الجيل: كلمة الرئيس السيسي طمأنت قلوب المصريين بمستقبل سيناء    بالمخالفة للدستور…حكومة الانقلاب تقترض 59 مليار دولار في العام المالي الجديد بزيادة 33%    مساعدات ب 3,6 مليار جنيه.. التضامن تستعرض أبرز جهودها في سيناء    غدا، بدء تطبيق غلق محلات الجيزة بالتوقيت الصيفي    البنتاجون يدعو إلى تحقيق شامل حول المقابر الجماعية في غزة    «القاهرة الإخبارية»: دخول 38 مصابا من غزة إلى معبر رفح لتلقي العلاج    رغم ضغوط الاتحاد الأوروبي.. اليونان لن ترسل أنظمة دفاع جوي إلى أوكرانيا    بيان مهم للقوات المسلحة المغربية بشأن مركب هجرة غير شرعية    علي فرج يتأهل إلى نهائي بطولة الجونة للإسكواش    ب 3 ذهبيات، منتخب الجودو يحصد كأس الكاتا بالبطولة الأفريقية في القاهرة    «ترشيدًا للكهرباء».. خطاب من وزارة الشباب ل اتحاد الكرة بشأن مباريات الدوري الممتاز    موقف ثلاثي بايرن ميونخ من مواجهة ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا    المشدد 15 سنة لعامل قتل عاطلا داخل مقهى بسبب الخلاف على ثمن المشروبات    القبض على شخص عذب شاب معاق ذهنيا في ميت عنتر طلخا بالدقهلية    بالأسماء.. مصرع وإصابة 9 أشخاص في انقلاب ميكروباص بالدقهلية    رضا البحراوي: عندي 8 عيال آخرهم ريان والعزوة أهم حاجة في حياتي (فيديو)    جمال شقرة: سيناء مستهدفة منذ 7 آلاف سنة وبوابة كل الغزوات عبر التاريخ    أحمد عبد الوهاب يستعرض كواليس دوره في مسلسل الحشاشين مع منى الشاذلى غداً    عبد العزيز مخيون عن صلاح السعدني بعد رحيله : «أخلاقه كانت نادرة الوجود»    محمد الباز: لا أقبل بتوجيه الشتائم للصحفيين أثناء جنازات المشاهير    دعاء قبل صلاة الفجر يوم الجمعة.. اغتنم ساعاته من بداية الليل    مواطنون: التأمين الصحي حقق «طفرة».. الجراحات أسرع والخدمات فندقية    يقتل طفلًا كل دقيقتين.. «الصحة» تُحذر من مرض خطير    لماذا حذرت المديريات التعليمية والمدارس من حيازة المحمول أثناء الامتحانات؟    بالفيديو.. ما الحكم الشرعي حول الأحلام؟.. خالد الجندي يجيب    انخفضت 126 ألف جنيه.. سعر أرخص سيارة تقدمها رينو في مصر    بعد تطبيق التوقيت الصيفي.. تعرف على مواقيت الصلاة غدًا في محافظات الجمهورية    هل الشمام يهيج القولون؟    فيديو.. مسئول بالزراعة: نعمل حاليا على نطاق بحثي لزراعة البن    وزارة التموين تمنح علاوة 300 جنيها لمزارعى البنجر عن شهرى مارس وأبريل    أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية بالاستفزازية    الأهلى يخسر أمام بترو الأنجولي فى نصف نهائى الكؤوس الأفريقية لسيدات اليد    يمنحهم الطاقة والنشاط.. 3 أبراج تعشق فصل الصيف    تشكيل الزمالك المتوقع أمام دريمز الغاني بعد عودة زيزو وفتوح    6 نصائح لوقاية طفلك من حمو النيل.. أبرزها ارتداء ملابس قطنية فضفاضة    استجابة لشكاوى المواطنين.. حملة مكبرة لمنع الإشغالات وتحرير5 محاضر و18حالة إزالة بالبساتين    سبب غياب حارس الزمالك عن موقعة دريمز الغاني بالكونفيدرالية    بيان مشترك.. أمريكا و17 دولة تدعو حماس للإفراج عن جميع الرهائن مقابل وقف الحرب    دعاء الاستخارة بدون صلاة .. يجوز للمرأة الحائض في هذه الحالات    مدرب صن دوانز: الفشل في دوري الأبطال؟!.. جوارديولا فاز مرة في 12 عاما!    تحرير 498 مخالفة مرورية لردع قائدي السيارات والمركبات بالغربية    مصادرة 569 كيلو لحوم ودواجن وأسماك مدخنة مجهولة المصدر بالغربية    إصابة سيدة وأبنائها في حادث انقلاب سيارة ملاكي بالدقهلية    جامعة حلوان توقع مذكرتي تفاهم مع جامعة الجلفة الجزائرية    طريقة عمل مافن الشوكولاتة بمكونات بسيطة.. «حلوى سريعة لأطفالك»    محافظ كفر الشيخ يتابع أعمال تطوير منظومة الإنارة العامة في الرياض وبلطيم    أمين الفتوى لزوجة: اطلقى لو زوجك لم يبطل مخدرات    مشايخ سيناء في عيد تحريرها: نقف خلف القيادة السياسية لحفظ أمن مصر    أبطال سيناء.. «صابحة الرفاعي» فدائية خدعت إسرائيل بقطعة قماش على صدر ابنها    مستقبل وطن: تحرير سيناء يوم مشهود في تاريخ الوطنية المصرية    الرئيس السيسي: خضنا حربا شرسة ضد الإرهاب وكفاح المصريين من أجل سيناء ملحمة بطولة    فن التهنئة: استقبال شم النسيم 2024 بعبارات تمزج بين الفرح والتواصل    خبير في الشؤون الأمريكية: واشنطن غاضبة من تأييد طلاب الجامعات للقضية الفلسطينية    معلق بالسقف.. دفن جثة عامل عثر عليه مشنوقا داخل شقته بأوسيم    الفندق عاوز يقولكم حاجة.. أبرز لقطات الحلقة الثانية من مسلسل البيت بيتي الجزء الثاني    الاحتفال بأعياد تحرير سيناء.. نهضة في قطاع التعليم بجنوب سيناء    الهلال الأحمر يوضح خطوات استقبال طائرات المساعدات لغزة - فيديو    الزكاة على أموال وثائق التأمين.. الإفتاء توضح أحكامها ومتى تجب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مشروع قناة السويس الجديد.. «الحلم المبني على علم»

مشروع قناة السويس الجديدة هو الحلم المبنى على علم، وليس على خيال مريض، أو ثمن زائف، مما يعد تحديا كبيرا، خصوصا أن كل أنظار العالم تترقب هذا العمل العملاق، الذى عزز من وجوده النظرة المستقبلية للرئيس عبد الفتاح السيسى، وإصراره على إتمام مشروع القناة فى موعد أقصاه سنة واحدة، وذلك بعد إلمامه بالتفاصيل الكاملة، وما يحمله المستقبل من توقعات بزيادة حجم التجارة العالمية، ومن ثم الخوف من عدم مواكبة المشهد التجارى الجديد، خصوصا أن عدد السفن الذى يمر فى القناة الآن لا يتعدى 47 سفينة، من المنتظر أن يقفز الرقم إلى 97 سفينة مع حلول عام 2023، بما يساعد على القضاء على فترة الانتظار الطويلة التى تعانى منها المراكب العابرة فى المجرى المائى، التى تمتد أحيانا إلى عدة أيام.

(1)

قوافل الشمال والجنوب تنتظر أغسطس القادم
قناة السويس، ممر مائى طوله 193 كم، يربط بين بورسعيد على البحر الأبيض المتوسط، والسويس على البحر الأحمر، وينقسم المجرى المائى إلى قسمين، شمال، وجنوب البحيرات المرة، بما يسمح بعبور السفن القادمة من دول المتوسط، وأوروبا، وأمريكا، للوصول إلى آسيا دون سلوك الطريق الطويل -طريق رأس الرجاء الصالح- واستغرق بناء قناة السويس 10 سنوات بدأت فى 1859 وانتهت فى سنة 1869، وكانت أكبر رسوم دفعتها سفينة للمرور فى قناة السويس 2 مليون و28 ألف دولار، من نصيب سفينة إيطالية بلغت حمولتها 59 ألف طن، وعبرت القناة فى 7 سبتمبر 2011.
تعتبر قناة السويس أهم مجرى ملاحى فى العالم، لأنها تتحكم فى 40% من حركة السفن والحاويات فى العالم، وكذلك لربطها بين دول جنوب شرق آسيا، وأوروبا، والأمريكتين. وتتمتع القناة بكونها خالية من الأهوسة فيمكن للسفن المرور فيها من البحر الأحمر إلى البحر الأبيض المتوسط، وبالعكس فى مستوى مائى واحد، بعكس قناة بنما، التى أنشأت 12 هويسا بغرض رفع السفن للمرور على المستوى الأرضى المرتفع بين المحيط الهادى والمحيط الأطلسى (ارتفاع يبلغ 26 مترا) نظرا إلى صلابة الأرض وصعوبة إزالة الصخور شديدة الصلابة.

افتتاح القناة
كان افتتاح القناة 16 نوفمبر من عام 1869، عندما دعا الخديو إسماعيل أباطرة وملوك العالم وقريناتهم لحضور حفل افتتاح القناة، والذى كان حفلا أسطوريا، وصلت فيه مظاهر الاحتفال إلى مستوى فاق ما نسمعه عن حكايات ألف ليلة وليلة، ولم يقتصر دور قناة السويس منذ ذلك الوقت على خدمة التجارة العالمية، بل امتد إلى خدمة المجتمع فى مدن القناة (بورسعيد والإسماعيلية والسويس)، بالإضافة إلى محافظات أخرى فى مصر، وكذلك خدمة العاملين بالهيئة.
محافظات القناة
الإسماعيلية ستحصل على نصيب الأسد من تنمية محور إقليم قناة السويس، إذ ستنال عدة مشروعات تتمثل فى وادى التكنولوجيا، والمنطقة الصناعية بالقنطرة شرق، وضاحية الأمل، التى تقع على مساحة نحو 29 ألف فدان، ويمكن الاستثمار داخلها فى المجال الصناعى والتجارى والزراعى والسكنى والسياحى والتعليمى، ومنذ الإعلان الحقيقى للدولة مؤخرا عن الاهتمام الاقتصادى بالموارد الطبيعية لعروس القناة، بدأت الاجتماعات والمؤتمرات تنعقد فى كل مكان بالمحافظة التى لم يعد لها حديث سوى التخطيط المستقبلى لهذه المنطقة التى ستكون ملاذا آمنًا للمستثمرين المصريين، والأجانب، على حد سواء، نظرا إلى توافر فرص العمل للشباب من الجنسين، بما يسهم فى القضاء على البطالة التى تفشت فى عهد النظامين السابقين، وما صاحبها من مشكلات اجتماعية لا حصر لها، ولم يحدّ من تلك الأحلام المستقبلية مطالبة بعض الخبراء الاقتصاديين بضرورة التروّى عند تنفيذ المشروعات التنموية حتى تنتهى الحكومة من البنية التحتية، وذلك بترفيق الأراضى، ومد شبكات المواصلات، وجميع المستلزمات التى يحتاج إليها أصحاب المشروعات.

قناة السويس الجديدة
مشروع القناة الجديدة دشنه الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى أعلن عن عمل قناة ثانية موازية للقناة الأصلية، تنطلق من منطقة البلاح بمدينة القنطرة شرق بالإسماعيلية، حتى منطقة الدفرسوار بالسويس، بطول 72 كيلومترا، منها حفر 35 كيلومترا حفرا جافًّا، و37 كيلومترا توسعة وتعميقا (لقناة السويس)، وذلك للتغلب على مشكلة انتظار السفن خارج المجرى الملاحى لفترات لا تقل عن 11 ساعة، بينما القناة الجديدة ستجعل فترة الانتظار لا تتجاوز 3 ساعات فقط، فضلا عن الطفرة التى ستحدث بزيادة السفن بالقناة الجديدة من 47 إلى 96 سفينة، مما يرفع من قيمة العائد المادى للقناة الجديدة.
خط سير القوافل فى قناة السويس
قناة السويس هى ركيزة الاقتصاد العالمى فى العصر الحديث، والملاحة فيها على شكل عبور قافلة واحدة من الجنوب تضم عددا من السفن، قادمة من البحر الأحمر، مرورا بمدينة السويس، بالإضافة إلى قافلتين من الشمال، قادمتين من البحر المتوسط، مرورا بمدينة بورسعيد.
تبدأ القافلة الأولى من الشمال من مدينة بورسعيد فى العبور من الساعة الواحدة صباحا حتى الساعة الخامسة صباحا فى اتجاه واحد، حتى تصل إلى البحيرات الكبرى، ثم تبدأ فى الانتظار فى منطقة غرب البحيرات حتى مرور قافلة الجنوب القادمة من خليج السويس، وبالتالى لا يُسمح لقافلة الشمال بالعبور حتى عبور كل قوافل الجنوب، مما يصل بساعات الانتظار إلى 11 ساعة، ومع عبور آخر سفينة فى قافلة الجنوب من منطقة البلاح بالإسماعيلية، تبدأ قافلة الشمال بالدخول من منطقة بورسعيد فى اتجاه السويس، وتستمر فى العبور حتى تصل إلى منطقة البحيرات الكبرى، وهنا يكون عليها الانتظار أيضا نحو 11 ساعة.
تنقسم السفن من حيث الانتظار إلى شرق وغرب القناة، ويتميز شرق القناة بأنه أكثر عمقا من الغرب، ويستقبل السفن التى يصل عمقها إلى أكثر من 45 قدما داخل المناطق «E 01» ومنطقة «E 02»، ومنطقة«E 03»، والتى لا تستقبل أكثر من 8 سفن ذات غاطس أكبر من 45 قدما، ومع زيادة السفن الأكثر من 45 قدما فى شركات الملاحة العالمية، ولحل مشكلة الانتظار بمنطقة البحيرات بدأ الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة القناة، فى التفكير فى حل ذلك المشكلة، وتسهيل مرور السفن التى يصل عمقها إلى أكثر من 45 قدما، حتى 66 قدما.
(2)

حل مشكلة مرور السفن قبل موعدها ب8 سنوات
بدأ التفكير فى القناة الجديدة لتسهيل مرور السفن كبيرة الحجم، التى يزيد عمقها على 66 قدما، دون إعاقة أو انتظار لمرور السفن الأخرى، كما سبقت الإشارة، وجاءت فكرة إنشاء القناة الجديدة من الكيلومتر 61 حتى الكيلومتر 95، مع توسيع البحيرات الكبرى جنوب الإسماعيلية، ومنطقة البلاح شمال الإسماعيلية، بإجمالى 72 كيلومترا لتحقق القناة الجديدة أكبر قدر من الأمان لعبور السفن.
القناة منطقة للدعم اللوجيستى
ويواكب حفر القناة إنشاء الخدمات اللوجيستية لخدمة المشروع الجديد، وهنا يرتفع معدل عبور السفن من 47 سفينة يوميا فى المتوسط إلى 97 سفينة، وتسهم هذه الزيادة فى دفع عجلة الاقتصاد المصرى إلى الأمام، لتحقيق أكبر عائد يصل إلى 250%، باعتبار أن الإيراد الحالى، طبقا للسنة الأخيرة، بلغ 5 مليارات و323 مليون دولار، إلا أنه من المتوقع أن يصل الإيراد بعد إنشاء القناة الجديدة إلى 13 مليار دولار.
مشروع محور القناة سيمتد تنمويا إلى سيناء، وذلك من خلال إنشاء الخدمات اللوجيستية، وزيادة فرص العمل لتصل إلى مليون فرصة لأبناء مدن القناة وسيناء والمحافظات المجاورة، كما أنها ستزيد من دخل العملة الصعبة. ويعد المشروع من أضخم المشروعات التنموية، وعلى الرغم من أن بيوت الخبرة العالمية أكدت أن بناء المشروع سيستغرق 5 سنوات، فإن مسؤولى القناة أعلنوا الانتهاء منه خلال 3 سنوات، حتى جاء السيسى بإرادته المصرية ليعلن التحدى فى إنهاء المشروع فى سنة واحدة.

عمق القناة وتأثيره على العائد
عمق القناه فى الوقت الحالى يستوعب 8 سفن فقط، من التى يزيد عمقها على 45 قدما فى مناطق الانتظار، وكان هذا هو الدافع وراء إنشاء قناة سويس جديدة، والعمل على تعميق كل مناطق الانتظار حتى تصل إلى 66 قدما، حتى تتمكن السفن العملاقة من المرور من قناة السويس، خصوصا أن السنوات المقبلة ستشهد تطويرا فى حجم السفن، بحيث ستصبح كل 4 سفن بحجم سفينة واحدة عملاقة، وذلك من أجل توفير الوقود، وكان هذا السبب وراء الدراسة التى وضعتها هيئة قناة السويس وقدمتها للرئيس السيسى، ومن ثم الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وكشفت مصادر بهيئة القناة عن أنه فى عام 2023 ستمر 97 سفينة فى اليوم، وفى ظل الوضع الهندسى الحالى للقناة فإنه من المستحيل أن تمر كل هذه السفن، مما سيؤدى إلى الانتظار بالأيام فى المجرى الملاحى، وبالتالى سينعكس هذا على تصنيف القناة، باعتبارها أهم مجرى ملاحى عالمى.
الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، يوضح هذه النقطة فى تصريحات خاصة ل«الدستور الأصلي»، بتأكيده أن «تكلفة حفر قناة جديدة فى الوقت الحالى ليست كثيرة، لكننا إذا انتظرنا سنضطر إلى أن ندفع أضعاف التكلفة، لذلك قمنا بالتفكير فى إنشاء قناة موازية، بحيث تتحرك قافلة الجنوب، ولا تتقابل فى نفس الاتجاه مع قافلة الشمال، مما سيؤدى إلى تقليل زمن العبور والانتظار، وسهولة استيعاب السفن العملاقة، مع الزيادة المتوقعة فى نمو فى حجم التجارة العالمية القادمة.

كيف يعيش العمال فى منطقة الحفر؟
المشهد الذى رصده «الدستور الأصلي» يتلخص فى كونه حلما يسعى الجميع لتحقيقه على أرض الواقع.. حماس، وروح معنوية، تكاد تلامس عنان السماء، وحرية ترفرف فوق رمال الصحراء، سيارات النقل لا تتوقف عن نقل الرمال من المواقع إلى منطقة يطلق عليها العاملون فى مواقع الحفر «منطقة القلاب»، وهى على بعد 3 كيلومترات من المعدية «6» شرق القناة، وفى كل كيلومتر تجد البلدوزرات ترفع الرمال لتضعها فى سيارات النقل.
بمجرد أن تنتقل بك المعدية إلى شرق القناة، ستجد وفودا من العمال والسيارات تتجه إلى مواقع عملهم بكل نشاط، على الرغم من شدة الحرارة وتعامد الشمس على رؤوسهم، ليبدأ العمل من خلال 30 شركة بالقناة الجديدة على بعد 2 كيلومتر من المعدية «6» شرق. الخيام والمعسكرات تنتشر على طول القناة الجديدة، يتردد عليها العمال بعد الانتهاء من ورديات العمل للراحة، وفى منتصف الموقع يتجمع قيادات الجيش من رؤوساء القطاعات يوميا فى الصباح الباكر لمقابلة المقاولين والعاملين بالشركات لتوزيعهم على المواقع والاستماع إلى مشكلاتهم وتقديم حلول فورية لها.

كيف تتم خطة الحفر فى القناة الجديدة؟
العمال: السيسى قال لنا «يا رجالة أنا معاكم»
المهندس عمرو سلامة القصلى، أحد الجنود المجهولين داخل منطقة العمل، يوضح أن نقطة البداية الرئيسية تبدأ من معدية نمرة 6، مشيرا إلى أن شركة القصلى مخصص لها 5 كيلومترات لأعمال الحفر، تبدأ من كوبرى السلام حتى معدية سرابيوم، وكل موقع به عدد كبير من العمال، وكمية كبيرة من معدات تشمل اللوادر والقلابات وبلدوزرات، ومدة العمل فى موقع المشروع تمتد إلى 24 ساعة، يتم تقسيمها على ورديتين، ويتم الانتهاء من العمل عندما يصل الحفر إلى الأعماق وتخرج المياه من الأرض، بعدها يتم إخلاء الموقع لتستكمل هيئة قناة السويس العمل بالكراكات والحفارات، لافتا إلى أنه قبل البدء فى العمل تم تقسيم الشركات، وكل شركة لها عدد معين من الكيلومترات، حيث تتولى 30 شركة الحفر فى مناطق مجهزة باستراحات للعمال، ومطابخ لتجهيز الطعام، بالإضافة إلى مواقع صيانة وتشغيل أعطال المعدات.
سلامة قال إن السيسى زارهم وقال لهم «يا رجالة أنا معاكم»، وعن نظام الورديات يقول «إن العمال يشعرون بالراحة مع هذا النظام، حيث يتبادل فيه السائقون مهام عملهم بالتنسيق مع مديرى المواقع، وفى كل موقع مدير مسؤول عن المعدات المختصة فى منطقة العمل التى يلتزمها، وتوجد ساعات لتناول وجبة الغداء، والراحة للواحدة ظهرا، وبعد ذلك يخرج مرة أخرى للعمل حتى الساعة السادسة، وبعد ذلك يتم إحضار العشاء ويحصل على قسط من الراحة، ليعود إلى العمل مرة أخرى فى الصباح التالى».
العمل فى مشروع قناة السويس جاء بالتنسيق مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، ورئيس الهيئة يقوم بالإشراف على سير العمل هناك، واللافت أن جميع شركات الحفر من سيناء، ويوضح السيد جلال، أحد العاملين بالمشروع، أن المشروع يوفر فرص عمل للشباب، ويعمل على إنعاش الاقتصاد المصرى، مشيرا إلى أن هناك ثقة فى الناس، وبالتالى قرر الرئيس تقليل المدة إلى سنة واحدة، وتابع بقوله «والله بقالى 48 ساعة لم أحصل على راحة، لأننا مكلفون بإزالة الأتربة فى مساحة 37 كيلومترا، فلا مجال للنوم، وعندما نشعر بالإرهاق يوجد من يعمل بدلا منا، لأن العمل مستمر»، لافتا إلى أنه تم توزيع المناطق على الشركات، على أساس أن هناك مرحلة نعمل فيها بعمق معين، وبعد ذلك توجد مرحلة ثانية، ثم فى المرحلة الأخيرة تبدأ الكراكات عملها، مشيرا إلى أن أول مرحلة ستتم فيها إزالة الأتربة حتى الوصول إلى مرحلة الأرضية الثابتة، والمرحلة الأولى ستستغرق شهرين، بينما سيتم فى المرحلة الثانية الهبوط إلى عمق ثان مثل درجات السلم، أما المرحلة الثالثة فستشهد دخول الكراكات.
(4)
رئيس الهيئة الهندسية:95٪ من العاملين فى القناة الجديدة من المدنيين
اللواء أركان حرب كامل الوزيرى، رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، قال فى تصريحات خاصة ل«الدستور الأصلي» إنه لا يوجد شىء صعب على المصريين، وإن العمل فى حفر قناة السويس الجديدة سينتهى خلال شهر، متابعا بقوله «لن أخذل الشعب المصرى، وقرار الرئيس عبد الفتاح السيسى بتقليص مدة العمل والانتهاء من المشروع فى عام واحد، على رأسى من فوق»، مشيرا إلى أن هذا القرار لا مجال فيه للحديث مرة أخرى، وأنه يتم الالتزام به من أكبر قيادة فى الموقع إلى أصغر ضابط.
الوزيرى قال إن كل شركة وضعت خطة لإنهاء العمل طبقا لحجم الأعمال الموجودة فى موقع العمل، وآخر اليوم إذا لم ينفذ العمل المحدد لن يتركه الضابط المسؤول، بل سيقوم بزيادة المعدات المطلوبة حتى يساعده ذلك على إنهاء الحفر فى المدة المحددة، لإعطاء فرصة لهيئة قناة السويس أن تدخل بالكراكات فى المرحلة التالية من العمل، وأشار إلى أنه بسواعد الأبطال الذين يعملون فى المنطقة، سواء المدنيين الذين تصل نسبتهم إلى 95%، أو ال5% من العسكريين الذين يتابعون العمل، لن تكون رسالة الرئيس الموجهة إليهم كلاما، فهو يتذكر كلامه ويعمل على تنفيذه، وهو دائما على تواصل مع القائمين على موقع العمل، كما أنه يريد القدوم إلى وسط العاملين لتوجيه عدد من الرسائل، مفادها أن المشروع مهم للغاية، وليس مجرد حديث، مؤكدا أن زيارة السيسى لهم فى الخامسة صباحا منذ أيام، كانت مفاجأة للجميع، ورفعت روحهم المعنوية من أقدم قائد إلى أحدث جندى، كما رفعت الروح المعنوية للسائقين وأصحاب الشركات، موضحا أنه عندما يشعر الناس بأن أكبر مسؤول فى الدولة موجود مع العمال، ويأتى فجرا لمتابعتهم يوم الجمعة الماضية، ودون سابق إنذار قائلا «أقسم بالله أن العمال فوجئوا بأن الرئيس جاء إليهم، وكان ذلك بمثابة تشجيع لهم، حتى يشعروا بأهمية العمل الذى يقومون به».
وأضاف «الضباط وقائدى القطاعات والشركات، هم من يعلمون يوما بيوم بمعدل الإنتاج اليومى، ويعلمون حجم المشكلات والأزمات، ونحن نقوم بحل المشكلات بشكل فورى»، مشيرا إلى أن كل شركة تتولى أعمال كيلومتر، وملتزمة بإنجاز أعمال معينة فى اليوم، وأن الشركات فى الفترة الماضية كانت تقوم بتجهيز المعسكرات الإدارية لها بالتوازى مع تنفيذ أعمال الحفر، فالبعض يقوم بالحفر، بينما البعض الآخر يقوم بتجهيز المعسكرات، لافتا إلى أنه خلال الأيام الأربعة القادمة، سيتم الانتهاء من المعسكرات الخاصة بالإعاشة، تنفيذا لرسالة الرئيس عبد الفتاح السيسى، فى أن العامل لا بد أن يشعر بأن القوات المسلحة تراعيه قائلا «أنا مش جاى أرميه فى الصحرا وأسيبه»، مؤكدا أنه يتم توفير إعاشة للعمال من مطابخ نظيفة، ومعسكرات جيدة، وتوفير وسائل انتقال، و3 وجبات، وعندما يتم توفير سبل الإعاشة المحترمة، سيعطى العامل كل ما لديه، ويبذل مجهودا أعلى، وسيتم تنفيذ المشروع فى الموعد المحدد.
(5)

مرشدون ملاحيون: لا وقت للراحة
تحدث عدد من المرشدين الملاحيين عن طبيعة عملهم المرهقة التى تصل إلى العمل لمدة 24 ساعة متواصلة، بينما يتم منحهم فترة راحة 48 ساعة يكونون فيها جاهزين للاستدعاء.
قال أحمد السيد، أحد المرشدين الملاحيين بقناة السويس، إن هناك عملا مستمرا، لتعريف ربان السفن بالمسار الصحيح، مؤكدا أنهم مسؤولون عن سلامة وأمن الملاحة، حيث يوجد مرشدون داخل الممر الملاحى بقناة السويس طبقا لتعليمات الهيئة والمسارات، كما يوجد مرشدون فى الممرات يعملون على متابعة دخول السفن وخروجها ويتم توخى الحذر من التصادم بأشياء ثابتة.
محمد سعيد، أحد المرشدين فى بورسعيد، قال إن العمل فى قناة السويس مهمته إرشاد سفن القافلتين الأولى والثانية، من البحر إلى القناة، حيث إن العمل بالإرشاد بهيئة قناة السويس هدفه إرشاد السفن للرباط فى مرابط وأرصفة الهيئة فى ميناء بورسعيد، استعدادا لدخول القناة، كما أنه يقوم بإرشاد السفن من البحر والرباط على أرصفة ميناء بورسعيد فى الميناء القديم والميناء الحديث، أو المسمى بالمحورى، وأوضح أن المرشد يعمل فى ورديات فترتها تبدأ من الساعة الثامنة صباحا حتى الثامنة صباح اليوم التالى، أى 24 ساعة فى اليوم.
وعن طبيعة عمل الإرشاد فى بورسعيد، قال إنه الميناء الوحيد على مستوى الجمهوربة الذى له 3 مداخل، وأشار إلى أن مرشدى البوغاز فى بورسعيد يعملون أكثر من 200 ساعة شهريا، ويدل على ذلك عدد السفن الذى يتم إرشادها خلال الوردية الواحدة، بمتوسط 40 سفينة إرشاد فى متوسط فترة إرشاد من ساعة إلى ساعتين ونصف الساعة، موزعة على 8 مرشدين فى الوردية الواحدة، ليكون نصيب كل مرشد على الأقل 15 ساعة عمل موزعة على مدار اليوم.
(6)

عمال المشروع: أجدادنا حفروا القناه بالسُّخرة.. ونحن نحفرها بحُرية
العمال فى قناة السويس الجديدة يحملون على عاتقهم تنفيذ المشروع خلال عام، ولديهم قناعة بأن المعدات مهما بلغت ضخامتها لن تستطيع وحدها إنجاز المشروع دون إرادة حقيقية، وإيمان قوى بأن العمل فى المشروع ليس مجرد مصدر لجلب الرزق فقط، وإنما هو مصدر خير لمصر وأهلها، وأن إنجازه خلال عام أمر غير قابل للنقاش، بل يسعى العمال جاهدين أن ينتهى المشروع خلال مدة أقل من عام.
يبدأ العامل يومه فى قناة السويس الجديدة بتناول وجبة الإفطار الذى توفرها له القوات المسلحة، وذلك فى السادسة صباحا، ليبدأ العمل بعد ذلك مباشرة فى الوردية الأولى، والتى تبدأ من الساعة السادسة صباحا حتى السادسة مساء، ويتم توزيع الأدوار على العمال من خلال الشركات المتعاقدة مع هيئة قناة السويس، والتى يبلغ عددها نحو 30 شركة أغلب عمالها من منطقة شمال سيناء، والقليل منهم من محافظة الإسماعيلية.
أحمد سليم، أحد العاملين بالموقع، أكد أن العمل فى الموقع مستمر لمدة 24 ساعة، يقوم خلالها السائقون بنقل الرمال الناجمة عن الحفر إلى المقالب قائلا «دى مهمة فى رقبتنا لازم نخلصها»، لافتا إلى أن المشروع سيتم الانتهاء منه قبل الموعد المحدد، معبرا عن سعادته بالعمل فى مشروع خاص بمصلحة مصر قائلا «إحنا بنحفر القناة بحريّة وهنشتغل وفرحانين باستكمال اللى بدأه أجدادنا».
خالد الويظ، أحد عمال المشروع، وهو من سكان شمال سيناء، قال إن الجزء الذى يعمل به يتضمن 17 لودرا، ونحو 150 سيارة، و8 بلدوزرات، مؤكدا أن المشروع هائل، وسيساعد على زيادة الاقتصاد، وجميع العمال لديهم عزيمة وحماس للانتهاء من المشروع خلال عام، أو أقل من عام.
جمعة أبو جهامة، عامل بالمشروع، من سكان شمال سيناء، قال إنه يعمل مع شركة «القصلى» ب15 سيارة نقل، و4 لودرات، قائلا «فعلها أجدادنا بالسخرة، ونفعلها نحن الآن بحرية»، مؤكدا أن العمل سينتهى فى أقل من عام.
كما رصد «الدستور الأصلي» توافد المئات من العمال من مختلف المحافظات وأغلبهم من السائقين يطلبون العمل بالمشروع من خلال التردد على الشركات التى تتولى تنفيذ الحفر وكذلك مقابلة المقاولين ورؤوساء القطاعات من القوات المسلحة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.