لن ينسي التاريخ إن الرئيس الاخواني المعزول الملقب بالعياط تتم محاكمته الآن بتهمة التخابر هو والعديد من قيادات جماعته الاخوانية، روايات وأفلام الجاسوسية تروي لنا العديد من قصص التخابر وتستعرض أساليب التجنيد المعروفة.. فتارة يتم اصطياد العميل استغلالا لطمعه في المال، وتارة أخري يتم الإيقاع به بتوثيق علاقاته النسائية وابتزازه، وثالثة يتم أسره إنسانيا وماليا من خلال احتوائه وهو في أسوأ الظروف المادية والمعنوية بعد تعرضه للنصب والاحتيال خارج وطنه فيصبح غير قادر علي العيش في الغربة ولا يستطيع العودة لبلاده فيظهر فجأة من ينقذه ليكتشف أنه وقع في براثن التجنيد، تلك هي أساليب السيطرة المتعارف عليها. وحدها جماعة الاخوان تمارس التخابر من منطلق شرعي، فتصطاد النشء من عناصرها الصغار لتدخله زمرة الأشبال لتبدأ عملية التغييب العقلي الجمعي، وتعاد صياغة مفهوم الوطن في الأذهان، ولتنطلق رحلة الخيانة المشروعة التي تمارسها الجماعة الاخوانية لتفرز أجيالا متعاقبة قد رسخ في ذهنها ان الدولة الوطنية وحدودها القطرية ما هي إلا تقسيمات ادارية تستهدف تفتيت وحدة الدولة الاسلامية التي ينبغي أن تذوب بداخلها الجنسيات والحدود والولاءات. تلك هي الخطورة الكامنة التي تجعلك تمارس خيانة وطنك بنفس مطمئنة، ولم لا وانت تسمو فوق الوطن بمشروعك الاخواني الاممي؟! ولم لا وأنت تتعالي علي الوطن الذي لايمثل إلا حفنة من التراب الممتد علي أرضية المشروع الاسلامي؟! لم يخطئ مهدي عاكف المرشد الأسبق عندما جاهر بعبارته »طز في مصر»، هو لا يقصد السب الظاهري، انه يعبر بوضوح عن مفهوم المشروع الاخواني للوطن وعن عنوان العقيدة الاخوانية تجاه هذا الوطن الذي لا يتجاوز في الوجدان الاخواني إلا مساحة من الأرض الواقعة في زمام الدولة الاخوانية المنشودة، يمارس الاخواني خيانته لوطنه بجلد وإخلاص ودون أن يستوقفه ضميره لحظة واحدة، تنفيذا للتكليف الاخواني الصادر من التنظيم الذي يري ان قوة وتماسك الدولة الوطنية هما عائق حقيقي أمام المشروع الإخواني الاممي، فتبدأ عملية الهدم الشرعي للاوطان لتتجلي أعلي درجات الغباء الإخواني. إذا كانت الدولة الاخوانية المزعومة لابد أن تقوم علي وحدات الدولة القطرية بعد انتهاكها وتفسخها فمن أين سيستمد مشروع الدولة الاخوانية قوته وتماسكه بعدما قام علي اطلال دول تم تفكيكها بفعل التنظيم الاخواني؟!، وكيف سيعاد بناء الدولة الاخوانية من مخلفات واطلال الأوطان؟!، وكيفية اعادة انتاج التماسك والتوحد من رحم الهدم والتفسخ! اذن يترعرع العنصر الاخواني في بيئة فكرية قائمة علي التسفيه من الدولة الوطنية باعتبارها عقبة رئيسية في سبيل قيام دولة الاخوان الاممية العابرة للحدود، إلا أن تلك الأفكار لا تظل حبيسة الذهنية الاخوانية المشوهة بل تتجاوزها إلي الفعل المادي عند صدور التكليف من التنظيم الدولي الذي يضم قيادات غير مصرية، فتجد التنظيم بالكامل قد مارس التخابر مع حماس ومكن عناصرها من تدنيس الأرض المصرية عام 2011 وهي وقائع متداولة بأروقة المحاكم المصرية حتي الآن، شهدت إحدي جلساتها تصريحا علنيا من المعزول مرسي العياط أكد فيه »لو كان التخابر مع حماس جريمة فهذا شرف لي» ليفصح بوضوح عن عقيدة اخوانية مريضة قادرة علي إيجاد المبرر الشرعي لخيانة الوطن. وتستمر الجماعة الاخوانية في ممارسة خيانتها المطمئنة لتضبط عناصرها متلبسة بتهريب وثائق الوطن للكيان القطري بالتنسيق مع قناة الجزيرة وهي قضية منظورة أمام القضاء المصري ومعروفة بقضية التخابر مع قطر، ولا تتوقف خيانة الجماعة عند هذا الحد بل تواصل تلقي التكليفات والتمويلات القطرية والتركية لممارسة ارهابها ضد الدولة المصرية حكومة وشعبا لتتمكن من اغتيال الشهيد هشام بركات في عملية تمت إدارتها داخل غرفة عمليات في اسطنبول يشرف عليها ضباط أتراك دربوا ومولوا جبهة لواء الثورة الاخوانية إحدي أذرع الجناح العسكري الاخواني. أمام هذه الحالة الاخوانية المتفردة بشرعنة الخيانة، تتجلي عملية توثيقها كفرض عين حال علي كل مصري وطني شريف، تبقي عملية التوثيق لتلك الخيانة وضمان انتقالها كوديعة فكرية كجزء من التاريخ المصري الواجب ترسيخه في أذهان الأجيال المتعاقبة، عملية الغرس الذهني للوقائع المادية لممارسة الخيانة كجزء من أدبيات التنظيم الاخواني الي جانب التوثيق الكتابي والدرامي والمسرحي، هذه العملية يجب أن تتم في إطار مشروع قومي لحماية الدولة الوطنية، ولخلق ثقافة شعبية قادرة علي مواجهة أي محاولات اخوانية للعودة لاختراق جسد الدولة، عملية التوثيق يجب أن تقودها الدولة في مواجهة دعوات المصالحة التي تراهن علي الذاكرة الجمعية للمصريين، والتي ترصدها الجماعة لمحاولة التسلل الي مساحة النسيان التي أصابت تلك الذاكرة. ابدأ بنفسك، وانعش ذاكرتك، ولاتنس ممارسات الجماعة للتخابر في السراء والضراء، مارستها مع حماس لاسقاط الدولة المصرية والانقضاض علي الحكم، ومارستها مع قطر في الطريق الي الحكم، واستدعت مدير المخابرات الحربية القطرية لمساندتها في مواجهة المرشح أحمد شفيق في لقاء رصدته الأجهزة المصرية بالعقار 199 طريق المطار، ومارستها أثناء الحكم بتسريب وثائق الأمن القومي المصري لقطر، ولاتزال تمارسها في الدوحةواسطنبول ولندن بعد عزلها من الحكم.. انه منهج واضح للخيانة المطمئنة، انها الخيانة المشروعة!