكن أن يقف عسكري في كل شارع.
ويستكمل الحديث اللواء عصام شادي، مدير الإدارة العامة للمرور قائلا :علينا أن نكون أكثر واقعية، لأن الأمن محمل بأعباء كثيرة جدا، لذلك علينا أن ندرس خصائص كل مكان ونبحث عن مساحة صالحة لإقامة تجمع تجاري»سويقة» يتم نقل الباعة الجائلين إليها، وهذا الأمر تم تجربته في أماكن كثيرة منها مدينة الإسماعيلية وغيرها، ونجحت التجربة، لكن نجاحها يحتاج إلي جهد كبير، تتحمل منه الإدارة المحلية العبء الأكبر بتوفير الأماكن وتجهيزها، وتوفير وسائل المواصلات منها وإليها.
عقوبة هزيلة
هل هناك عقوبة بالقانون لمن يتعدي علي الطريق العام؟
- إبراهيم عبدالهادي، نائب محافظ القاهرة للمنطقة الغربية: العقوبة هزيلة جدا وهي دفع غرامة جنيه واحد علي كل متر يتم التعدي عليه خلال 30يوم، بمعني أن المتعدي إذا سيطر علي 20مترا في الشارع يدفع 20جنيها في الشهر، وهو الأمر الذي يجب إعادة النظر فيه وتشديد العقوبة.
قصور النقل العام
رصدت حملتنا عن فوضي الشارع وجود مشكلات كثيره في وسائل النقل العام بالعاصمة، فهي غير كافيه وغير منتظمة، ولذلك زادت الحاجة إلي السرفيس والتوك توك، كيف تواجه هيئة النقل العام هذا القصور؟
- يوضح المهندس صلاح محمد صلاح رئيس الإدارة المركزية للحركة والتشغيل بالهيئة الوضع قائلا: مصر تعاني من إنتشار التوك توك في الشارع، واكبر مثال علي ذلك عندما طلب منا توفير عدد من الأتوبيسات في وصلة لا تتعدي 2كيلو متر ما بين محطتي مترو المرج القديمة والجديدة بسبب أعمال التطوير التي تجري بين المحطتين، تم تشغيل 16أتوبيس، لكن مع وجود التوك توك-وسط غياب رجل المرور لنصف ساعة فقط-في هذه الوصلة الصغيرة نواجه صعوبات وإعاقة كبيرة جدا، وإذا ما حدث احتكاك بين سائق الأتوبيس والتوك توك يتجمع السائقون ويعتدون علي الأتوبيس وسائقه، ومع دخول المدارس نعيش حالة رعب لأنه من المفترض أن تزيد أعداد الأتوبيسات لتصل إلي 30سياره،لكن الشارع لن يستوعب هذا العدد في ظل وجودالتوك توك الذي يعطل الطريق.
ويلتقط الواء عصام شادي، مدير الإدارة العامة للمرور أطراف الحديث قائلا :التوك توك مركبة دخلت إلي مصر في غفلة وباتت أمر واقع، ونحن كوزارة أكثر الجهات التي تدفع ثمن هذا الأمر، سواء في المواجهة أو ما تشكله من إعاقة لحركة المرور، وكم الضبط لمركبات التوك توك اليومية بلغت أعدد غير محدودة، ورغم ذلك مازال في زيادة.
ما الذي يجبر المواطن علي استخدام التوك توك إذا كانت وسائل النقل العام تكفيه؟
- يجيب صلاح حسن، رئيس الإدارة المركزية لشئون الحركة بهيئة النقل العام بالقاهرة قائلا: هناك عوائق أخري تواجهنا في زيادة أعداد الأتوبيسات في القاهرة الكبري مثل عرض الشارع، خاصه أن الأتوبيسات مع الزحام تكون شبه متوقفة في الطريق.
لكن العامل البشري »‬السائق» أحيانا كثيرة يكون هو سبب المشكلة كيف ترون هذا الأمر؟
- يجيب رئيس الإدارة المركزية لشئون الحركة بهيئة النقل العام قائلا: نعم بالفعل هذه الصورة السلبية نحاول أن نتلاشاها فلدينا حاليا 350 فردا مراقبا في شوارع القاهرة لمراقبة السائقين وأدخلنا خدمة ال »‬ جي بي إس» علي 200 أتوبيس في الهيئة لتعقبها وتعاقدنا مع شركة الخدمة ل 800 أتوبيس آخر ونكثف عملية مراقبة سلوكيات السائقين للتأكد من التزامهم بقواعد المرور ولوائح الهيئة ولدينا في الهيئة 4000 سائق و4000 محصل و3000 أتوبيس والباقي مابين الصيانة والتجديد وتشترك معنا 16 شركة نقل جماعي ب 1030 أتوبيسا ميني باص.
هل توجد أرقام للشكاوي بهيئة النقل العام ؟
- نعم.. توجد أرقام ساخنة، وكذلك موقع اليكتروني تابع للمحافظة لاستقبال الشكاوي والرد عليها فورا، وبالتوازي يتم تطوير الهيئة وإمدادها بالعربات الحديثة، وكذلك التوسع في استخدام المركبات التي تستخدم الغاز للتقليل من التلوث.
وهل لديكم خطه لإعداد خطوط للعاصمة الإدارية الجديدة مع نقل الموظفين إليها العام القادم ؟ وكذلك زيادة الخطوط العاملة بالمدن الجديدة لتلبية الاحتياجات المتزايدة؟
- نعم يوجد تخطيط للعاصمة الإدارية الجديدة، ويوجد تنويع في الخدمة التي نقدمها بالسيارات المكيفة والسيارات بدورين، ويبدأ في العمل مطلع العام القادم 130 أتوبيسا بالغاز، كما سنطرح مناقصة لتوفير 50 أتوبيسا مكيف بدورين، وأيضا ننوع الخدمة بحسب طبيعة الراكب الذي يريد خدمة مميزة ومخفضة، فالهيئة تطور من نفسها مع متطلبات الشارع.
كما نطرح مناقصة جديدة خلال أيام قليلة لزيادة شركات النقل الجماعي التي ترغب في الاشتراك بالمشروع بعربات اسمارت باص مكيفة تناسب نوعية معينة من الركاب، وسيكون تركيز هذه المناقصة علي المدن الجديدة، لأن حل المشكلة المرورية لن يكون إلا بالنقل الجماعي، ولكي يترك الشخص سيارته يجب أن يجد البديل المناسب.
مواجهة التعديات
قال اللواء جمال عبد الرشيد رئيس مدينة الجيزة عن فوضي الزحام - وخاصة مركبات السير في الطرق - إن الأمر يحتاج إلي تفعيل القانون، وزيادة الوعي لدي المواطنين، والعمل علي غرس السلوكيات الإيجابية في النشء بجميع الوسائل الممكنة. مشيرا إلي أن غالبية المواطنين سيستخدمون وسائل النقل الجماعي في الايام القادمة، بسبب ارتفاع اسعار المواد البترولية، مما يوفر السيولة المرورية في الشوارع بالشكل المناسب.
تحذير
كان للدكتور حسن بهجت نائب رئيس جهاز التنسيق الحضري رأي مهم في الحد من الفوضي المتنوعة التي تعاني منها الشوارع والميادين بالقاهرة الكبري فقال: عندما تم إنشاء الطريق الدائري كان الغرض منه الحد من التوسع العمراني وتم إنشاؤه علي هيئة طوق حول القاهرة وبعدها بأيام صدر قرار بإنشاء مدن جديدة وأصبح الطريق الدائري اليوم - خاصة في المناطق الزراعية مرتعا للعشوائيات وحذر بهجت من تكرار نفس الأمر مع الطريق الدائري الإقليمي.
المدن الجديدة تشكو
بعض المدن الجديدة تعاني من نقص كفاءة الطرق الداخلية وكثرة انقطاع المياه والكهرباء وانتشار مخلفات الهدم إلي جانب الباعة الجائلين. كيف تعالجون شكاوي المدن الجديدة؟
- يبرر المهندس جمال طلعت مساعد نائب رئيس هيئة المجتمعات العمرانية والمسئول عن التنسيق الحضري بقوله إنه علي مدي 40 عاما - هي عمر هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة - كان همها الأول توفير أكبر عدد ممكن من الوحدات السكنية لتناسب جميع شرائح المواطنين وإنشاء شبكات من الطرق والمرافق والخدمات لجذب السكان، وأعقب ذلك إنشاء ملايين الوحدات السكنية التي ساهمت في تخفيف كثافة المدن القائمة وتعمير مدن جديدة التي ظلت هي الأمل في الخروج من الوادي الضيق ولكن الآن - بعد وجود 4 أجيال من المدن الجديدة - تحول فكر التعمير إلي تحسين جودة المعيشة وتحويل المدن إلي مدن مستدامة تطبق معايير وشروط المدن الذكية مثل العاصمة الإدارية والعلمين الجديدة والمنصورة الجديدة.
ويري المهندس جمال طلعت أن المدن الجديدة تحتاج إلي وسائل نقل جماعي تخفف الزحام علي الطرق والمرافق وأهم هذه الوسائل هي السكك الحديدة التي تشغل اهتمام د. مصطفي مدبولي رئيس الوزراء لربط المدن الجديد بما حولها.
وتابع طلعت: لدينا الآن 30 مدينة جديدة من مدن الجيل الأول والثاني والثالث وهناك 15 مدينة أخري تحت الإنشاء كما تم تقسيم مدينة 6 أكتوبر إلي 3 مدن حتي يتم إحكام الرقابة عليها وتقديم أفضل الخدمات بها وبخصوص مدينة لقاهرة الجديدة لدينا تكليفات من د مصطفي مدبولي لتطوير المحاور الرئيسية بها وهي 90 الجنوبي ومحور 90 الشمالي، كما نعمل علي تحسين جودة الخدمة المقدمة للمواطن في جميع مدن الدلتا والصعيد والاهتمام بأرصفة المشاة ومنع أية اشغالات بها وتنظيم أماكن نموذجية لانتظار السيارات وأماكن لعبور المشاة وإعادة تخطيط الميادين، كما استعنا ببعض شركات الإعلان لتجميل وتطوير ميادين رئيسية ويجري العمل في إنشاء عدة حدائق مركزية وإقليمية مثل حديقة الشيخ زايد المتوقع افتتاحها خلا أيام علي مساحة 60 فدانا تقريبا، وهو ما نركز علي وجوده في كل المدن الجديدة لتكون هذه الحدائق متنفسا للسكان.
رؤية التنمية المحلية
قال د. خالد مصطفي المتحدث الرسمي باسم وزارة التنمية المحلية أن الأخطاء والمشاكل موجودة ولكن هناك إرادة وإصرارا علي إصلاحها وأوضح أن رؤية التنمية المحلية هي العمل مع كل الوزراء المختصين لتحسين جودة الحياة للمواطن المصري، وتطوير مفهوم التنمية المحلية حيث وضعنا برنامجا تدريبيا لشباب الجامعات المصرية المهتمين بالعمل العام، للتدريب علي مفهوم التنمية المحلية كما نعمل مع وزارة النقل والمواصلات لرفع كفاءة الطرق المحلية والمزلقانات وتم تخصيص مليار جنيه للمزلقانات الأشد خطورة، وكذلك 9 مليارات جنيه لرفع كفاءة 6 آلاف كيلو من الطرق المحلية مع إزالة التعديات علي حرم السكة الحديد وإغلاق المعابر العشوائية.
وصدر كتاب دوري إلي جميع المحافظين لتقنين أوضاع التوك توك وحصر أعداده وعدد السيارات المرخصة وكذلك المواقف المخصصة وخطوط السير ووضعنا جدولا زمنيا لتقنينه خلال 6 أشهر مؤكدا أن هناك 3 ملايين توك توك يعمل في جميع المحافظات كما أن مايباع سنويا منه يتراوح بين 60 إلي 65 ألف توك توك لذلك أصبح لابد من تقنينه وتنظيمه.
وأشار مصطفي إلي أنه للحد من الفوضي - وخاصة المرور- الأمر يحتاج لسلوكيات بسيطة، ومنها تغيير ثقافة التنقل بالوسائل التقليدية، وهناك تجارب بدول في الخارج، يمكن تطبيقها ومنها التنقل بدرجات مطلية بألوان مختلفة، من حي لاخر، عن طريق نقطة بداية ونقطة وصول، وعند الوصول يترك المواطن الدراجة في مكان مخصص، ويتوجه الي قضاء مشاويره، ويعود مرة أخري بنفس الطريقة.
وأوضح »‬مصطفي» أن هذا الأمر يستلزم مسارًا للدراجات يلتزم به الجميع،مع عدم وجود أية اشغالات علي الرصيف، ورفع المخالفات والتعديات علي الشوارع كاملة، في كل المحافظات، وذلك يمكن بالتعاون مع وزارة الداخلية والأحياء.
وقال إن الأجهزة المعنية تبذل جهدا في سبيل عودة الانضباط للشارع، ومنها مثلا مايتم رصده في المحال والمواقف العشوائية، ورغم رصد المخالفة وإزالتها يعود المخالفون لتكرارها، ولكن يتم تطبيق القانون بغرامات وعقوبات أكثر ردعا، وهذه الإجراءات مستمرة طوال اليوم، ونتابع ذلك - كوزارة التنمية المحلية - بالتواصل مع المسئولين في المحافظات، بجميع الوسائل.
وأوضح أن التعامل مع المخالفين يتم بكل حسم، بلا تفرقة بين المواطنين، وضرب مثلا بإزالة أحد المقاهي المخالفة بمدينة نصر، وبعد محاولة إعادتها مرة أخري توجه إليه التفتيش وقام المخالف بإزالتها بنفسه، وتم وضع الشمع الأحمر علي الوحدة، وأكد علي أن تنفيذ القانون أمام المواطن والمخالف يؤكد علي مصداقية وإرادة الحكومة علي تصحيح الأوضاع، ويغرس ثقافة الالتزام بالقانون، بعد مشاهدة تنفيذ العقوبات الرادعة.