دعت العديد من العواصم العربية إلي ضرورة محاسبة إيران علي دعمها للإرهاب والجماعات المسلحة في اليمن وبخاصة الحوثيون، بعد التقرير الذي عرضته نيكي هايلي مندوبة الولاياتالمتحدة في مجلس الأمن الذي يؤكد أن الصواريخ التي أطلقها الحوثيون علي الأراضي السعودية قادمة من إيران. كانت هيلي قد عرضت خلال مؤتمر صحفي في واشنطن أدلة وصورا تؤكد قيام إيران بتزويد وكلائها في المنطقة بالأسلحة الخطيرة، مقدمة الإثباتات والصور. من ناحيتها أكدت السعودية أن تدخلات إيران ودعمها لميليشيات الحوثي تهدد أمن واستقرار المملكة والمنطقة، مطالبة المجتمع الدولي بضرورة اتخاذ إجراءات فورية لتنفيذ قرارات مجلس الأمن ومحاسبة النظام الإيراني علي أعماله العدوانية. أما مملكة البحرين فقد جددت إدانتها للتدخلات الإيرانية المستمرة في شئونها الداخلية كتدريب الإرهابيين وتهريب الأسلحة والمتفجرات وتأسيس جماعات إرهابية. وقالت وزارة الخارجية البحرينية في بيان إن تقرير الأممالمتحدة أشار إلي التدخلات السلبية والممارسات العدائية لإيران في اليمن، لأجل مد الأزمة وتعطيل مساعي حلها سلميا. وأشاد البيان، بموقف واشنطن الرافض لأنشطة إيران ودعمها لجماعات إرهابية كحزب الله وغيره، في انتهاك واضح للقرارات والأعراف الدولية. كما دعت دولة الإمارات المجتمع الدولي إلي التصدي بقوة أكبر للتهديد الذي تشكله إيران، مؤكدة استعدادها للعمل مع حلفائها لاتخاذ إجراءات تكفل الامتثال لقرارات الأممالمتحدة. وقالت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية إن »الأدلة التي قدمتها الولاياتالمتحدة اليوم لا تترك مجالاً للشك بشأن تجاهل إيران الصارخ لالتزاماتها تجاه الأممالمتحدة، ودورها في انتشار الأسلحة والاتجار بها في المنطقة». وعلي صعيد متصل قال وزير الدولة الإماراتي للشئون الخارجية أنور قرقاش، الجمعة، إن هناك الآن فرصة لاختبار نوايا حزب الإصلاح اليمني وتغليب مصلحة اليمن ومحيطه العربي، وذلك بعد أن أعلن الحزب مؤخرا فك ارتباطه بتنظيم الإخوان الإرهابي. وذكر قرقاش في سلسلة تغريدات علي حسابه في تويتر، أن اللقاء الذي جمع ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد مع قادة حزب الإصلاح اليمني في السعودية، يسعي إلي توحيد الجهود لهزيمة إيران وميليشياتها الحوثية. وأضاف أن هناك رهانا علي الحمية والولاء الوطني، مضيفا أن القيادة السعودية هي بوصلة العمل ضمن التحالف العربي وفي مواجهة الإرهاب والأطماع الإيرانية. وأشار قرقاش إلي أن الشراكة بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات هي شراكة وجودية ومبدئية، وأن الدولتين ستنجحان معا وتنتصران. وفي اليمن رحبت الحكومة، بتقرير الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيرس الذي يتهم إيران بدعم الميليشيات الحوثية، التي قامت بتدمير مؤسسات الدولة ونهب مقدرات الشعب اليمني. كما اتهم التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن إيران بإرسالها أسلحة لميليشيا الحوثي لإطالة أمد المعركة، مشيراً إلي أن التحالف وخبراء الأممالمتحدة يعملان علي سد الثغرات التي تسمح لإيران بتهريب الأسلحة إلي الحوثيين. وشملت الأدلة التي عرضتها هيلي، بقايا متفحمة قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إنها من صواريخ باليستية قصيرة المدي إيرانية الصنع أطلقت من اليمن في الرابع من نوفمبر علي مطار الملك خالد الدولي خارج العاصمة السعودية الرياض إضافة إلي طائرة بدون طيار وذخيرة مضادة للدبابات انتشلها سعوديون من اليمن. ونفت إيران تزويد الحوثيين بمثل تلك الأسلحة ووصفت ما عرضته الولاياتالمتحدة بأنه »ملفق». واعترفت الولاياتالمتحدة بأنها لا تستطيع تحديد وقت نقل الأسلحة للحوثيين وفي بعض الحالات لم تتمكن أيضاً من تحديد توقيت استخدامها، لكن السفيرة الأمريكية لدي الأممالمتحدة نيكي هيلي عبرت عن ثقتها في أن طهران تتحمل مسئولية نقل تلك الأسلحة للحوثيين في اليمن.