جاء تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية في مارس 1981 كمظومة عربية وإقليمية جديدة جاءت بعدها مجالس مشابهة كالاتحاد المغاربي ومجلس التعاون العربي.. واعتقد ان اغلبها تواري واصبحت جزء من الماضي إلا مجلس التعاون الخليجي الذي جمع الدول الست السعودية والبحرين والامارات والكويت وسلطنة عمانوقطر. وكثير ما كانت تعتري تجربة المجلس عوامل العرقلة الداخلية التي اوقفت كثير من طموحات البداية وبعد 36 عاما اعتقد ان هذه العوامل عرقلت مسيرته ولم يرها المواطن الخليجي بشكل واضح. ومنذ البداية كانت قطر أول من حمل معاول الهدم في جدار المجلس مرة حول الاتفاقية الأمنية واخري حول الاتفاقية الاقتصادية والاتحاد الجمركي والعملة الخليجية.. لكن موقف قطر في عام 9911 واثناء غزو الكويت واو تحديدا عقب الغزو بفترة قليلة بادراج خلاف الحدود مع البحرين في ذلك الوقت وإلا لن تحضر اجتماعات القمة الخليجية التي تعقد سنويا في شهر ديسمبر من كل عام.. وبالفعل ادرج الخلاف في القمة.. أن شاهد ابناء الخليج قمة الكرسي "الخالي" بعدم حضور البحرين في قمة عقدت بالدوحة بسبب تأزم الخلاف القطري مع البحرين بسبب جزر "فيشت الدبل" الامر الذي انتهي لصالح البحرين.. بعدها اختلقت ازمة جديدة بعد خروج أمين مجلس التعاون "الكويتي" الدكتور عبدالله بشاره وطالبت بأن يكون الأمين العام من قطر واحتدم الخلاف في عام 1995 وهي القمة التي استضافتها سلطنة عمان وكانت أول قمة لا يحضرها الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله بسبب ازمة صحية سبقت القمة بأيام وتزامنت مع تقدم السعودية بترشيح الشيخ جميلا الحجيلان أول وزير اعلام سعودي لأمانة المجلس وكان وقتها يشغل منصب سفير السعودية في باريس.. اعتراض قطر لم يكن مفهوما سوي انها تعرقل مسيرة منظومة اقليمية هي الانجح عربيا.. وامام اجماع دول الخليج علي اختيار الشيخ جميل.. وفي الجلسة الختامية انسحب امير قطر من القمة وان الامير الحالي اربك البرتوكول في عادة جديدة علي دول الخليج المحافظة.. وكأنه يقدم بالونة إعلامية للاعلام العالمي غطت بحجمها علي مقررات القمة السنوية.. بعدها لم تسترح قطر الا بعد اختيار الامين العام من قطر وايضا كانت تتم تسريبات مقررات القمة عبر قنوات بعينها لزعزعة صورة المجلس وساهمت هذه التسريبات في كثير من الاحراج لقادة الخليج. ومن هنا كانت قطر سواء في ايام حرب الخليج الأولي بين ايرانوالعراق وفي الثانية مع غزو الكويت والثالثة مع احتلال العراق عام 2003 العامل السلبي في مسيرة مجلس يري الساسة العرب انه المنظومة الانجح في عالمنا العربي بعد ترهل الجامعة العربية.. والآن الشارع العربي يتساءل وماذا عن القمة القادمة ومستقبل المجلس في ظل فشل الوساطة الكويتية وهناك 3 دول قطعت علاقتها مع قطر.. هل سيتم تأجيل القمة خاصة انه عادة يتم اعداد تقريرها في شهر سبتمبر عبر اجتماعات وزارية تستمر شهرين قبل القمة لاعداد جدولها.. اظن وبعض الظن ليس إثما قمة المجلس القادمة لاتزال كما قال لي الدبلوماسي الخليجي الصديق المخضرم لاتزال في مهب الريح بسبب قطر.