هاني شنودة: أين المنتجون الذين يتبنون المواهب؟ صابر الرباعي: برامج المواهب الغنائية حققت نتائج إيجابية كثيرة ناصر الجيل: برامج المواهب لم تصنع أي نجوم حتي الآن رغم أن الساحة الغنائية ليست بحاجة لمزيد من الاصوات بسبب قلة وانحدار الإنتاج الموسيقي في مصر والوطن العربي، إلا أن برامج اكتشاف المواهب الغنائية قد فتحت النار علي الساحة بتخريج أجيال كثيرة ما بين الحين والآخر ومواهب لا نُنكر أنها تستحق التواجد ولكن مع الأسف الكثير منها يظل حبيس الأدراج لعدم وجود مُنتج يتولي تقديمه بالشكل الصحيح والدليل هو اختفاء الكثير من خريجي هذه البرامج ومن بينهم محمد عطية ومروة نصر ونسمة محجوب وميرنا هشام وصابرين النجيلي وغيرهم وغيرهم من الاصوات المميزة، ورغم سطوع نجم بعض المواهب مثل احمد جمال وكارمن سليمان ومحمد عساف إلا أن وجودهم علي الساحة غير مؤثر بالدرجة التي تجعلهم يتنافسون مع نجوم مثل تامر حسني ومحمد حماقي.. »دنيا الفنون» إستعانت بآراء الكثير من صُناع الموسيقي واهل المغني والتحقيق التالي لنكشف لكم إن كانت برامج المواهب الغنائية حققت الهدف الذي قامت من أجله أو أنها مجرد فكرة لتحقيق المكاسب المالية فقط. كانت البداية مع الملحن حلمي بكر والذي أبدي رأيه في فكرة برامج إكتشاف المواهب الغنائية وقال: »المواهب التي شاركت في برامج المواهب الغنائية ليس بهم أحد قدم شيئا مهما للجمهور والعملية أصبحت مصنعة فكيف يتم اختيار مواهب لتشارك في هذه البرامج من خلال لجان التحكيم ومن ثم يتطور الموضوع ليُصبح ساخن ومن ثم الجهة المسئولة عن البرنامج هي التي تتحكم في النتيجة من خلال التصويت، وهذا الامر أشبه بمثابة نُكتة». وتابع مُتحدثا عن رؤيته لما حققته مواهب هذه البرامج وقال: »كانوا ممكن يكونوا نجوما أفضل مما هم عليه الآن أفضل بعشرات المرات، فلو لديهم أحد يتحمل إنتاج اعمالهم الغنائية وقنوات شرعية لهم كان الأمر اختلف معهم، إنما للاسف القنوات العارضة تنتهي من البرنامج ومن ثم تبيع الأصوات للمنتجين الذين يقومون بإستغلال الأصوات في اللايف فقط ويحصلون علي مكاسب كبيرة من ورائهم، وشركة بلاتينيوم ريكوردز كان ممكن يكون لها دور فعال ولكن للاسف لم يعد كذلك، فهم يقرأوا المطرب بشكل غير صحيح خاصة أنه من المفترض أن يبدأ المطرب مسيرته عند نهاية حلقات البرنامج وليس فكرة تقديمه وتركه دون الإنتاج له أوإظهاره علي الساحة الغنائية». وعن رؤيته للمواهب التي تخرجت من برامج اكتشاف المواهب الغنائية وحققت انتشارا وفكرة إصابتهم بالغرور.. فيقول حلمي بكر: »هناك احمد جمال وكارمن سليمان ومحمد عساف متميزين، ولكن للاسف بعض المواهب الأخري يصابون بالغرور وأعضاء لجان التحكيم يجعلونهم يقرأون أنفسهم بشكل خاطئ، فالعملية أشبه بالتوك شو ومن يشاركون في لجان تحكيمها ليسوا مسئولين أومتخصصين، وحينما نري أن بعض أعضاء لجان التحكيم يقولون لبعض المواهب إن أصواتهم أفضل من أم كلثوم.. فكيف يكون هناك متخصصون في الأمر!». فرص ضائعة أما الشاعر الغنائي أمير طعيمة والذي شارك في برنامج »ستار أكاديمي» فيتحدث عن رأيه في هذه البرامج ويقول: »ما يُثار عن هذه البرامج من زاوية واحدة وهي من يكمل علي الساحة ومن لا يُكمل ولكن الموضوع لابد أن يكون بشكل منطقي لأنه أحيانا يخرج لنا 70 أو80 صوتا كل عام، وطبيعة السوق لا تستوعب هذا الكم، لذا فمن يُكمل هوالقادر علي النجاح، وموضوع تعرض بعض المواهب للظلم كلام فارغ لأننا لونظرنا للأمر بمنطق.. فأين كانت هذه المواهب قبل اشتراكها ببرامج اكتشاف المواهب؟ والإجابة هي أنه لم يكونوا معروفين، لاسيما ان المواهب لم تكن موقعة مع أي شركات إنتاج قبل الظهور في هذه البرامج، فالموهبة هي المستفيد في النهاية لأن الاشتراك في برامج المواهب ووصولها للمراحل النهائية لا يعني أنك تمتلك مقومات النجومية بل قد تكون المواهب التي وصلت للنهائيات هي أفضل الموجودين في الموسم الجاري علي سبيل المثال». وأضاف قائلا: »لا أدافع عن هذه البرامج ولكنني أري الموضوع بشكل منطقي، فمحمد شاهين خريج ستار أكاديمي موجود علي الساحة وكذلك مينا عطا يُقدم الآن برنامجا علي الراديو واحمد جمال فسخ عقده مع شركة بلاتينيوم وأنتج ألبوم لنفسه وجار العمل علي ألبومه الجديد ومحمد عساف وراؤه جيش وفريق عمل يدعمه بأفضل شكل ممكن، فهذه المواهب تحت المجهر وموجودة علي الساحة وكذلك الأمر بالنسبة لكارمن سليمان، ولكن لا نُنكر أن هناك مواهب أضاعت علي نفسها فرصا عظيمة وانا شخصيا هناك ثلاثة مواهب جلبت لهم فرصا لوعُرضت علي نجم موجود علي الساحة منذ عشرين عاما لقبلها بالتأكيد ولكنهم رفضوا الفرص بسبب رؤيتهم للموضوع بشكل خاطئ ولمجرد أوهام يعيشونها علي السوشيال ميديا». أين المنتجون؟ أما الموسيقار هاني شنودة.. فيتحدث عن رأيه في برامج اكتشاف المواهب ويقول: »أري أن المواهب تنتهي نهاية غير منطقية، فالمنطق بالنسبة لي يقول أن الحكام لابد أن يكون بينهم منتج بحيث لوظهرت موهبة جيدة يُنتج لها البومات ويضعه علي الطريقة الصحيحة، فمثل هذه البرامج حينما يقدموها في أمريكا تكون الموهبة تعرف مصيرها منذ البداية بأنها ستعمل في إحد الفنادق وتغني هناك أوسيتم إنتاج ألبوم لها وما إلي ذلك.. فلماذا لا نقوم بمثل هذه الأشياء في مصر طالما أننا نأخذ نُسخا من البرامج العالمية ونقدمها في الوطن العربي، وبدلا من أن يكون الحُكام كلهم مُطربين أفضل أن يكون بينهم منتج وملحن وشاعر.. فكيف نأتي بمطرب يحكم علي مطرب، كما أنني لم أشترك في مثل هذه البرامج من قبل ولكن لو اشتركت أفضل أن يكون إلي جانبي منتج مهم مثل محسن جابر إلي جانب أحد الشعراء وهذه هوالمسار الصحيح لهذه البرامج من وجهة نظري». مرتبة ثالثة ومن ناحية أخري استعننا برأي الشاعر الغنائي ناصر الجيل والذي أكد علي فكرة : »برامج المواهب تساعد علي ظهور أصوات كثيرة والساحة أصبحت مليئة ولكنها لا تصنع نجوما، فهي بمثابة تسليط ضوء لفترة معينة علي بعض الأصوات خاصة أن هناك فرقا بين تسليط الضوء علي صوت مميز وبين صناعة نجم وهي تحتاج دراسة للصوت وتقديمه بشكل مختلف وجديد عن المطربين الموجودين علي الساحة، ولكن ظهور مطرب صوته مميز فالساحة مليئة بأصوات مميزة، فهذه البرامج لم تصنع نجما كبيرا نقول عنه إنه ينافس تامر حسني أومحمد حماقي أوشيرين عبدالوهاب، فهذه المواهب التي تخرجت من البرامج في المرتبة الثالثة أوالرابعة وهم موجودون دون تأثير وكأنهم لم يفعلوا شيئا، وبرامج المواهب أشبه بالجلسات الغنائية، فنحن لا ننكر أنها تُظهر أصواتا مميزة ولكن ما الذي تفعله هذه البرامج للمواهب بعد انتهائها». ومن ناحية أخري أشار الجيل إلي أنه قد افتتح شركة انتاج موسيقي جديدة وتبني فيها ثلاثة أصوات من بينهم رحاب صالح خريجة برنامج »ذا فويس» وذلك كبداية لتبنيه عدد من الأصوات المتميزة علي الساحة ومن المقرر طرح كليب جديد لها من إنتاجه خلال أيام. أكذوبة ويتحدث الملحن محمود الخيامي عن رأيه في برامج اكتشاف المواهب ويقول: »برامج المواهب مجرد أكذوبة وهي عملية متاجرة بمواهب حقيقية من أجل نسب مشاهدة للبرنامج ومن ثم تركهم، فنحن لا نُنكر أن هناك أصواتا مميزة كثيرة ظهرت وحتي من يحصلون علي اللقب لم يحققوا شيئا إلا حالات بسيطة اجتهدت وحققت ذاتها، والموضوع كله بمثابة مُتاجرة بأصوات ومواهب وقضايا سياسية علي حسب البلد التي بها أحداث صعبة أكثر في الوطن العربي».. وتابع الخيامي قائلا: »لو أننا سنصرف علي موهبة من التي تتخرج من هذه البرامج نصف تكلفة حلقة واحدة من حلقات هذه البرامج فسوف تُحقق الموهبة ذاتها وسوف يُصبح نجما له شأنه في الوطن العربي وذلك مُقارنة بالدعاية والرعاة اللذين يدخلون علي هذه البرامج، فالمواهب لم تجد أي مجال لنفسها بعد الخروج من البرنامج بل أنهم لا يجدون أنفسهم إلا بمثابة فقاعة تختفي مع الوقت، وهناك جزء آخر من المواهب التي تتخرج من هذه البرامج تُصاب بالغرور ويضعون في خيالهم أنهم يبدأون في الإختيار ويُبدي رأيه ويحسب أن صُناع الموسيقي في الوطن العربي بحاجة إليه، فميسي ورونالدو وهما أعظم موهبتين في الكرة الارضية لا يصح أن يلعبان دون مُدرب، لذا فأقول إن الموهبة وظيفتها الغناء فقط ومن الضروري البحث عن شخص يفهم ويُقدر يقوم بوضعه علي الطريق الصحيح». دعاية كما استعنا برأي إحدي خريجات برامج المواهب الغنائية وهي السورية رويدا عطية خريجة برنامج »سوبر ستار»، فرغم أنها تعترف بفضل هذا البرنامج عليها وانه حقق لها قاعدة جماهيرية كبيرة، إلا أنها في الوقت نفسه تري أن برامج اكتشاف المواهب في الوقت الحالي أصبح للدعاية فقط، مؤكدة أن هُناك الكثير من المواهب تتعرض للظلم لعدم التقييم الجيد لمواهبهم والخروج المُبكر. فرصة مميزة وجاء رأي النجمة اللبنانية باسكال مشعلاني لتؤكد أن برامج اكتشاف المواهب الغنائية فرصة مميزة لانتشار المواهب والظهور علي الساحة، مؤكدة أهمية أن تُكمل الموهبة طريقها بعد الخروج من البرنامج كي لا تتوقف ولا يضيع معرفة الجمهور بها من خلال الفرصة التي تحصل عليها الموهبة بالظهور في هذه البرامج هباء ودون جدوي.