جامعة الدلتا التكنولوجية تتألق في النسخة الرابعة من واحة كونكت بمدينة السادات    تراجع أسعار العملات الأجنبية في ختام تعاملات اليوم 6 ديسمبر 2025    بسمة عبدالعزيز: الشباب هم القوة الدافعة للتصنيع والتصدير    الاحتلال يستعد لمناورات عسكرية في جبل الشيخ ومزارع شبعا بلبنان    رئيس وزراء قطر: مفاوضات غزة في مرحلة حرجة.. ووقف إطلاق النار لم يكتمل    التعادل بهدف يحسم الشوط الأول بين بتروجت وبيراميدز    تأجيل محاكمة زوجة بهاء سلطان بتهمة السب والقذف    قرار قضائي ضد مساعدة هالة صدقي في اتهامات بالتهديد والابتزاز    منى زكي تتألق بالأحمر في العرض الخاص لفيلم «الست» | صور    جوائز ب13 مليون جنيه ومشاركة 72 دولة.. تفاصيل اليوم الأول لمسابقة القرآن الكريم| صور    «أسرتي قوتي».. قافلة طبية شاملة بالمجان لخدمة ذوي الإعاقة بالمنوفية    أسلوب حياة    انتهاء فرز الأصوات ب عمومية المحامين لزيادة المعاشات    صور تجمع مصطفى قمر وزوجته فى كليب «مش هاشوفك» قبل طرحه    مصر تجذب 520 ألف سائح أمريكي خلال العام الجاري    ريال بيتيس ضد برشلونة.. هاتريك توريس يمنح البارسا التقدم 4-1 "فيديو"    سرق أسلاك كهرباء المقابر.. السجن 3 سنوات لشاب بقنا    وزير خارجية ايران يدعو اليابان إلى لعب دور محوري في تأمين المنشآت النووية    قطر تبحث مع نيجيريا والبوسنة والهرسك سبل تعزيز علاقات التعاون    تقرير عن ندوة اللجنة الأسقفية للعدالة والسلام حول وثيقة نوسترا إيتاتي    بايرن ميونخ يكتسح شتوتجارت بخماسية.. وجولة مثيرة في الدوري الألماني    الإصلاح مستمر في ماراثون الانتخابات.. وحماية الإرادة الشعبية "أولاً"    مؤسسة أبو العينين عضو التحالف الوطني تحتفل باليوم العالمي لذوي الهمم    الجيش الباكستاني يعلن مقتل 9 مسلحين في عمليتين استخباراتيتين بولاية خيبر باختونخوا    إسرائيل ترد على طلب ترامب بالعفو عن نتنياهو: الديمقراطية فوق كل اعتبار    أصالة تحسم الجدل حول انفصالها عن زوجها فائق حسن    محافظ الأقصر والسفيرة الأمريكية يفتتحان «الركن الأمريكي» بمكتبة مصر العامة    سكرتير عام الجيزة يتابع جهود رفع الإشغالات وكفاءة النظاقة من داخل مركز السيطرة    بيطري الشرقية: استدعاء لجنة من إدارة المحميات الطبيعية بأسوان لاستخراج تماسيح قرية الزوامل    اسكواش – تأهل عسل ويوسف ونور لنهائي بطولة هونج كونج المفتوحة    هيئة الكتاب تهدي 1000 نسخة من إصداراتها لقصر ثقافة العريش دعمًا للثقافة في شمال سيناء    الإعدام لمتهم والمؤبد ل2 آخرين بقضية جبهة النصرة الثانية    نظام «ACI».. آلية متطورة تُسهل التجارة ولا تُطبق على الطرود البريدية أقل من 50 كجم    ضبط عاطل اعتدى على شقيقته بالمرج    هذا هو موعد عرض فيلم الملحد في دور العرض السينمائي    خبير اقتصادى يوضح تأثير انخفاض سعر الدولار عالميا على الدين الخارجي المصرى    الاتصالات: 22 وحدة تقدم خدمات التشخيص عن بُعد بمستشفى الصدر في المنصورة    عمرو عابد يكشف سر عدم تعاونه مع أبطال «أوقات فراغ»    عاجل استشاري أمراض معدية يحذر: لا تستخدم المضادات الحيوية لعلاج الإنفلونزا    الدوري الإنجليزي.. موقف مرموش من تشكيل السيتي أمام سندرلاند    لماذا يزداد جفاف العين في الشتاء؟ ونصائح للتعامل معه    مفتي الجمهورية: التفاف الأُسر حول «دولة التلاوة» يؤكد عدم انعزال القرآن عن حياة المصريين    15 ديسمبر.. آخر موعد للتقدم لمسابقة "فنون ضد العنف" بجامعة بنها    الشرع: إسرائيل قابلت سوريا بعنف شديد وشنت عليها أكثر من ألف غارة ونفذت 400 توغل في أراضيها    فيلم السلم والثعبان.. لعب عيال يحصد 65 مليون جنيه خلال 24 يوم عرض    وزير الصحة يشهد انطلاق المسابقة العالمية للقرآن الكريم في نسختها ال32    الإعلان التشويقى لفيلم "القصص" قبل عرضه فى مهرجان البحر الأحمر السينمائى الدولى    مواقيت الصلاه اليوم السبت 6ديسمبر 2025 فى المنيا..... اعرف صلاتك بدقه    السيسي يوجه بمحاسبة عاجلة تجاه أي انفلات أخلاقي بالمدارس    حارس بتروجت: تتويج بيراميدز بإفريقيا "مفاجأة كبيرة".. ودوري الموسم الحالي "الأقوى" تاريخيا    تحليل فيروسات B وC وHIV لمتعاطي المخدرات بالحقن ضمن خدمات علاج الإدمان المجانية في السويس    وزير الأوقاف يعلن عن أسماء 72 دولة مشاركة في مسابقة القرآن الكريم    اندلاع حريق ضخم يلتهم محتويات مصنع مراتب بقرية العزيزية في البدرشين    فليك يعلن قائمة برشلونة لمباراة ريال بيتيس في الليجا    اسعار المكرونه اليوم السبت 6ديسمبر 2025 فى أسواق ومحال المنيا    الصحة: توقعات بوصول نسبة كبار السن من السكان ل 10.6% بحلول 2050    لاعب بلجيكا السابق: صلاح يتقدم في السن.. وحصلنا على أسهل القرعات    مصر والإمارات على موعد مع الإثارة في كأس العرب 2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قنبلة زمنية تهدد القمة الخليجية القادمة بالانفجار أو الانتحار!
نشر في أخبار اليوم يوم 10 - 11 - 2017

أمير الكويت يطالب بتأجيل القمة ستة شهور حتي تهدأ الأزمة التي سببتها قطر ولكن التأجيل ربما يكون إلي أجل غير مسمي!
معارضو التأجيل: إذا لم تتصد القمة للمشاكل حال وقوعها فما الجدوي منها سوي مناقشة الأمور المسلية؟
أسباب التفكير في المجلس: فراغ إنسحاب بريطانيا وإعلان استقلال الدول وحماية الثروة النفطية من المغامرين والطامعين من دول المنطقة والدول العظمي!
وثيقة التأسيس اعتبرت المجلس ناديا مغلقا علي أعضاء متجانسين لا يجوز لدولة أخري تقع علي الخليج دخوله مثل العراق!
الخطر القادم منذ 2500 سنة من إيران دفع دول الخليج لتشكيل المجلس ولَعب قطر بورقة إيران يدفع به إلي الهاوية!
المجلس قصر اهتمامه علي النواحي الاقتصادية والاجتماعية والإنمائية وترك أمور الدفاع والأمن القومي علي أهميتها للاتفاقيات الثنائية!
بعد ثورات الربيع العربي طالب العاهل السعودي الملك عبدالله بمزيد من التوحيد بين دول المجلس لكن لم يستجب له أحد!
عرفت الدكتور علي محمد فخرو منذ سنوات بعيدة وقت أن كان وزيرا للصحة في دولة البحرين وقبل أن يصبح وزيرا للتربية والتعليم هناك تمهيدا لتولي رئاسة مجلس أمناء مركز البحرين للبحوث والدراسات وهو واحد من أكثر المفكرين العرب صدقا وأكثرهم إيمانا بوحدة الحلم والوجع والمصير من الخليج إلي المحيط رغم كل الانكسارات وتجدد الانتكاسات.
ولخبرته العريقة الممتدة نحو أربعين عاما في الحياة العامة فإنه غالبا ما يخرج علينا برأي ثاقب وجرئ في الأزمات القومية وآخرها الأزمة التي يعاني منها مجلس التعاون الخليجي بسبب ما تدبره قطر من مؤامرات وما تفجر من صراعات في حالة نفسية وسياسية مرضية لا تريد الشفاء منها.
لقد اعتاد ملوك وأمراء وشيوخ الدول الست (السعودية والإمارات والكويت والبحرين وعمان وقطر) التي يتكون منها المجلس أن يجتمعوا في خريف كل عام ليبحثوا ما يعانون منه من متاعب مشتركة وليقترحوا ما يناسبها من علاج يساهمون فيه معا.
ولكن.. في 5 يونيو الماضي قطعت ثلاث دول خليجية (هي السعودية والإمارات والبحرين) علاقتها بقطر بعد أن اتهمتها بتمويل الإرهاب والتحريض علي إثارة الفتن الطائفية والقلاقل المذهبية والاضطرابات الأمنية في بلادها.
وسعت الكويت ممثلة في أميرها الشيخ صباح الأحمد الصباح إلي التوسط لحل الأزمة.. لكنه.. لم يستطع أن يحقق نجاحا يذكر.. وإن لم ييأس بحكم خبرته الدبلوماسية الطويلة التي اكتسبها من منصب وزير الخارجية الذي تولاه عام 1963 ولمدة 40 سنة.. وهي خبرة أدركتها بسهولة عندما التقيته في بلاده وهو يشغل منصب رئيس الحكومة فيها.
وأمام مجلس الأمة الكويتي يوم الثلاثاء 24 أكتوبر الماضي حذر الرجل من تأثير »توسع الأزمة القائمة وتطورها»‬ مبديا قلقه من احتمال »‬تصدع وانهيار مجلس التعاون الخليجي» الذي وصفه بأنه آخر معقل من معاقل »‬العمل العربي المشترك» مقترحا تأجيل اجتماع قمته القادمة ستة شهور حتي تتحسن الظروف »‬المأزومة» وتهدأ المشاعر »‬الهائجة».
لكن.. الدكتور علي فخرو كان له رأي آخر عبَّر عنه في مقاله المنشور يوم الجمعة قبل الماضي في جريدة »‬الشروق» المصرية.
لقد سأل الرجل بصفته الإنسانية: ما فائدة وجود مؤسسة القمة الخليجية وهي أعلي سلطة في مجلس التعاون الخليجي إذا كانت لا تواجه العواصف السياسية ونيران الخلافات الخطرة حال هبوبها واشتعالها؟.. المؤسسات الاقليمية والقومية خلقت في الأصل لمواجهة القضايا الكبيرة.. وليس للتسلي بالأمور الصغيرة.
وأضاف: »‬أكثر من ذلك فإن تأجيل الاجتماع الدوري للقمة (في الشهر القادم) سيؤدي إلي تأجيل كل الاجتماعات الأخري وتجميد نشاط المجلس في انتظار الفرج من خارجه وهذه كارثة سيكون لها انعكاساتها السلبية علي العمل المشترك في المستقبل »‬.
لكن.. فات الدكتور المثقف ما قد يحدث لو عقدت القمة الخليجية وسط كل الخلافات الحادة والأعصاب المشدودة.. أليس من السهل أن تفجر الأزمة القائمة المجلس بأكمله.. وتجهز عليه تماما؟.. أليس التأجيل حلا مؤقتا لتجميد المجلس حفاظا عليه؟.
وما يدعم ذلك.. أن أمير الكويت بحكم الوساطة التي قام بها يملك من المعلومات الخفية ما يجعله يفضل التجميد عن الانفجار أو الانتحار.
خاصة أن وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة دعا إلي تجميد عضوية قطر في المجلس حتي تستجيب لمطالب الدول المقاطعة من باب الحفاظ عليه مؤكدا أن بلاده لن تحضر قمة تجلس فيها مع قطر التي تتقرب من إيران يوما بعد يوم وتحضر القوات الأجنبية وهي خطوات خطيرة علي أمن دول مجلس التعاون.
وأتصور أن أمير الكويت شديد الحرص علي المجلس لسبب بسيط أنه صاحب فكرة إنشائه وناقشها أول مرة في 16 مايو 1976 وهو وزير خارجية مع حاكم الإمارات وقتها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وما أن عاد إلي بلاده حتي شرع في وضع ورقة العمل الأولي لتأسيس المجلس وهي الورقة التي ناقشها وزراء خارجية الدول الست في الطائف (أكتوبر 1979) وواصلوا مناقشتها في الرياض قبل إعلان المجلس في 25 مايو 1981.
كانت كل الظروف السياسية ضاغطة لخلق كيان وحدوي يضم الدول الست لتشعر بالأمان بعد فراغ القوة الذي حدث بعد الانسحاب العسكري البريطاني ونشأة الدولة الوطنية في الإمارات والبحرين وقطر وعمان بعد تحررها من الاستعمار البريطاني وجلاء قواته من أراضيها.
تحررت تلك الدول وتمتعت باستقلالها في عام 1971.. ولكنها.. لم تشعر بالخطر علي أمنها إلا بعد نجاح الثورة الإسلامية في إيران ( 1979 ).. صحيح أنها لم تكن مستريحة في وجود حكم الشاه الذي كان يوصف بشرطي الخليج.. لكنها.. علي الأقل كانت قادرة بنصيحة أمريكية علي التفاهم معه.. بخلاف حكم الخوميني الذي لم يتردد في تصدير الثورة خارج حدود إيران.. تحقيقا لحلم قديم يمتد عمره إلي القرن الرابع عشر.. إعلان الإمبراطورية الفارسية.. ومنذ ذلك الوقت البعيد وإيران تشطب من لغتها الكلمات العربية.. كما أنها لم تتردد في إحتلال ثلاث جزر في الإمارات.. وتصر علي أن البحرين جزء منها.. وتصر أيضا علي تسمية الخليج باسم »‬الخليج الفارسي» بخلاف تركيا التي تطلق عليه »‬خليج البصرة».
وفي الوقت نفسه فقدت مصر تأثيرها الإقليمي بتجميد عضويتها في الجامعة العربية بعد توقيع معاهدة السلام مع إسرائيل في 26 مارس 1979.. وظهور جبهة الرفض التي قادها العراق ليحل محل مصر في قيادة العالم العربي.. مما أثار شهية صدام حسين لالتهام جيرانه في الخليج وهو ما ثبت فيما بعد عندما غزت قواته الكويت.. وأجهز بتهوره علي النظام السياسي العربي وكشف عورات أمنه القومي..
كما سهل غزو بلاده وتقسيمها بعد القبض عليه بوشاية من حارسه قبض فيها عشرة ملايين دولار واختفي في مدينة أمريكية غير محددة بعد تغيير هويته.
وبتفجر الثروة النفطية في دول الخليج الست سالت شهية الطامعين فيها.. وامتدت من القوي الإقليمية ( إيران والعراق ) إلي القوي العظمي ( الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي ) وظهر ذلك بوضوح في الإعلانات المتبادلة حول امن الخليج من مبدأ »‬كارتر» إلي مبدأ بريجنبف.
ومن جانبها فشلت المخابرات المركزية (الأمريكية) في قلب نظام حكم الخوميني فحرضت العراق علي الحرب ضد جيشه الذي بدا مفككا.. وما أثار الدهشة أن صدام حسين اعتبر تلك الحرب »‬قادسية» جديدة.. امتدادا لقادسية سعد بن أبي وقاص (16 19 نوفمبر عام 636) التي انتصر فيها علي إمبراطور الفرس رستم فرخزاد وانتهت بانتصار المسلمين.
بدأت تلك الحرب في مايو 1980 بشعار مثير للدهشة »‬الطريق إلي القدس يبدأ بشط العرب»..
واستمرت حتي أغسطس 1988.. ووصلت خسائر الطرفين فيها إلي نصف مليون جندي ونصف مليون مدني بخلاف الجرحي وبخلاف 600 مليار دولار أهدرت دون فوز أو هزيمة أحد.
وبوجود دول الخليج الست في مرمي النيران المشتعلة بكل أنواع الأسلحة المباحة والمحرمة اضيف سبب آخر قوي ومباشر لإعلان ما يمكن وصفه بأنه منظمة سياسية مشتركة بينها تقوي بها في مواجهة الديناصورات الهائجة والباطشة.
وضاعف من سرعة هذه الدول وصولا إلي هدفها وصول الاتحاد السوفيتي إلي مشارف المياه الدافئة في الخليج بوجوده العسكري في أفغانستان ووجوده السياسي في اليمن الجنوبي والقرن الأفريقي مما ضاعف من الهواجس الأمنية لدي الدول الست ليدفعها إلي إعلان مجلس التعاون الخليجي.
لكن.. الإعلان عن المجلس في الرياض لم يكن ليكفي.. فقد كان لابد من اجتماع آخر لوزراء خارجية الدول الست في مسقط (مارس 1981 ) لمناقشة بنود الاتفاق وإقرارها بعد أن تقرر تجميد الخلافات الشخصية والصراعات الحدودية حتي لا تنسف الهدف قبل الوصول إليه.
وجري التوقيع بالأحرف الأولي علي 22 مادة أساسية واتفق علي وجود مجلس أعلي من الحكام يفوض في إصدار القرارات المؤثرة والملزمة ويوصف بالقمة ويجتمع مرة كل عام في الدول الأعضاء حسب الحروف الأبجدية (الإمارات والبحرين والسعودية والكويت وقطر وعمان بالترتيب) واختيرت الرياض مقرا للأمانة العام بعد أن رفضت البحرين بترشيح من الكويت وإن تقرر أن يكون الأمين العام كويتيا وكان المنصب من نصيب عبدالله يعقوب بشارة مندوب الكويت الدائم في الأمم المتحدة.
والملفت للنظر أن المجلس الذي شجع علي التعاون الاقتصادي والتجاري والاجتماعي والإنمائي استبعد التعاون الأمني وقصره علي التعاون الثنائي بين الدول.. »‬فليس من مهام المجلس تنسيق العمل الأمني أو العسكري».
وكان السؤال الهام: »‬هل ستقتصر عضوية المجلس علي الدول المؤسسة أم سيفتح الباب أمام دول خليجية عربية أخري مثل العراق؟.
وحسب ما ذكر رياض نجيب الرئيس في كتابه »‬رياح الخليج» علي لسان وزير خارجية عمان يوسف العلوي: »‬إن مجلس التعاون الخليجي قبل كل شئ ليس منظمة إقليمية بحيث يمكن لأية دولة في المنطقة أن تنضم إليه إنما هو مجلس يضم دولا متشابهة في الأنظمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتسعي إلي أن يكون هذا للمجلس بمثابة هيئة تنسيق بينها في المجالات المتشابهة».
إذن مجلس التعاون الخليجي حسب مقدمة نظامه الأساسي ليس منظمة إقليمية كما يوصف تجاوزا و»إنما ناد مغلق محصور بالأعضاء الستة ولا مجال لدخوله لدول غير متشابهة» مثل العراق وإيران وإن دعت السعودية الأردن للانضمام إليه ورفض المغرب الدعوة ولم يتحمس أحد لليمن وفي عام 2007 استجاب الرئيس الإيراني أحمدي نجاد لدعوة قطر لحضور القمة الخليجية التي عقدت في الدوحة في حالة من الجرأة السياسية كشفت عن نيتها في التحالف مع طهران الذي وضح فيما بعد.
لكن.. علي عكس المتوقع لم يأت الخطر المباشر من إيران وإنما جاء من العراق.. لم يأت من البعيد وإنما جاء من القريب.
في صباح يوم 2 أغسطس 1990 غزت قوات صدام حسين الكويت واستولت علي كامل أرضيه وتشكلت بعد أربعة أيام حكومة صورية أعلنت انضمامها إلي العراق واعتبرت المحافظة رقم 19 التي تبعد عن البصرة بنحو 60 ميلا.
وتحررت الكويت بقوات من تحالف دولي ضم 34 دولة فيما سمي بحرب الخليج الثانية لكن ما حدث فرض نفسه بقوة علي مجلس التعاون الخليجي »‬مما تطلب إعادة صياغة مفهوم الدفاع العربي المشترك وفي الوقت نفسه تزايد الوجود العسكري الأجنبي في المنطقة وهو ما عرقل من جهود وضع خطط خليجية للدفاع ذات فاعلية» حسب ما ذكر الباحث السياسي الدكتور عمر حسن.
وبعد ثورات الربيع العربي بدا واضحا أن المجلس في حاجة إلي ما هو أكثر من اتفاقيات الجمارك وانتقال المواطنين بين دوله المختلفة دون تأشيرة.. فكان أن دعا الملك عبدالله بن عبدالعزيز في قمة الرياض التي عقدت في 19 ديسمبر 2011 إلي انتقال المجلس من مرحلة التعاون إلي صيغة الاتحاد.. لكن.. لا أحد استجاب إليه.. فلم يكن أمامه سوي التدخل العسكري لإنقاذ النظام في البحرين بعد اشتعال التظاهرات في المنامة بدعم مباشر من إيران وبمساندة إعلامية من قطر (قناة الجزيرة).
وكشف ذلك عن تباين سياسي بين أعضاء المجلس رغم تشابه نظام الحكم في دوله الست وكشف أيضا عن تباين في دوائر الانتماء إلي دوائر النظام الإقليمي فهناك من يرتبط بإيران وإسرائيل (مثل قطر) وهناك من يتحمس إلي تركيا أكثر (مثل السعودية) وهناك من يري لمصر دورا في الحفاظ علي أمن الخليج وهناك من ينكر هذا الدور كما اختلفت دول المجلس في استراتيجية التعامل مع الولايات المتحدة وتضاعفت الأزمة بعد أن أهملت إدارة باراك أوباما اهتمامها بالشرق الأوسط وضاعفت من اهتمامها بالشرق الاقصي وفي كل الأحوال تغلبت العلاقات الثنائية علي العلاقات الجماعية داخل المجلس نفسه بجانب عدم وجود قواعد محددة تلزم الدول الأعضاء بتنفيذ ما اتفق عليه.
وبتغير السياسة القطرية تضاعفت الفرقة بين أعضاء المجلس وبدا أن مبرر قيامه هو نفسه مبرر نهايته.. فالدوحة مدت جسورها نحو إيران في الوقت الذي أجمعت فيه باقي دول المجلس علي أنها علي رأس قائمة أعداء الخليج.. والخلافات الشخصية والحدودية التي جمدت من قبل سعت الدوحة لتسخينها.. درجة درجة حتي وصلت إلي درجة الغليان الداخلي.
لم تتردد الدوحة في تحريض الشيعة في المنطقة الشرقية من السعودية ولم تتردد في تسريب أماكن وأسلحة قوات التحالف في اليمن وخطط تحركها إلي الحوثيين كما أنها مولت التنظيمات الإرهابية المتنوعة في غالبية الدول العربية وبجانب تصرفات اخري أصبحت قطر خلية سرطانية تهدد الحياة والاستقرار في الخليج وفشلت كل محاولات إعادتها إلي وعيها وعقلها فكان ما كان.. مقاطعة من ثلاث دول في المجلس بجانب دولة مؤثرة مثل مصر.
ولم يأخذ دول المجلس موقفا موحدا من الأزمة.. الكويت حاولت إنقاذ ما يمكن إنقاده.. عمان بدت بعيدة عما يجري.. وقطر مستمرة في العناد.. فلم يكن أمام أمير الكويت سوي أن يطالب بتأجيل القمة القادمة ستة شهور.. ربما.. جاءت الأيام بمعجزة تنقذ المجلس من الانفجار.. وإن كانت كل الأطراف تري أن ليس في السياسة معجزات وإنما حسابات.. والحسابات تؤكد أن الأزمة البسيطة أصبحت كتلة من الأزمات.
لمزيد من المعلومات ولدقة التوثيق يمكن العودة إلي:
رياض نجيب الريس: »‬رياح الخليج»
محمد بدري عيد وجمال عبدالله (تحرير): الخليج في سياق استرايتجي
خالد السعدون: مختصر التاريخ السياسي للخليج العربي
هدي الحسيني: صراع الإرادات علي ضفاف الخليج
محمد السعيد إدريس: النظام الإقليمي الخليجي
وهي مراجع متوفرة علي شبكة الإنترنت


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.