بالطبع لدى بعض أدوات الحرية لأتقبل الحالات الشاذة في المجتمع، وهو ما يدفعني لعدم الاهتمام بقضية موافقة الولاياتالمتحدةالأمريكية على زواج المثليين، إعمالا بمبدأ "طالما كان الأمر بعيدا عن مؤ... فأنا لا أهتم"، مع اعتذاري الشديد بالطبع للشعب المتدين بطبعه، الذي قد يجد البعض منه اللفظ ثقيلا عليه، والذي يتهمني الأن ب"السفالة"، خاصة وأني لم ولن أقف أسب الشواذ وأدعو لحرقهم أحياء. الشاذ يرافقه لفظ مصري عامي لا استطيع قوله بسبب الرقابة، وهذا نتيجة رؤية المجتمع لكل شيء لا يسير مع ناقوس الطبيعة، وهذا بالطبع لا يجعل أحد يتساءل عن أي ظروف غير طبيعية تعرض لها الشاذ أو تعرضت لها الشاذة، وجعلتهم هكذا، حتى ولو كان مرضا وراثيا أو حادث تعرض له أحد منذ صغره، أو هرمونات مختلة في جسده، ولكن هذا لا يبرر له أن يعيش وسط البشر الأخرين، بل يجلد بالسياط. لا أدعو لزواج المثليين في مصر، لأني كمسلم ملتزم بشريعة الله لا أوافق على هذا الجرم الاخلاقى ، ولكن أحلل قليلا موقف المصري المشاهد لموقف أمريكا، فلو تحدثنا بالعقل بعيدا عن الديكتاتورية الفكرية، سنجد أن هناك شواذا كثر في مصر، وفي العالم أيضا، ولكن الفرق بين مصر وواشنطن هو أن الأول يحدث في الظلام، والثاني أصبح يحدث في النور، ولكن الخطيئة واحدة، وبالفعل هي خطيئة وتهز عرش الرحمن، ولا يقبلها دين أو تقبلها فضيلة. حديثي عن الحرية وليس عن استباحة شيء يرفضه الله عز وجل وتهتز له السماوات والعرش العظيم ، وأقول الله وليس المجتمع، لأن المجتمع لا يعجبه شيء، ولا يرضيه أمرا، فالحرية وصلت إلى الدول، وتترك كل من يريد فعل شيء أن يفعله، طالما لا يعكر السلم العام، أو يدمر أملاكا خاصة أو عامة، وما دون ذلك فلك الحرية، أما في مصر فأنت في مصب سهام النقد والتخوين والتكفير طالما كنت ضد مبدأي أو مذهبي أو فكري، وهو ما يجعل المواطن يسب الشاب الذي يقبل يد حبيبته لأنه "مش راجل"، ولكنه يذهب لمنزله ويجد "شبشب" زوجته مرفوعا لو أخطأ، وأيضا يتهم من لا يذهب إلى المسجد أنه غير متدين، رغم أنه يذهب إلى المسجد ليقال عنه ورع، وأثناء ذهابه يسلي نفسه بالنظر للكاسيات العاريات، وبالطبع لن اتحدث عن براعته في الحديث عن الدين ولو اختلى بنفسه لشاب شعر الجنين في مهده هولا مما رأى من الشخص الورع. رفض الحالة الشاذة لا يعني عدم وجودها، بل يعني تركها لتزيد، ودعاة الحرية بزواج المثليين في مصر ليسوا على حق، لأن مصر دولة متدينة شعبا وقيما وسلوكا ، ولكن السب لمجرد الاختلاف هو الخطيئة، فبدلا من هذا ضعوا خططا لمواجهة الظاهرة، ولا تجعلوا الأمر للمرضى جرما، بل عالجوا الامر صراحة بدلا من الإنكار، لأن الشذوذ فكر وليس فعل، فالفعل يحدث في الظلام، أما الفكر فأصبح بلا ضياء ينير الطريق أمام الحرية الحرية الملتزمة بشرائع الله عز وجل. .