لاادري - عزيزي القارئ - ماذا جري خلال الساعات الفاصلة بين كتابة هذه السطور ونشرها وهي تزيد علي يومين تقريبا.. ربما تكون امريكا نفذت تهديدها وضربت الشقيقة سوريا بالصواريخ ولا أستبعد ان يخرج ترامب علي الهواء من قلب العاصمة دمشق ليعلن تحرير سوريا من الديكتاتورية والاستبداد وحياة القهر والعبيد التي يعيشها الشعب السوري منذ سنوات طوال وانتقاله - اي الشعب السوري - الي عصر الحرية والديمقراطية علي اسنة الصواريخ وفوق الدبابات الامريكية.. تماما مثلما فعل بوش الابن منذ خمسة عشر عاما في بغداد عندما سقطت العراق في قبضته وقال ساعتها.. الآن ينعم العراقيون بالحرية والديمقراطية بعد التخلص من الديكتاتور الجبار المستبد صدام حسين.. نفس السيناريو البغيض يتكرر الآن وبذات الذرائع والحجج الواهية.. انهم لايخجلون وليس في وجوههم حمرة الحياء او الاستحياء.. صدام يمتلك النووي والكيماوي لضرب وتدمير العالم.. والآن بشار يضربپشعبه بالكيماوي.. فلاصدام حاز النووي.. ولا شعبه نال الحرية بعد اعدامه.. وبعد سنوات من الآن سيكتشف العالم الحقيقة ويقر بمظلومية بشار وبراءته وجبروت ترامب ووحشيته.. ولكن بعد ان تحترق سوريا ويضيع الشعب بين قتل وتشرد واعاقة ومزيد من الهروب في مراكب العار طلبا للجوء مقيت مذل قد لاينالونه وقد ينتظرهم الموت غرقا او جوعا علي شواطئ اوروبا الموصدة في وجوههم. يالها من نهاية مأساوية.. وياله من سيناريو بشع وشنيع.. السوريون لايستحقون هذه النهاية.. شعب طيب كريم مضياف يتدفق حبا وودا ورحمة.. ولاحتي بشار يستحق هذا المصير.. الرجل صمد في وجه آلة الحرب العالمية الضروس وخاض حروبا مدمرة في كل الجبهات وضد كل الأعداء ليس دفاعا عن حكم او عرش او نظام.. ففي مثل هذه الحالة يكون الهروب من المعركة الي أقرب ملاذ آمن يحميه وأسرته هو القرار الأصوب.. لكن بشار واجه الموت وتصدي للصواريخ الامريكية والاسرائيلية بشجاعة الفرسان دفاعا عن بلد ووطن وتراب.. ولو هرب بشار وآله من الميدان لتقطعت اوصال سوريا الحبيبة وتفتت الي عشرين قطعة ودويلة وولاية نصفها علي الأقل سيكون في قبضة العصابات الارهابية المتشددة وبذلك يتمدد الارهاب ويستفحل خطره وتصبح سوريا التي تمثل لمصر والامة العربية أمنا قوميا ساحة مفتوحة لتصدير الارهابيين وهو الحلم الذي طالما راود تنظيم الاخوان الدولي الارهابي.. ألا تتذكرون الجاسوس مرسي وهو يرفع العلم السوري في ستاد القاهرة ويرفع شعار "لبيك سوريا" ودعا المصريين والمسلمين عموما للجهاد في سوريا لنصرة "جند الله" ضد "الطاغية بشار". لاننكر الدور الروسي في انقاذ سوريا من الدمار وقد يراه البعض غير ذلك بدعوي ان الدب الروسي انتفض لانقاذ حليفه بشار والحفاظ علي مصالحه الاستراتيجية والاقتصادية ولا ضير في ذلك فالدنيا مصالح ولعبة السياسة اساسها الارباح والخسائر وقد دخل بوتين الحرب في سوريا بكل قوته وجنوده حتي انتصر مع الجيش السوري البطل وهزم كل قوي الشر والارهاب التي تداعت علي الوطن السوري لالتهامه.. وامريكا التي تدق طبول الحرب الآن وتهدد بضرب دمشق انما لحماية حليفها الاستراتيجي اسرائيل ومعها بريطانيا.. نفس التحالف الشيطاني الذي اجهز علي العراق الشقيق فقتله وفكك جيشه القوي المتماسك وانقسمت العراق الواحدة القوية الغنية الي دويلات وولايات وامارات.. حتي كردستان اعلنت استقلالها ورفع انصار برزاني العلم الصهيوني في الميادين ابتهاجا بالانفصال عن العراق الام.. فماذا يفعل العرب في قمتهم الحالية في الرياض.. كيف يتصدون للمخطط الصهيوامريكي القديم المتجدد.. اتمني ان ينحي الزعماء العرب الخلافات الشخصية جانبا ويقفوا بجانب سوريا الوطن والامة والشعب وليس النظام والحاكم.. جروحنا كثرت وتعددت وتورمت ولم يعد الجسد العربي الهزيل يتحمل جرحا غائرا وخنجرا مسموما يغرزه الاعداء في قلب سوريا.