الحرب الغامضة : "ترامب" يريد كسر أنف "بوتين" بضرب حليفه "الأسد"، وقال عبارته الشهيرة "استعدي يا روسيا الصواريخ قادمة، لطيفة وجديدة وذكية"، وفرنسا تري أن الهدف ليس تغيير النظام وليس الرأس السياسي، بل مراكز تخزين الكيماوي، وإسرائيل تريد كسر شوكة إيران وعدم السماح بتواجدها في سوريا، وتركيا تصر علي إبعاد الأسد وإزالة نظامه من علي الخريطة، وبريطانيا لا تعرف ماذا تريد ولا ما هي أهداف العملية.. وجميعهم قرروا إعلان الحرب، في مواجهة روسيا التي جهزت صواريخ "إس 400" و"باتيسير" الرهيبة، وتحرك الأسطول البحري الروسي للمنطقة، في استعراض عضلات أسلحة ومعدات تستخدم لأول مرة في الحروب. في زمن الحرب يعرف الجميع من يطلق الرصاصة الأولي، ولكن لا يعلم أحد من يطلق الرصاصة الأخيرة، وإذ انفلت الموقف قد تحدث سيناريوهات لا يريدها أحد، بما في ذلك الدول الداعية للحرب. أسوأ فيلم في التاريخ : في زمن الحرب، تحاصر "الشائعات" الكثيرة "الحقائق" القليلة، سوريا علي خط العراق، وبشار يواجه مصير صدام، والعرب يتفرجون بعضهم شامت والآخر حزين، وإذا سقط بشار سيكون مصير سوريا هو نفس مصير العراق، حرب دينية تمتد سنوات وسنوات، ولن تكسب فيها سوي إيران، التي تحكم بتحويل الهلال الخصيب، إلي هلال شيعي يمتد من إيران ليشمل العراقوسوريا ولبنان، وسترحل أمريكا وجيوش التحالف المحتلة، بعد أن يتركوا المنطقة دماراً وخراباً.. إنه أسوأ فيلم في التاريخ، أبطاله قتلة وضحاياه مغلوبون علي أمرهم.. ولله الأمر من قبل ومن بعد. صراع الجبابرة !: سوريا لا تحتمل صراعاً جديداً بين الجبابرة، ولن تستطيع صد رخات الصواريخ الأمريكية كروز، ولا ذعر النووي الروسي، وتعلم جيداً أن الكبار يتصالحون علي جثث الصغار، وتعلم أيضاً أن الحرب تتم بأسلوب "مجاملة الأفراح"، بريطانيا وفرنسا وغيرها تريد كسب ود أمريكا، بغارات من جهنم علي سوريا، وكأنه فرح العمدة، وسط المقابر والغارات والأشلاء والدماء، والمباني المتهدمة وصراخ المفزوعين والجرحي، والعالم يتفرج ويتابع علي شاشات التلفاز، أحدث أفلام الرعب من إنتاج هوليود، والأشرار الذين يحرقون سوريا، يزعمون أنهم يفعلون ذلك بكاء علي الأطفال ضحايا الكيماوي، فهل يأمرون صواريخهم بعدم قتل مزيد من الأطفال ؟ صورة طبق الأصل : ما يحدث في سوريا صورة طبق الأصل مما حدث في العراق، ولخصه بوش الابن بقوله "حتي لو كنت أعلم أن تقارير امتلاك العراق للنووي والكيماوي كاذبة، كنت سأضرب العراق".. وجاء ذلك في أعقاب تقارير للكونجرس، تؤكد أن صدام لم يقابل في حياته، محمد عطا المسئول عن هجمات 11 سبتمبر 2001 علي عكس ما زعمته تقارير "»IA"، وأنه لا يمتلك نوويا ولا كيماويا، وتأكدت واشنطن من ذلك، بعد أن دمرت العراق وقتلت العراقيين، ولم تعترف ولم تعتذر وأصرت أنها كانت ستفعل ذلك في كل الظروف.. وسلمت العراقلإيران بعد تخليصه من صدام، فاشتعلت الحروب الدينية التي أتت علي الأخضر واليابس. أسلحة العرب : العرب يمتلكون أسلحة كثيرة لا يجب الاستهانة بها، في صدارتها تصعيد المواجهة السياسية والقانونية، ضد استكمال تدمير سوريا، وتبني مشروع عاجل في مجلس الأمن للتحقيق في استخدام الكيماوي، ومعاقبة المسئول عن ذلك.. دون اللجوء إلي مزيد من الحرب والتدمير، بعد أن أدرك الجميع خطورة ضرب الجيش السوري، وإشعال حرب عالمية في المنطقة، لن يدفع فاتورتها إلا الدول والشعوب العربية، وأن بشار لم يعد المشكلة، وإذا ثبت مسئوليته عن الكيماوي فمن واجب الدول العربية أن تطلب محاكمته والإطاحة به، لأنها جريمة ضد الإنسانية، ولا يتم علاجها بارتكاب جرائم حرب أخري ضد الإنسانية، والمسئولية ملقاه علي عاتق القمة العربية في الدمام، أن تنزع الفتيل وتتولي بنفسها إدارة الصراع بدلاً من جيوش التحالف، وأن يكون للجامعة العربية الدور الفاعل والأساسي، بدلاً من الدور الهزلي لمجلس الأمن.