التطرف.. سلوك بشري بحت، ولاعلاقة له لا من قريب أو بعيد بالأديان السماوية.. ولكنه يظهر دائما عندما تحاول أي سلطة ضعيفة قمع تلك الأديان من أجل استقرار المجتمعات، ولكنها تتساهل في نفس الوقت مع موجات التطرف »التسونامية« اللاأخلاقية التي تعصف بالمجتمع ، والتي يرفع لواءها دائما الچنرالات من مدعي الثقافة والإبداع وبائعي الاستنارة الوهمية وصانعي »فزاعات« التيارات الدينية السلفية منها أوالإخوانية.. ودائما ينجح هؤلاء »الچنرالات« في صنع التطرف الديني بين البعض، بممارساتهم »الإرهابية«، ولايدركون حتي الآن أن الشعب المصري متدين بطبعه.. سواء علي مستوي الإسلام أو المسيحية.. فالأغلبية الكاسحة من المسلمين والمسيحيين في مصر لن ترضي أبدا أن تتحول مصر بأفكار چنرالات »الاستنارة المزيفة« إلي دولة علمانية. ولعل نتيجة الاستفتاء علي تعديل الدستور كشفت لأبناء الثورة زيف مايردد هؤلاء ، وأعتقد أن هذه النتيجة التي جاءت مفاجأة للجميع -بمن فيهم من قال نعم- انتشلت ثورة 25يناير من الأيادي التي كانت تحاول اختطافها.. فثورة الشعب التي فجرها شباب مصر، نجحت في تغيير النظام الفاسد في زمن قياسي، لأنها تفجرت من قلب الشعب المصري بجميع طوائفه، ذلك الشعب الذي يحاول چنرالات »الظلام« وصفه ظلما ب»القطيع« أحيانا وبالجهل السياسي أحيانا أخري، ويشيعون عنه بأنه لايملك القدرة علي التفريق بين الغث والثمين ، وإنه شعب لايمكنه أن يخطو خطوة إلا ببركة المشايخ! لاأنتمي إلي أي تيار ديني أو علماني ولا أدعو أبدا لمصر خومينية.. ولكني مصري مسلم غيور علي دينه مثل عشرات الملايين من المصريين، وأري في تطبيق »شرع الله« ملاذا آمنا من كل المخاطر التي تحاك حولنا.. ولو أعطي أهل الدين الفرصة للدفاع عن وجهات نظرهم كما أخذها هؤلاء الچنرالات بعيدا عن السجون والمعتقلات، لاكتشف المصريون جميعهم والعالم بأسره ، أن الإسلام براء من التطرف وكل مايدّعون.. ولماذا لانجرب؟.. لقد جربنا الاشتراكية التي أثبتت فشلها الذريع في العالم كله.. وجربنا الرأسمالية التي نهبت أموال الفقراء.. وياأبناء ثورتنا العظيمة.. عزيمتنا وحدها لاتكفي لإنقاذ ثورتنا من أعدائها أو من يحاولون اختطافها، ولكن العودة إلي الله هي طوق النجاة الوحيد من جميع المفاسد التي تحاصرنا من كل مكان.. فلايمكن أن يأتي بشر بفكر أكثر استنارة من الفكر الإلهي.. ولايمكن ان يوصف كل من يرتكن علي »شرع الله« بأنه »ظلامي«.. ولاننسي »روشتة« نجاح الثورات التي وصفها واحد من شيوخنا العظام ، الشيخ الراحل محمد متولي الشعراوي منذ أكثر من 25عاما، عندما قال: »آفة الثائر من البشر.. أن يظل ثائرا.. ويريد أن يقوم بثورة كل يوم.. ولكن الثائر الحق لايظل ثائرا، فهو يثور ليهدم الفساد.. ثم يهدأ ليبني الأمجاد.. والثائر يأتي ليرد المظالم للمظلومين، فإذا أخذت من الظالم وأعطيت للمظلوم.. فاجعل الأثنين بعد ذلك سواء.. ولاتنحاز إلي هذا أو ذاك ومن هنا يأتي الهدوء..« هذه هي نصائح أحد شيوخنا العلماء الأفاضل، وليس كل شيوخنا ظلاميين كما يدعي چنرالات الفساد الفكري.