معدات الحفر تعمل ليلا لانجاز المشروع العملاق عندما تتابع رجال مصر الأبطال عمالا ومهندسين وعسكريين يواصلون العمل ليل نهار بلا توقف لإنجاز مشروع مصر القومي الأقرب إلي التحقيق وهو شق قناة السويس الجديدة. كان لنا بعد متابعتنا اليومية للأعمال صباحاً وحتي فترة ما بعد الظهيرة أن نقوم بمعايشة العمال خلال فترة المساء، لنشاهد بأعيننا ما يتم خلال تلك الفترة، خاصة أن ظنونا كانت تتجه إلي أن موقع العمل لن يشهد نفس الحركة الدءوبة التي هي عليها خلال الفترة النهارية. عقارب الساعة أشارت إلي التاسعة مساء عند الوصول لمعدية الركاب بمنطقة نمرة 6، الحركة غرب قناة السويس هادئة للغاية، والصعود للمعدية غاية في السهولة عنها في فترة الصباح، الليل علي أرض الفيروز حالك الظلام في تلك الأيام مع بداية أيام شهر ذو القعدة. ومن مسافة كيلو متر بعيداً عن أول موقع عمل تصل إليه، تأتي المفاجأة، تلك الصحراء قاتمة الظلمة تضيء من أنوار المعدات والآليات العاملة وحركة سيارات النقل المحملة بنواتج الحفر لا تهدأ وكأنها خلية نحل، الكل يعلم مهامه جيداً، الحفارات والجرافات واللوادر تشق الرمال لتحملها السيارات متوجهة للسواتر الترابية لتفريغ حمولتها عليها استعداداً لبناء أحواض الترسيب التي سيتم استخدامها فيما بعد خلال عمليات التكريك. الموقع ليلاً لا يختلف عنه في الصباح.. الهمم والعزائم والحركة مستمرة بل ان العمال يستغلون انخفاض درجات الحرارة لإنجاز المزيد من الأعمال. التقت « الأخبار» بعدد من العاملين بمواقع العمل أولاً قبل التوجه لخيام المعيشة، بداية يقول عاطف سالم سائق حفار من محافظة شمال سيناء أن جميع العمال العاملين بالمشروع هم أصحاب خبرات كبيرة في هذا المجال، والجميع يعلم أن العمل بالليل أفضل كثيراً من العمل نهاراً خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة العالية التي ترهق العمال والمعدات. محمد أبو المجد سائق سيارة يقول: انني عملت سابقاً في العديد من مشاريع الحفر وأجد أن مشروع قناة السويس الجديدة من المشروعات العملاقة فالجهة المشرفة علي الأعمال تقوم يومياً بتوريد العديد من المعدات الجديدة لمواقع العمل التي تساعد علي سرعة إنجاز المشروع. سعد أبو صالح سائق لودر يشير إلي أن العمل خلال فترات المساء يفضله العديد من العمال فالمعدات لايتم إهلاكها كما يحدث في الصباح تحت لهيب الشمس كما أن استهلاكها للوقود يكون أقل. أحمد فرحات سائق لودر يقول إنني أعمل 8 ساعات يومياً وهي تمثل وردية من ثلاث ورديات للأعمال حيث تكون الوردية الأولي من السادسة صباحاً وحتي الثانية ظهراً وتتولي الوردية الثانية من الساعة الثالثة عصراً وحتي التاسعة مساءً والوردية الأخيرة تتولي مهامها حتي بزوغ الفجر. ومن داخل إحدي الخيام التي أعدتها الشركات للعاملين بها لحين ورود الكرفانات الخاصة بالمعيشة التقينا بمجموعة من العمال وكانت مفاجأة أن يكون جميع قاطنيها من أفراد قبيلة واحدة من شمال سيناء. وعلي صعيد الأعمال الجارية يومياً أعلن العميد أركان حرب حسن العفيفي مساعد المشرف العام علي المشروع أن إجمالي نواتج الحفر تخطت حاجز 20 مليونا و500 ألف متر مكعب من الرمال.