لا يمكن أن أقبل من شخص أمرا يريد أن أقوم به وهو يرفض القيام به فلو كان فيه خير لي لما جعلني أصل له قبله لأن طبيعة جميع خلق الله هي حب الاشياء لأنفسهم قبل أن يقدموها للآخرين مهما كان هذا الشئ بسيطا جدا ومن الطبيعي أن يكون هذا الأمر يشمل بني البشر. يوم الأحد الماضي يضرب الارهاب مصر العروبة عن طريق انتحاريين ولا أريد أن أتكلم عن أمر مفروغ منه ويعرفه الجميع وهو صلابة الشعب المصري الذي وقف وقفة رجل واحد وقد شاهد العالم الصور التي توضح تلاحمهم وتكاتفهم رغم اختلاف انتمائهم الديني. التفجير ليس حكرا علي منطقة محددة فقد حدث في الكويت وفجر الانتحاري نفسه في أحد المساجد والناس تصلي صلاة الجمعة وحدث أمر مماثل في أكثر من مسجد في المملكة العربية السعودية حتي إن المدينةالمنورة لم تسلم منهم وحاولوا التفجير في المسجد النبوي الشريف. وبما اننا متفقون علي أننا نحب الخير لأنفسنا قبل أي بشر مهما كان قربه لنا فإنني أريد من كل شخص يفكر بأن يقوم بعملية انتحارية بأن يسأل نفسه إن كان هذا الفعل سيدخله الجنة فلماذا لا يطلبها من أقنعه بهذا الفعل لنفسه أو لأحد أولاده. الارهاب لا دين له ولكنه له كثير من الادوات التي يستغلها ومن أفضلها الاغبياء الذين لا يملكون عقولهم وربما يكونون من الشاذين الذين يقتنعون بأن السبيل الوحيد للتطهير من ذنوبهم والعار الذي لحق بهم هو التفجير بأنفسهم. أدام الله من كان يملك عقله ليفكر به ولا دام من كان عقله شبيها لعقل البهائم التي لا تستطيع ان تسأل ماذا يراد منها.