الحلول المسكنة ربما تؤجل انفجارا أكبر للمشكلة.. ومن ينظرون إلي التسكين متهمون بالتردد أو الخوف من اتخاذ قرارات جذرية لازالة المشكلة من الأصل لأسباب كثيرة هم أعلم بها! أن تمد الأندية يدها للمجلس القومي للرياضة، أو أن تطلب المساعدة من السيد المحافظ أو المحافظين أو ان »تشحت« من رجال الأعمال، أو من محبي النادي في الخارج.. ان تفعل كل هذا لسد أفواه اللاعبين المغترفين أو لملء جيوبهم من الأموال.. فهذه هي المأساة لأن الأوضاع لا يمكن لها أن تتحسن وإنما ستزداد سوءا. منذ أيام أعلن المهندس حسن صقر رئيس المجلس القومي للرياضة أنه لن يقف ساكتاً أمام نظام الانحراف الكروي، وانما سيتدخل مع اتحاد الكرة بمشاركة الأندية لتصحيح المسار الاحترافي الذي لا يطبق أو ينفذ منه غير انتقالات اللاعبين وهو ما يطلقون عليه موسم الاغتراف. لن ينفع الاتحاد السكندري أن يتلقي دعماً مالياً.. ولن يكفي الاسماعيلي ان تتدفق عليه الاموال اليوم، وتنقطع غداً.. ولن يتمكن المصري من الاستمرار واقفاً علي قدميه اذا خلع كامل أبوعلي.. ولن يكون بمقدور الأهلي والزمالك ان يستجيب لمتطلبات الاغتراف في ظل امكانياتهما المحدودة حالياً، حيث سيأتي يوم اذا بقي الحال علي ما هو عليه يصرخان فيه بأعلي الأصوات بسبب ضيق ذات اليد. الدنيا تغيرت.. ولابد من الاسراع بمبادرات فردية للأندية الجماهيرية بتكوين أو إنشاء شركات مساهمة لكرة القدم، منفصله تماماً عن أي انشطة أخري داخل النادي. هذه الشركات لن تدار بالعواطف، أو بردود الأفعال الجماهيرية، ولا بالأهواء والميول الشخصية، وانما ستخضع لأصول »البزنس« الذي يضمن النجاح. ولعل المهندس حسن صقر اكد اكثر من مرة ان ادارة الاندية الحالية تستطيع ان تمضي علي هذا الطريق دون انتظار للقانون الجديد الذي يحلو للبعض أن يتخذ منه شماعة لابقاء الأوضاع السلبية المتدهورة علي ما هو عليه. اذا كان اتحاد الكرة حريصاً علي الأندية واللاعبين الذين يرعاهم بحكم مسئوليته، فكيف له ان يخترع، أو ينشق عن اللوائح التقليدية فيما يخص قيد وانتقالات من تقل أعمارهم عن 12 سنة، بأن جعل فترة قيدهم لمدة اسبوع واحد.. صيفاً في يوليو وشتاء في يناير. هذا الاسبوع مضي وولي.. وانتهي في 7 يناير، ليجد عدد كبير من اللاعبين أنفسهم في الشارع لأن قوائم الدرجة الأولي مكتملة، وكان يمكن قيدهم في الشباب. بالتأكيد.. لاتحاد الكرة وجهة نظر ولكنها اياً كانت غير منطقية، وينبغي دراسة الأمر من جديد حتي لا يجد نجوماً للمستقبل، وقد جلسوا علي »الكافيهات« لأنهم لم يجدو نادياً. المشهد الحالي يشير إلي أن الشغب لم يعد يصدر من بعض الجماهير في المدرجات فقط، وإنما من مديرين فنيين ومدربين وربما مسئولين مشهورين.. ويتساءلون: »لماذا يزيد التعصب«.. زمان قالوها: »اللي ما يشفش من الغربال.....« ولا مؤاخذة!.