في الآونة الأخيرة دأبت فئة ممن ليس لديهم نصيب من خلق ولا حظ لهم من ادب بالتطاول علي مقام شيخ الأزهر مع كونه إمام المسلمين وشيخ الإسلام بلا منازع وهذا التطاول وتلك الإساءات إنما تدل علي إفلاس أصحابها وخبث نواياهم وتعريهم عن الأخلاق الكريمة التي تمنع أصحابها عن الإساءة إلي الآخرين فكيف إذا كان الذي أسيء إليه هو شيخ الإسلام وأمام المسلمين؟ لقد عرفه العالم كله الغرب والشرق معا بوسطيته واعتداله وحسن خلقه واستقامة فكره ورجاحة عقله وعفة لسانه وطهارة يديه واخلاصه لوطنه وحرصه علي تحقيق السلام العالمي بين بني البشر جميعا وسعيه الدائم لغرس قيم التسامح والمحبة بين الناس جميعا وإيمانه التام بان الاختلاف بين بني الإنسان سنة إلهية تدعو إلي التعاون والتعارف والتآلف وهذا أمر شهدته الأوساط العالمية من خلال جولاته في أوربا وآسيا وإفريقيا مما جعل كثيرا من رؤساء الدول الغربية يشيد بجهود فضيلته في عرض الصورة الصحيحة للإسلام ومطالبة هذه الدول لشيخ الأزهر بأن يقوم الأزهر الشريف بتعليم وتدريب الأئمة والدعاة من بلادهم كي يطمئنوا علي فكر هؤلاء وتعلمهم لوسطية الإسلام من مناهج الأزهر بل إن بعض رؤساء الدول في آسيا أصدر قرارا بأن تكون محاضرة فضيلة الأمام الأكبر التي ألقاها بمثابة منهج يدرس لأبناء هذه الدولة في مدارسها. أفبعد هذايحلو لهؤلاء المغرضين أن يدعوا زورا وكذبا أن شيخ الأزهر مقصر في مهامه ؟ وأنه لم يقم بالواجب المنوط به في مواجهة الإرهاب والتطرف؟. أغفل هؤلاء أم انهم يتغافلون متعمدين عن المؤتمر العالمي الذي دعا له فضيلة الأمام الأكبر رؤساء الأديان والطوائف ورؤساء الكنائس الشرقيةوالغربية لمعرفة وتحديد الموقف العالمي من التطرّف والإرهاب وذلك في عام 2014 وقد خرج المؤتمر بمقررات وتوصيات كانت محل تقدير العالم كله والإشادة بدور الأزهر في مواجهة التطرّف والإرهاب. هل صمت آذان هؤلاء فلم تسمع إشادة العالم بالمؤتمر الأخير الذي عقده الأزهر علي أرض مصر الحبيبة تحت عنوان المواطنة والحريات والذي حضره 600 شخصية دولية بما فيهم رؤساء الكنائس في البلاد العربية وأصدر فيه الأزهر الوثيقة المشهورة التي تحدد المساواة في الحقوق والواجبات لجميع المواطنين بصرف النظر عن العقيدة والعرق والمذهب. وغير ذلك كثير وكثير مما يقوم به شيخ الأزهر من تحقيق وحدة المواطنة والحرص علي تماسك لحمة النسيج الوطني والعمل علي استقرار الوطن وما تجربة بيت العائلة من المنصفين عنهم ببعيد. إن مهاترات هؤلاء الغوغائيين وصياحهم في وسائل الإعلام ليلا ونهارا لا يزيدهم في نظر العقلاء إلا صغارا واحتقارا. فكيف إذا كانت تلك المهاترات تتعلق بقامة وقيمة اتفقت الدنيا كلها حكاما ومحكومين علي تقديره واجلاله واحترامه بل اجمعت جميع الأوساط الدينية والعلمية بل والدوائر السياسية علي ذلك. وان أردت دليلا علي ما اقول فإن اجماع علماء المسلمين في العالم وحكمائه علي اختياره رئيسا لمجلس حكماء علماء المسلمين خير دليل. ان مقام شيخ الأزهر أكبر من ان تنال منه اقلام هؤلاء او تسلقه السنتهم الحداد وماذا يصنع من نطح برأسه الجبل الأشم او الصخرة الصلبة الا ان تتكسر عليها رأس ناطحها ؟ وماذا تصنع رغوة الباطل امام الحق الصراح ؟ والشيء من معدنه لا يستغرب وكل اناء بما فيه ينضح وهل تتوقع ممن لا يذوقون طعم الأدب قدرا من الأدب ؟ كلا ففاقد الشيء لا يعطيه. نحن نعلم ان اقلام اعداء الازهر تسيل قذي وألسنة السفهاء تخوض في حق شيخه الجليل لكن شأنه دائما انه يتسم بالادب الجم موكلا أمره لعلام الغيوب الذي لا تخفي عليه خافية. أقول لهؤلاء اتقوا الله في مصر وخافوا ربكم في الوطن إن كُنتُم تملكون ذرة من الوطنية واحذروا عقاب الله وشدة انتقامه فإن لحوم العلماء مسمومة وأرض الناس مصونة وباطلكم الذي تصيحون به في نواديكم لا يقوي أبدا علي مجابهة الحق الذي يملكه غيركم وصخبكم حوله إنما هو من قبيل صرير الأبواب أو طنين الذباب وخداعكم للشعب المصري الأصيل بشعاراتكم البراقة إنما هي كخيوط بيت العنكبوت لا يقيكم بردا ولا يدفع عنكم حرا (وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانا يعلمون). حفظ الله مصر وحماها من كل سوء وحفظ رئيسها وولاة الأمر فيها وحمي الله الأزهر الشريف ورد عنه حقد الحاقدين وبارك الله لنا في شيخه الجليل.