يوما بعد يوم تثبت برامج اكتشاف المواهب الغنائية أنها السقطة التى حدثت فى تاريخ الغناء العربى، لم يعد المطرب يحتاج إلى إثبات نفسه أو التطلع لفرصة للغناء لكن بمجرد اشتراكه فى إحدى مسابقات الغناء ضمن ظهوره على الشاشة - فى رأيه - هى فرصته الجهنمية التى لن يجد غيرها، لكن هذا الظهور مرتبط بمقبرة فنية اسمها "اكتشاف النجوم"، للأسف تحول الأمر من اكتشاف صوت متميز لمسابقة لإلهاء الجمهور ووسيلة ليفرد النجوم عضلاتهم خاصة وأن لجان التحكيم يتم اختيارها على أساس النجم المتفرغ 4 أشهر للسفر مع فريق العمل وليس على أساس النجومية ليصل الأمر أحيانا أن تكون لجنة التحكيم أقل فى مستواها من أصوات المتسابقين، ووصل الأمر إلى صراع سياسى أصبح على لجنة التحكيم أن تضع فى اعتبارها الدولة التى يشارك من خلالها المتسابق وليس فقط موهبته الغنائية. كواليس برنامج "أراب أيدول "كشفت تجاوزات هذه البرامج.. الأمر لم يتوقف فقط عند مجرد اختيار أصوات جديدة لتدخل التحدى وتخوض المغامرة لاختيار أصوات بل أصبح سبوبة كاملة تبدأ من الدعوة السرية لهذه الأصوات، وبعدها اختيار نجوم معينين لعضوية لجنة التحكيم، فما حدث بين الخليجية أحلام واللبنانى راغب علامة فى المواسم السابقة لأراب أيدول أكد أن أحلام دخلت البرنامج بأموالها مما دفع راغب للاعتذار عن عدم المشاركة فرغم الانتقادات الكثيرة التى تواجهها لم تتمكن إدارة البرنامج من الاستغناء عنها، وتم استبدال راغب بوائل كفورى وهو الأمر الذى تعجب له الجميع خاصة وأن كفورى كان أحد أعضاء برنامج "إكس فاكتور" على قناة منافسة. المواسم السابقة لأراب أيدول أخرجت أصواتا متميزة لكنهم غير موجودين على الساحة الآن، وللأسف هذا حال كل البرامج، فما حدث مع برنامج ستار أكاديمى الذى أخرج 10 أصوات من بينهم محمد عطية، تعاملت معه القناة على أنه نجاح سياسي، وهو ما يصل لنتيجة واحدة أن هذه البرامج أصبحت وسيلة لجمع الأموال من الجمهور والنتيجة محسومة قبل بدايتها . للأسف العديد من خريجى هذه البرامج لا يجدون سوى الملاهي الليلية لعجزهم عن الوصول إلى شركات الإنتاج الموسيقية الكبيرة وهو الأمر الذى يفترض على تلك البرامج أن تفعله وتوفر لهم فرصة عمل لكنهم للأسف يفتقدون للمستشار الفني والشركات القوية التي تساندهم وتضع أقدامهم على أول الطريق الصحيح، حيث يتحولون إلى ضحايا جدد لتلك البرامج التي لا تهدف سوى للربح المادي. أحمد جمال أحد خريجى برنامج "أراب أيدول" فى موسمه الماضى قال إن البرنامج كان وسيلة لتعريف الجمهور به ورغم أنه لم يحصل على لقب أراب أيدول الذى حصل عليه محمد عساف لكن ساعده كثيرا على التواجد على الأقل حقق نجومية فى مصر، وأكد: لولا أننى حاولت بقدر الإمكان التواجد وعمل مخطط فنى لنفسى ما كان شعر بى أحد. نجومية زائفة المطربة نسمة محجوب نجمة ستار أكاديمى قالت البرنامج أعطانى الفرصة للتواجد وإثبات نفسى وهذه البرامج تقبل المشترك الذي لديه مستوى معين من الموهبة وتعمل على صقلها ولكن أثارها السلبية أن هناك من يتم إيهامهم بالنجومية الزائفة من خلال تلك البرامج، فعالم الفن عالم صعب وطريقه طويل ولابد للفائز في هذه البرامج أن لا يوهم نفسه أّنه بمجرد فوزه قد وصل إلي القمة. الشاعر الكبير جمال بخيت اعتبر أن هذه النوعية من البرامج "مهزلة " وبمعنى أدق وسيلة رخيصة لجمع المال وفى النهاية "السياسة" هى الوحيدة التى لها الكلمة الواضحة فى اختيار المتسابق، والدليل ما حدث العام الماضى فى برنامج أراب أيدول بفوز محمد عساف لأنه فلسطينى الجنسية والغريب أنه قبل غلق باب التصويت كانت الرئاسة الفلسطينية نصبته سفيرا للنوايا الحسنه وهذا دليل أن الصوت الجيد ليس المعيار لاختيار الشخصيات. القنوات لا تخسر أما الملحن حلمى بكر فقال إن استمارة الاشتراك فى برامج المسابقات ثمنها 80 جنيها يشارك فيه أكثر من 10 آلاف مشترك يتم التصفية فيما بينهم، وبعدها يتم التصفية لحلقات معروضة وأخرى غير معروضة لينتهى الأمر بتحصيل إيرادات للقناة .