جوتيريش يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة والأنشطة الاستيطانية بالضفة الغربية    اليوم.. وزير خارجية أمريكا يُجري محادثات مع مستشاري الأمن القومي بأوكرانيا وأوروبا    بدء دخول 20 شاحنة مساعدات إلى معبر كرم أبو سالم لدخولها لقطاع غزة    "بعد انضمامه للفريق".. وسام أبو علي يوجه رسالة إلى جماهير كولومبوس الأمريكي    أغسطس "خارج التوقعات"، انخفاض بدرجات الحرارة، أمطار ورياح مثيرة للرمال بهذه المناطق، وارتفاع الأمواج يعكر صفو المصطافين    نجم الزمالك السابق يتوقع طريقة لعب الأبيض أمام مودرن سبورت الليلة    اشتباه إصابة محمود نبيل بتمزق في العضلة الخلفية.. وبسام وليد يواصل التأهيل لعلاج التهاب أوتار الساق اليمنى    هبوط حاد ل الدولار الأمريكي اليوم الخميس 21-8-2025 عالميًا.. واستقرار بقية العملات الأجنبية    عاجل.. مايكروسوفت تراجع استخدام الجيش الإسرائيلي لتقنياتها بسبب حرب غزة    فصل رأس عن جسده.. تنفيذ حكم الإعدام بحق "سفاح الإسماعيلية" في قضية قتل صديقه    وداعا القاضى الأمريكى الرحيم فرانك كابريو فى كاريكاتير اليوم السابع    محافظ المنيا يشهد احتفالية ختام الأنشطة الصيفية ويفتتح ملعبين    دعاء الفجر| اللهم اجعل هذا الفجر فرجًا لكل صابر وشفاءً لكل مريض    وداعا لمكالمات المبيعات والتسويق.. القومي للاتصالات: الإيقاف للخطوط والهواتف غير الملتزمة بالتسجيل    فلكيًا.. موعد المولد النبوي الشريف 2025 رسميًا في مصر وعدد أيام الإجازة    مروة يسري: جهة أمنية احتجزتني في 2023 أما قلت إني بنت مبارك.. وأفرجوا عني بعد التأكد من سلامة موقفي    كشف المجتمع    رجل الدولة ورجل السياسة    رئيس شعبة السيارات: خفض الأسعار 20% ليس قرار الحكومة.. والأوفر برايس مستمر    أذكار الصباح اليوم الخميس.. حصن يومك بالذكر والدعاء    للرجال فقط.. اكتشف شخصيتك من شكل أصابعك    سعر التفاح والمانجو والفاكهة بالأسواق اليوم الخميس 21 أغسطس 2025    إصابة مواطن ب«خرطوش» في «السلام»    «ظهر من أول لمسة.. وعنده ثقة في نفسه».. علاء ميهوب يشيد بنجم الزمالك    توقعات الأبراج حظك اليوم الخميس 21-8-2025.. «الثور» أمام أرباح تتجاوز التوقعات    سامح الصريطي عن انضمامه للجبهة الوطنية: المرحلة الجديدة تفتح ذراعيها لكل الأفكار والآراء    سعر الدولار الآن أمام الجنيه والعملات الأخرى قبل بداية تعاملات الخميس 21 أغسطس 2025    تعاون علمي بين جامعة العريش والجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا    الآن.. شروط القبول في أقسام كلية الآداب جامعة القاهرة 2025-2026 (انتظام)    «لجنة الأمومة الآمنة بالمنوفية» تناقش أسباب وفيات الأمهات| صور    لماذا لا يستطيع برج العقرب النوم ليلاً؟    استشاري تغذية يُحذر: «الأغذية الخارقة» خدعة تجارية.. والسكر الدايت «كارثة»    الصحة في غزة: ارتفاع حصيلة ضحايا المجاعة وسوء التغذية إلى 269 بينهم 112 طفلًا    لبنان: ارتفاع عدد ضحايا الغارة الإسرائيلية على بلدة "الحوش" إلى 7 جرحى    الجنائية الدولية: العقوبات الأمريكية هجوم صارخ على استقلالنا    غزة: ارتفاع عدد ضحايا الغارات الإسرائيلية إلى 94 خلال يوم واحد    ضربها ب ملة السرير.. مصرع ربة منزل على يد زوجها بسبب خلافات أسرية بسوهاج    شراكة جديدة بين "المتحدة" و"تيك توك" لتعزيز الحضور الإعلامي وتوسيع نطاق الانتشار    علاء عز: معارض «أهلا مدارس» الأقوى هذا العام بمشاركة 2500 عارض وخصومات حتى %50    رئيس اتحاد الجاليات المصرية بألمانيا يزور مجمع عمال مصر    استخدم أسد في ترويع عامل مصري.. النيابة العامة الليبية تٌقرر حبس ليبي على ذمة التحقيقات    بعد التحقيق معها.. "المهن التمثيلية" تحيل بدرية طلبة لمجلس تأديب    بعد معاناة مع السرطان.. وفاة القاضي الأمريكي "الرحيم" فرانك كابريو    ليلة فنية رائعة فى مهرجان القلعة للموسيقى والغناء.. النجم إيهاب توفيق يستحضر ذكريات قصص الحب وحكايات الشباب.. فرقة رسائل كنعان الفلسطينية تحمل عطور أشجار الزيتون.. وعلم فلسطين يرفرف فى سماء المهرجان.. صور    ناصر أطلقها والسيسي يقود ثورتها الرقمية| إذاعة القرآن الكريم.. صوت مصر الروحي    بالصور.. أحدث جلسة تصوير جريئة ل دينا الشربيني بفستان قصير    الجبهة الوطنية يعين عددًا من الأمناء المساعدين بسوهاج    "أخطأ في رسم خط التسلل".. الإسماعيلي يقدم احتجاجا رسميا ضد حكم لقاء الاتحاد    محافظ كفر الشيخ يقدم واجب العزاء في وفاة والد الكابتن محمد الشناوي    اتحاد الكرة يفاوض اتحادات أوروبية لاختيار طاقم تحكيم أجنبي لمباراة الأهلي وبيراميدز    90 دقيقة تحسم 7 بطاقات أخيرة.. من يتأهل إلى دوري أبطال أوروبا؟    أخبار× 24 ساعة.. مياه الجيزة: عودة الخدمة تدريجيا لمنطقة كفر طهرمس    جمال شعبان: سرعة تناول الأدوية التي توضع تحت اللسان لخفض الضغط خطر    كلب ضال جديد يعقر 12 شخصا جديدا في بيانكي وارتفاع العدد إلى 21 حالة خلال 24 ساعة    عودة المياه تدريجيا إلى كفر طهرمس بالجيزة بعد إصلاح خط الطرد الرئيسي    ما الفرق بين التبديل والتزوير في القرآن الكريم؟.. خالد الجندي يوضح    أمين الفتوى يوضح الفرق بين الاكتئاب والفتور في العبادة (فيديو)    طلقها وبعد 4 أشهر تريد العودة لزوجها فكيف تكون الرجعة؟.. أمين الفتوى يوضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مشروع قناة السويس الجديد.. «الحلم المبني على علم»

مشروع قناة السويس الجديدة هو الحلم المبنى على علم، وليس على خيال مريض، أو ثمن زائف، مما يعد تحديا كبيرا، خصوصا أن كل أنظار العالم تترقب هذا العمل العملاق، الذى عزز من وجوده النظرة المستقبلية للرئيس عبد الفتاح السيسى، وإصراره على إتمام مشروع القناة فى موعد أقصاه سنة واحدة، وذلك بعد إلمامه بالتفاصيل الكاملة، وما يحمله المستقبل من توقعات بزيادة حجم التجارة العالمية، ومن ثم الخوف من عدم مواكبة المشهد التجارى الجديد، خصوصا أن عدد السفن الذى يمر فى القناة الآن لا يتعدى 47 سفينة، من المنتظر أن يقفز الرقم إلى 97 سفينة مع حلول عام 2023، بما يساعد على القضاء على فترة الانتظار الطويلة التى تعانى منها المراكب العابرة فى المجرى المائى، التى تمتد أحيانا إلى عدة أيام.

(1)

قوافل الشمال والجنوب تنتظر أغسطس القادم
قناة السويس، ممر مائى طوله 193 كم، يربط بين بورسعيد على البحر الأبيض المتوسط، والسويس على البحر الأحمر، وينقسم المجرى المائى إلى قسمين، شمال، وجنوب البحيرات المرة، بما يسمح بعبور السفن القادمة من دول المتوسط، وأوروبا، وأمريكا، للوصول إلى آسيا دون سلوك الطريق الطويل -طريق رأس الرجاء الصالح- واستغرق بناء قناة السويس 10 سنوات بدأت فى 1859 وانتهت فى سنة 1869، وكانت أكبر رسوم دفعتها سفينة للمرور فى قناة السويس 2 مليون و28 ألف دولار، من نصيب سفينة إيطالية بلغت حمولتها 59 ألف طن، وعبرت القناة فى 7 سبتمبر 2011.
تعتبر قناة السويس أهم مجرى ملاحى فى العالم، لأنها تتحكم فى 40% من حركة السفن والحاويات فى العالم، وكذلك لربطها بين دول جنوب شرق آسيا، وأوروبا، والأمريكتين. وتتمتع القناة بكونها خالية من الأهوسة فيمكن للسفن المرور فيها من البحر الأحمر إلى البحر الأبيض المتوسط، وبالعكس فى مستوى مائى واحد، بعكس قناة بنما، التى أنشأت 12 هويسا بغرض رفع السفن للمرور على المستوى الأرضى المرتفع بين المحيط الهادى والمحيط الأطلسى (ارتفاع يبلغ 26 مترا) نظرا إلى صلابة الأرض وصعوبة إزالة الصخور شديدة الصلابة.

افتتاح القناة
كان افتتاح القناة 16 نوفمبر من عام 1869، عندما دعا الخديو إسماعيل أباطرة وملوك العالم وقريناتهم لحضور حفل افتتاح القناة، والذى كان حفلا أسطوريا، وصلت فيه مظاهر الاحتفال إلى مستوى فاق ما نسمعه عن حكايات ألف ليلة وليلة، ولم يقتصر دور قناة السويس منذ ذلك الوقت على خدمة التجارة العالمية، بل امتد إلى خدمة المجتمع فى مدن القناة (بورسعيد والإسماعيلية والسويس)، بالإضافة إلى محافظات أخرى فى مصر، وكذلك خدمة العاملين بالهيئة.
محافظات القناة
الإسماعيلية ستحصل على نصيب الأسد من تنمية محور إقليم قناة السويس، إذ ستنال عدة مشروعات تتمثل فى وادى التكنولوجيا، والمنطقة الصناعية بالقنطرة شرق، وضاحية الأمل، التى تقع على مساحة نحو 29 ألف فدان، ويمكن الاستثمار داخلها فى المجال الصناعى والتجارى والزراعى والسكنى والسياحى والتعليمى، ومنذ الإعلان الحقيقى للدولة مؤخرا عن الاهتمام الاقتصادى بالموارد الطبيعية لعروس القناة، بدأت الاجتماعات والمؤتمرات تنعقد فى كل مكان بالمحافظة التى لم يعد لها حديث سوى التخطيط المستقبلى لهذه المنطقة التى ستكون ملاذا آمنًا للمستثمرين المصريين، والأجانب، على حد سواء، نظرا إلى توافر فرص العمل للشباب من الجنسين، بما يسهم فى القضاء على البطالة التى تفشت فى عهد النظامين السابقين، وما صاحبها من مشكلات اجتماعية لا حصر لها، ولم يحدّ من تلك الأحلام المستقبلية مطالبة بعض الخبراء الاقتصاديين بضرورة التروّى عند تنفيذ المشروعات التنموية حتى تنتهى الحكومة من البنية التحتية، وذلك بترفيق الأراضى، ومد شبكات المواصلات، وجميع المستلزمات التى يحتاج إليها أصحاب المشروعات.

قناة السويس الجديدة
مشروع القناة الجديدة دشنه الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى أعلن عن عمل قناة ثانية موازية للقناة الأصلية، تنطلق من منطقة البلاح بمدينة القنطرة شرق بالإسماعيلية، حتى منطقة الدفرسوار بالسويس، بطول 72 كيلومترا، منها حفر 35 كيلومترا حفرا جافًّا، و37 كيلومترا توسعة وتعميقا (لقناة السويس)، وذلك للتغلب على مشكلة انتظار السفن خارج المجرى الملاحى لفترات لا تقل عن 11 ساعة، بينما القناة الجديدة ستجعل فترة الانتظار لا تتجاوز 3 ساعات فقط، فضلا عن الطفرة التى ستحدث بزيادة السفن بالقناة الجديدة من 47 إلى 96 سفينة، مما يرفع من قيمة العائد المادى للقناة الجديدة.
خط سير القوافل فى قناة السويس
قناة السويس هى ركيزة الاقتصاد العالمى فى العصر الحديث، والملاحة فيها على شكل عبور قافلة واحدة من الجنوب تضم عددا من السفن، قادمة من البحر الأحمر، مرورا بمدينة السويس، بالإضافة إلى قافلتين من الشمال، قادمتين من البحر المتوسط، مرورا بمدينة بورسعيد.
تبدأ القافلة الأولى من الشمال من مدينة بورسعيد فى العبور من الساعة الواحدة صباحا حتى الساعة الخامسة صباحا فى اتجاه واحد، حتى تصل إلى البحيرات الكبرى، ثم تبدأ فى الانتظار فى منطقة غرب البحيرات حتى مرور قافلة الجنوب القادمة من خليج السويس، وبالتالى لا يُسمح لقافلة الشمال بالعبور حتى عبور كل قوافل الجنوب، مما يصل بساعات الانتظار إلى 11 ساعة، ومع عبور آخر سفينة فى قافلة الجنوب من منطقة البلاح بالإسماعيلية، تبدأ قافلة الشمال بالدخول من منطقة بورسعيد فى اتجاه السويس، وتستمر فى العبور حتى تصل إلى منطقة البحيرات الكبرى، وهنا يكون عليها الانتظار أيضا نحو 11 ساعة.
تنقسم السفن من حيث الانتظار إلى شرق وغرب القناة، ويتميز شرق القناة بأنه أكثر عمقا من الغرب، ويستقبل السفن التى يصل عمقها إلى أكثر من 45 قدما داخل المناطق «E 01» ومنطقة «E 02»، ومنطقة«E 03»، والتى لا تستقبل أكثر من 8 سفن ذات غاطس أكبر من 45 قدما، ومع زيادة السفن الأكثر من 45 قدما فى شركات الملاحة العالمية، ولحل مشكلة الانتظار بمنطقة البحيرات بدأ الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة القناة، فى التفكير فى حل ذلك المشكلة، وتسهيل مرور السفن التى يصل عمقها إلى أكثر من 45 قدما، حتى 66 قدما.
(2)

حل مشكلة مرور السفن قبل موعدها ب8 سنوات
بدأ التفكير فى القناة الجديدة لتسهيل مرور السفن كبيرة الحجم، التى يزيد عمقها على 66 قدما، دون إعاقة أو انتظار لمرور السفن الأخرى، كما سبقت الإشارة، وجاءت فكرة إنشاء القناة الجديدة من الكيلومتر 61 حتى الكيلومتر 95، مع توسيع البحيرات الكبرى جنوب الإسماعيلية، ومنطقة البلاح شمال الإسماعيلية، بإجمالى 72 كيلومترا لتحقق القناة الجديدة أكبر قدر من الأمان لعبور السفن.
القناة منطقة للدعم اللوجيستى
ويواكب حفر القناة إنشاء الخدمات اللوجيستية لخدمة المشروع الجديد، وهنا يرتفع معدل عبور السفن من 47 سفينة يوميا فى المتوسط إلى 97 سفينة، وتسهم هذه الزيادة فى دفع عجلة الاقتصاد المصرى إلى الأمام، لتحقيق أكبر عائد يصل إلى 250%، باعتبار أن الإيراد الحالى، طبقا للسنة الأخيرة، بلغ 5 مليارات و323 مليون دولار، إلا أنه من المتوقع أن يصل الإيراد بعد إنشاء القناة الجديدة إلى 13 مليار دولار.
مشروع محور القناة سيمتد تنمويا إلى سيناء، وذلك من خلال إنشاء الخدمات اللوجيستية، وزيادة فرص العمل لتصل إلى مليون فرصة لأبناء مدن القناة وسيناء والمحافظات المجاورة، كما أنها ستزيد من دخل العملة الصعبة. ويعد المشروع من أضخم المشروعات التنموية، وعلى الرغم من أن بيوت الخبرة العالمية أكدت أن بناء المشروع سيستغرق 5 سنوات، فإن مسؤولى القناة أعلنوا الانتهاء منه خلال 3 سنوات، حتى جاء السيسى بإرادته المصرية ليعلن التحدى فى إنهاء المشروع فى سنة واحدة.

عمق القناة وتأثيره على العائد
عمق القناه فى الوقت الحالى يستوعب 8 سفن فقط، من التى يزيد عمقها على 45 قدما فى مناطق الانتظار، وكان هذا هو الدافع وراء إنشاء قناة سويس جديدة، والعمل على تعميق كل مناطق الانتظار حتى تصل إلى 66 قدما، حتى تتمكن السفن العملاقة من المرور من قناة السويس، خصوصا أن السنوات المقبلة ستشهد تطويرا فى حجم السفن، بحيث ستصبح كل 4 سفن بحجم سفينة واحدة عملاقة، وذلك من أجل توفير الوقود، وكان هذا السبب وراء الدراسة التى وضعتها هيئة قناة السويس وقدمتها للرئيس السيسى، ومن ثم الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وكشفت مصادر بهيئة القناة عن أنه فى عام 2023 ستمر 97 سفينة فى اليوم، وفى ظل الوضع الهندسى الحالى للقناة فإنه من المستحيل أن تمر كل هذه السفن، مما سيؤدى إلى الانتظار بالأيام فى المجرى الملاحى، وبالتالى سينعكس هذا على تصنيف القناة، باعتبارها أهم مجرى ملاحى عالمى.
الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، يوضح هذه النقطة فى تصريحات خاصة ل«الدستور الأصلي»، بتأكيده أن «تكلفة حفر قناة جديدة فى الوقت الحالى ليست كثيرة، لكننا إذا انتظرنا سنضطر إلى أن ندفع أضعاف التكلفة، لذلك قمنا بالتفكير فى إنشاء قناة موازية، بحيث تتحرك قافلة الجنوب، ولا تتقابل فى نفس الاتجاه مع قافلة الشمال، مما سيؤدى إلى تقليل زمن العبور والانتظار، وسهولة استيعاب السفن العملاقة، مع الزيادة المتوقعة فى نمو فى حجم التجارة العالمية القادمة.

كيف يعيش العمال فى منطقة الحفر؟
المشهد الذى رصده «الدستور الأصلي» يتلخص فى كونه حلما يسعى الجميع لتحقيقه على أرض الواقع.. حماس، وروح معنوية، تكاد تلامس عنان السماء، وحرية ترفرف فوق رمال الصحراء، سيارات النقل لا تتوقف عن نقل الرمال من المواقع إلى منطقة يطلق عليها العاملون فى مواقع الحفر «منطقة القلاب»، وهى على بعد 3 كيلومترات من المعدية «6» شرق القناة، وفى كل كيلومتر تجد البلدوزرات ترفع الرمال لتضعها فى سيارات النقل.
بمجرد أن تنتقل بك المعدية إلى شرق القناة، ستجد وفودا من العمال والسيارات تتجه إلى مواقع عملهم بكل نشاط، على الرغم من شدة الحرارة وتعامد الشمس على رؤوسهم، ليبدأ العمل من خلال 30 شركة بالقناة الجديدة على بعد 2 كيلومتر من المعدية «6» شرق. الخيام والمعسكرات تنتشر على طول القناة الجديدة، يتردد عليها العمال بعد الانتهاء من ورديات العمل للراحة، وفى منتصف الموقع يتجمع قيادات الجيش من رؤوساء القطاعات يوميا فى الصباح الباكر لمقابلة المقاولين والعاملين بالشركات لتوزيعهم على المواقع والاستماع إلى مشكلاتهم وتقديم حلول فورية لها.

كيف تتم خطة الحفر فى القناة الجديدة؟
العمال: السيسى قال لنا «يا رجالة أنا معاكم»
المهندس عمرو سلامة القصلى، أحد الجنود المجهولين داخل منطقة العمل، يوضح أن نقطة البداية الرئيسية تبدأ من معدية نمرة 6، مشيرا إلى أن شركة القصلى مخصص لها 5 كيلومترات لأعمال الحفر، تبدأ من كوبرى السلام حتى معدية سرابيوم، وكل موقع به عدد كبير من العمال، وكمية كبيرة من معدات تشمل اللوادر والقلابات وبلدوزرات، ومدة العمل فى موقع المشروع تمتد إلى 24 ساعة، يتم تقسيمها على ورديتين، ويتم الانتهاء من العمل عندما يصل الحفر إلى الأعماق وتخرج المياه من الأرض، بعدها يتم إخلاء الموقع لتستكمل هيئة قناة السويس العمل بالكراكات والحفارات، لافتا إلى أنه قبل البدء فى العمل تم تقسيم الشركات، وكل شركة لها عدد معين من الكيلومترات، حيث تتولى 30 شركة الحفر فى مناطق مجهزة باستراحات للعمال، ومطابخ لتجهيز الطعام، بالإضافة إلى مواقع صيانة وتشغيل أعطال المعدات.
سلامة قال إن السيسى زارهم وقال لهم «يا رجالة أنا معاكم»، وعن نظام الورديات يقول «إن العمال يشعرون بالراحة مع هذا النظام، حيث يتبادل فيه السائقون مهام عملهم بالتنسيق مع مديرى المواقع، وفى كل موقع مدير مسؤول عن المعدات المختصة فى منطقة العمل التى يلتزمها، وتوجد ساعات لتناول وجبة الغداء، والراحة للواحدة ظهرا، وبعد ذلك يخرج مرة أخرى للعمل حتى الساعة السادسة، وبعد ذلك يتم إحضار العشاء ويحصل على قسط من الراحة، ليعود إلى العمل مرة أخرى فى الصباح التالى».
العمل فى مشروع قناة السويس جاء بالتنسيق مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، ورئيس الهيئة يقوم بالإشراف على سير العمل هناك، واللافت أن جميع شركات الحفر من سيناء، ويوضح السيد جلال، أحد العاملين بالمشروع، أن المشروع يوفر فرص عمل للشباب، ويعمل على إنعاش الاقتصاد المصرى، مشيرا إلى أن هناك ثقة فى الناس، وبالتالى قرر الرئيس تقليل المدة إلى سنة واحدة، وتابع بقوله «والله بقالى 48 ساعة لم أحصل على راحة، لأننا مكلفون بإزالة الأتربة فى مساحة 37 كيلومترا، فلا مجال للنوم، وعندما نشعر بالإرهاق يوجد من يعمل بدلا منا، لأن العمل مستمر»، لافتا إلى أنه تم توزيع المناطق على الشركات، على أساس أن هناك مرحلة نعمل فيها بعمق معين، وبعد ذلك توجد مرحلة ثانية، ثم فى المرحلة الأخيرة تبدأ الكراكات عملها، مشيرا إلى أن أول مرحلة ستتم فيها إزالة الأتربة حتى الوصول إلى مرحلة الأرضية الثابتة، والمرحلة الأولى ستستغرق شهرين، بينما سيتم فى المرحلة الثانية الهبوط إلى عمق ثان مثل درجات السلم، أما المرحلة الثالثة فستشهد دخول الكراكات.
(4)
رئيس الهيئة الهندسية:95٪ من العاملين فى القناة الجديدة من المدنيين
اللواء أركان حرب كامل الوزيرى، رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، قال فى تصريحات خاصة ل«الدستور الأصلي» إنه لا يوجد شىء صعب على المصريين، وإن العمل فى حفر قناة السويس الجديدة سينتهى خلال شهر، متابعا بقوله «لن أخذل الشعب المصرى، وقرار الرئيس عبد الفتاح السيسى بتقليص مدة العمل والانتهاء من المشروع فى عام واحد، على رأسى من فوق»، مشيرا إلى أن هذا القرار لا مجال فيه للحديث مرة أخرى، وأنه يتم الالتزام به من أكبر قيادة فى الموقع إلى أصغر ضابط.
الوزيرى قال إن كل شركة وضعت خطة لإنهاء العمل طبقا لحجم الأعمال الموجودة فى موقع العمل، وآخر اليوم إذا لم ينفذ العمل المحدد لن يتركه الضابط المسؤول، بل سيقوم بزيادة المعدات المطلوبة حتى يساعده ذلك على إنهاء الحفر فى المدة المحددة، لإعطاء فرصة لهيئة قناة السويس أن تدخل بالكراكات فى المرحلة التالية من العمل، وأشار إلى أنه بسواعد الأبطال الذين يعملون فى المنطقة، سواء المدنيين الذين تصل نسبتهم إلى 95%، أو ال5% من العسكريين الذين يتابعون العمل، لن تكون رسالة الرئيس الموجهة إليهم كلاما، فهو يتذكر كلامه ويعمل على تنفيذه، وهو دائما على تواصل مع القائمين على موقع العمل، كما أنه يريد القدوم إلى وسط العاملين لتوجيه عدد من الرسائل، مفادها أن المشروع مهم للغاية، وليس مجرد حديث، مؤكدا أن زيارة السيسى لهم فى الخامسة صباحا منذ أيام، كانت مفاجأة للجميع، ورفعت روحهم المعنوية من أقدم قائد إلى أحدث جندى، كما رفعت الروح المعنوية للسائقين وأصحاب الشركات، موضحا أنه عندما يشعر الناس بأن أكبر مسؤول فى الدولة موجود مع العمال، ويأتى فجرا لمتابعتهم يوم الجمعة الماضية، ودون سابق إنذار قائلا «أقسم بالله أن العمال فوجئوا بأن الرئيس جاء إليهم، وكان ذلك بمثابة تشجيع لهم، حتى يشعروا بأهمية العمل الذى يقومون به».
وأضاف «الضباط وقائدى القطاعات والشركات، هم من يعلمون يوما بيوم بمعدل الإنتاج اليومى، ويعلمون حجم المشكلات والأزمات، ونحن نقوم بحل المشكلات بشكل فورى»، مشيرا إلى أن كل شركة تتولى أعمال كيلومتر، وملتزمة بإنجاز أعمال معينة فى اليوم، وأن الشركات فى الفترة الماضية كانت تقوم بتجهيز المعسكرات الإدارية لها بالتوازى مع تنفيذ أعمال الحفر، فالبعض يقوم بالحفر، بينما البعض الآخر يقوم بتجهيز المعسكرات، لافتا إلى أنه خلال الأيام الأربعة القادمة، سيتم الانتهاء من المعسكرات الخاصة بالإعاشة، تنفيذا لرسالة الرئيس عبد الفتاح السيسى، فى أن العامل لا بد أن يشعر بأن القوات المسلحة تراعيه قائلا «أنا مش جاى أرميه فى الصحرا وأسيبه»، مؤكدا أنه يتم توفير إعاشة للعمال من مطابخ نظيفة، ومعسكرات جيدة، وتوفير وسائل انتقال، و3 وجبات، وعندما يتم توفير سبل الإعاشة المحترمة، سيعطى العامل كل ما لديه، ويبذل مجهودا أعلى، وسيتم تنفيذ المشروع فى الموعد المحدد.
(5)

مرشدون ملاحيون: لا وقت للراحة
تحدث عدد من المرشدين الملاحيين عن طبيعة عملهم المرهقة التى تصل إلى العمل لمدة 24 ساعة متواصلة، بينما يتم منحهم فترة راحة 48 ساعة يكونون فيها جاهزين للاستدعاء.
قال أحمد السيد، أحد المرشدين الملاحيين بقناة السويس، إن هناك عملا مستمرا، لتعريف ربان السفن بالمسار الصحيح، مؤكدا أنهم مسؤولون عن سلامة وأمن الملاحة، حيث يوجد مرشدون داخل الممر الملاحى بقناة السويس طبقا لتعليمات الهيئة والمسارات، كما يوجد مرشدون فى الممرات يعملون على متابعة دخول السفن وخروجها ويتم توخى الحذر من التصادم بأشياء ثابتة.
محمد سعيد، أحد المرشدين فى بورسعيد، قال إن العمل فى قناة السويس مهمته إرشاد سفن القافلتين الأولى والثانية، من البحر إلى القناة، حيث إن العمل بالإرشاد بهيئة قناة السويس هدفه إرشاد السفن للرباط فى مرابط وأرصفة الهيئة فى ميناء بورسعيد، استعدادا لدخول القناة، كما أنه يقوم بإرشاد السفن من البحر والرباط على أرصفة ميناء بورسعيد فى الميناء القديم والميناء الحديث، أو المسمى بالمحورى، وأوضح أن المرشد يعمل فى ورديات فترتها تبدأ من الساعة الثامنة صباحا حتى الثامنة صباح اليوم التالى، أى 24 ساعة فى اليوم.
وعن طبيعة عمل الإرشاد فى بورسعيد، قال إنه الميناء الوحيد على مستوى الجمهوربة الذى له 3 مداخل، وأشار إلى أن مرشدى البوغاز فى بورسعيد يعملون أكثر من 200 ساعة شهريا، ويدل على ذلك عدد السفن الذى يتم إرشادها خلال الوردية الواحدة، بمتوسط 40 سفينة إرشاد فى متوسط فترة إرشاد من ساعة إلى ساعتين ونصف الساعة، موزعة على 8 مرشدين فى الوردية الواحدة، ليكون نصيب كل مرشد على الأقل 15 ساعة عمل موزعة على مدار اليوم.
(6)

عمال المشروع: أجدادنا حفروا القناه بالسُّخرة.. ونحن نحفرها بحُرية
العمال فى قناة السويس الجديدة يحملون على عاتقهم تنفيذ المشروع خلال عام، ولديهم قناعة بأن المعدات مهما بلغت ضخامتها لن تستطيع وحدها إنجاز المشروع دون إرادة حقيقية، وإيمان قوى بأن العمل فى المشروع ليس مجرد مصدر لجلب الرزق فقط، وإنما هو مصدر خير لمصر وأهلها، وأن إنجازه خلال عام أمر غير قابل للنقاش، بل يسعى العمال جاهدين أن ينتهى المشروع خلال مدة أقل من عام.
يبدأ العامل يومه فى قناة السويس الجديدة بتناول وجبة الإفطار الذى توفرها له القوات المسلحة، وذلك فى السادسة صباحا، ليبدأ العمل بعد ذلك مباشرة فى الوردية الأولى، والتى تبدأ من الساعة السادسة صباحا حتى السادسة مساء، ويتم توزيع الأدوار على العمال من خلال الشركات المتعاقدة مع هيئة قناة السويس، والتى يبلغ عددها نحو 30 شركة أغلب عمالها من منطقة شمال سيناء، والقليل منهم من محافظة الإسماعيلية.
أحمد سليم، أحد العاملين بالموقع، أكد أن العمل فى الموقع مستمر لمدة 24 ساعة، يقوم خلالها السائقون بنقل الرمال الناجمة عن الحفر إلى المقالب قائلا «دى مهمة فى رقبتنا لازم نخلصها»، لافتا إلى أن المشروع سيتم الانتهاء منه قبل الموعد المحدد، معبرا عن سعادته بالعمل فى مشروع خاص بمصلحة مصر قائلا «إحنا بنحفر القناة بحريّة وهنشتغل وفرحانين باستكمال اللى بدأه أجدادنا».
خالد الويظ، أحد عمال المشروع، وهو من سكان شمال سيناء، قال إن الجزء الذى يعمل به يتضمن 17 لودرا، ونحو 150 سيارة، و8 بلدوزرات، مؤكدا أن المشروع هائل، وسيساعد على زيادة الاقتصاد، وجميع العمال لديهم عزيمة وحماس للانتهاء من المشروع خلال عام، أو أقل من عام.
جمعة أبو جهامة، عامل بالمشروع، من سكان شمال سيناء، قال إنه يعمل مع شركة «القصلى» ب15 سيارة نقل، و4 لودرات، قائلا «فعلها أجدادنا بالسخرة، ونفعلها نحن الآن بحرية»، مؤكدا أن العمل سينتهى فى أقل من عام.
كما رصد «الدستور الأصلي» توافد المئات من العمال من مختلف المحافظات وأغلبهم من السائقين يطلبون العمل بالمشروع من خلال التردد على الشركات التى تتولى تنفيذ الحفر وكذلك مقابلة المقاولين ورؤوساء القطاعات من القوات المسلحة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.