عادة ما يهرب الموظفون من الحر الشديد بأخذ إجازة أو البقاء أكبر فترة في الأماكن المغلقة المزودة بأجهزة التكييف، وعلي مدار الأسبوع الماضي ارتفعت درجات الحرارة بشكل كبير، وسط توقعات لهيئة الأرصاد الجوية بتسجيلها لدرجات 42و 44 درجة مئوية في أوقات الظهر. ارتفاع درجات الحرارة جاء تزامنا مع شهر رمضان والذي تنخفض فيه طاقة الجسم نتيجة الصيام ونقص السوائل، وسيكون من الصعب أن تجد شخصا، في ظل هذه الظروف، يعمل تحت أشعة الشمس بشكل مباشر أو يقف علي الأرض المعرضة للشمس باستمرار. ولكن الصعب يصبح سهلا دائما وممكنا في أحيان كثيرة أمام إرادة المصريين، ففي الوقت الذي وقف جنودنا في سيناء مدافعين عن أرضهم يتصدون للرصاص وسط أشعة الشمس والحرارة الشديدة بعزيمتهم وروحهم، وقف العمال في المشروعات القومية أيضا ينجزون ما كلفوا به لإتمام المشروعات طبقا للجدول الزمني الموضوع لها دون تأخير مهما كانت الظروف. في العلمين الجديدة هناك ملحمة وحياة جديدة تبني بسواعد أبنائنا من العمال والمهندسين، لا يبالون بالظروف أو المشاكل المحيطة، ويضعون هدفهم الرئيسي أمام أعينهم وهو الانتهاء من المهام التي كلفوا بها في أسرع وقت وأعلي جودة ممكنة، بطولات جديدة صنعها ويصنعها العمال علي أرض العلمين الجديدة. في البداية روي لنا محمد صدقه 58 سنة، ويعمل كملاحظ للسائقين، أنه يمارس تلك المهنة منذ ما يزيد علي 23 عاما وقد اعتاد علي العمل لساعات طويلة في الأجواء المناخية المختلفة من حرارة شديدة إلي صقيع وأمطار، وقد انضم لمشروع العلمين الجديدة منذ بدايته أي ما يقارب الثلاثة أعوام، وأكد أن مشروع العلمين الجديدة، أعطي الرغبة الحقيقية والحماس الشديد للعمال بصفته احد المشروعات القومية التي تنفذها الدولة حالياً، وأضاف أن العمل في الأيام العادية ينقسم إلي ورديتين مدة الواحدة تصل إلي 10 ساعات ليكون إجمالي ساعات العمل 20 ساعة يوميا، بينما يتم تقسيم العمل إلي ثلاث ورديات خلال شهر رمضان حيث تبدأ الوردية الأولي في الخامسة فجرا حتي الثانية عشرة ظهرا والوردية الثانية تبدأ في الثامنة صباحا حتي الثالثة عصرا أما الوردية الثالثة فتبدأ في العاشرة ليلا حتي الخامسة من فجر اليوم التالي. ويضيف شكري عبد العاطي سائق أنه بدأ العمل بالمنطقة منذ عام 1988 عندما بدأ العمل في إعمار منطقة العلمين ثم شارك في العمل بالعلمين الجديدة منذ عام تقريبا، وأشار إلي سرعة الإنجاز في العمل وأن تلك الروح تغلب علي العاملين بالمشروعات التي يعملون بها، حتي إن الكثير من الأعمال التي تتم في شهور تم الانتهاء منها خلال أسابيع قليلة. أما محمد سلامة، والذي يعمل بصيانة المعدات أكد أنهم يعملون لساعات طويلة علي مدار 24 ساعة يوميا، ويشعرون بالانتماء للمشروعات التي شاركوا فيها منذ اليوم الأول للعمل منذ كانت أرض العلمين الجديدة مجرد أرض صحراء حتي تحولت إلي مشروعات حقيقية تنبض بالعمل والعاملين وتتوسع أعمالها بشكل يومي، خاصة أن العمل ضمن مشروعات العلمين الجديدة يمثل له فرصة عمل جيدة مستمر بها منذ سنوات ولسنوات أخري قادمة.. ويقول عماد عبد السلام مدير استراحات العاملين والمطابخ المسئولة عن إعداد الوجبات للعاملين، إنهم يقومون يومياً بإعداد حوالي 1200 وجبة طعام في موعد الأكل الواحد سواء كانت إفطاراً أو سحوراً أو عشاء، مضيفً أنه يتم تقديم الثلاث وجبات اليومية في الأيام العادية وكذلك توفير وجبتي الإفطار والسحور خلال شهر رمضان.. وأضاف عبد السلام أنه يعمل بالمطابخ سبعة شيفات لإعداد تلك الوجبات يوميا وكذلك ثلاثة شيفات يعملون بمقر الاستراحة المتواجدة بمنطقة الحمام بالقرب من موقع العلمين الجديدة والمسئولة يوميا أيضاً عن تقديم 300 وجبة إضافية للعاملين بالمنطقة، كما تقوم كل إدارة علي تحديد مشرف لمجموعة من العمال لتنظيم عمليات توزيع الوجبات.