لا أعرف سببا واحدا يدفعني للكتابة عن صوت مصر الحقيقي »الكنج محمد منير» في هذا التوقيت بالذات رغم أنه لم يقدم حفلا غنائيا مؤخرا ولم يصدر له البوم غنائي جديد؛ رغم أن »الكنج» لا يحتاج الي سبب للكتابة عنه واعتقد أن ما دفعني للكتابة عنه عندما علمت أن د.إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة اختارته لاحياء حفل ختام الاقصر عاصمة للثقافة العربية يوم 18 مارس الجاري؛وهو اختيار موفق علي كافة المستويات لانه صوت مصر الحقيقي والمعبرعن شعبها الاصيل الملئ بكل المشاعر الانسانية التي لو وزعوها علي الدنيا لغمرتها رومانسية وحب الاوطان ومحمد منير ليس مجرد مطرب بل هو الانسان والمغني يمتلك تاريخا حقيقيا لا ينافسه فيه احد وقيمة وقامة لا ينازعه عليها اي فنان؛ كانت ومازالت اغنياته تسهم في تشكيل عقول ووجدان أجيال .. ومنير او »الكنج» كما يحب عاشقوه وانا منهم أن يلقبوه ؛ نجم لا يختلف عليه اثنان، تبرز فيه كل معاني الوطنية فهوالمتحيز والمنحاز للانسان والأرض والوطن، والكاره للجهل والتطرف. يمتلك منير شخصية غنائية متفردة، تجده يلعب طوال الوقت خارج الساحات التقليدية، فقد رسم لنفسه ملامح لون غنائي خاص به، وراهن علي أفكار وموضوعات خارج السياق فتربع علي عرش الاغنية دون منافس. ومحمد منير منذ بداياته تجده ثائرا بأغانيه ولم يرتم في يوم من الايام في احضان اي نظام ولم يغن لحاكم بل غني لمصر، وارتمي في احضان وطنه الذي غني له ولم يغن لفرد يوما ما كما فعل غيره، وتجده يصرخ بأعلي صوته (يا مصر وإنتي الحبيبة وإنتي اغترابي وشقايا وإنتي الجراح الرهيبة وإنتي إللي عندك دوايا) أو (يا حبيبتي يا أم الدنيا يا أغلي الأوطان مين ده اللي يقدر يوصل بيكي لبر امان)، وهو الذي يعشق شوارعها وأهلها فيغني (في كل حي ولد عترة وصبية حنان.. وكلنا جيرة وعشرة وأهل وخلان)،.. هو »الكنج» العاشق المهموم بالناس وبالوطن، وليس غريبًا أن يصف حاله حين يقول: أنا المغني اللي عود صوته علي قول الحقيقة.. أنا المغني اللي بيلخص سنينه في كام دقيقة.. لا عمري أبدا خنت فني ولا فني خاني.