يبدو ان بعض الحكام الذين يديرون مباريات كرة القدم يخافون.. ويترددون.. وبالتالي يرتكبون »مصايب« من شأنها ان تثير البلبلة في الوسط. ولان ما سيأتي في منافسات الدوري سيكون اصعب واخطر فان الوضع ينذر بازمات ومشاكل لا حصر لها لاسيما في ظل تقارب المستويات.. اذ لم يعد هناك فوارق كبيرة كما كان في الماضي.. كما لم يعد احد يجزم بان هذا الفريق سيفوز.. وذلك سيخسر. خطأ الحكم اذا جاء علي هوي مدرب فلن يتكلم.. واذا جاء ضده سيصرخ، ويملأ الدنيا عويلا. والعجيب.. ان انصار النادي الذين يستفيد فريقهم من »بلاوي« حكم يصمتون وربما يدافعون عنه.. اما المضارون فليضربوا رؤوسهم في »الحيط«. امام هذه الازمة التي دفعت العديد من الاندية للاعتراض علي التحكيم- ولها الحق- والتلويح بالانسحاب او الاعتماد علي حكام من الخارج.. اقترح علي اتحاد كرة القدم ان يتعاقد مع اربعة او خمسة حكام اجانب يتواجدون مع زملائهم من المصريين حتي نهاية الموسم. ويكون اسناد المباريات الحساسة للاجانب، والاخف وطأة، او تلك التي لا تحمل في خباياها ازمة او مشكلة للحكام الوطنيين. ان دراسة مثل هذا الاقتراح يمكن ان تأتي بثمار ايجابية ليس لضمان العدالة التي غابت عن بعض المباريات.. بقصد او بدون قصد، وانما لحماية الملاعب من كوارث يمكن ان تقع وتؤدي الي »فضايح«. والواقع.. ان كثيرا من الدول التي تعاني من مشاكل تثار حول التحكيم استعانت باطقم حكام اجانب لتيسير الصعب في مباريات منافساتها، وهو امر لا يعني تقليلا من شأن الحكام الوطنيين، وانما يعني تخفيفا من الضغط الذي يقع عليهم، و»يجرجرهم« لارتكاب اخطاء مؤثرة في نتائج بعض المباريات. لم تعد تمر مباراة دون ازمة.. ودون الدخول في تفاصيل هذه الاخطاء المتكررة، فانه يكفي الإشارة الي ان بعض الحكام- وليس كلهم- يقعون تحت تأثيرات الضغوط الاعلامية الشديدة. فتتأثر قراراتهم.. وتهتز.. وتنهار معهم سمة العدالة التي يقوم عليها اي تنافس شريف. ولعل تلاحق المباريات لم يعد مشكلة لفرق الدوري، بقدر ما هو أزمة للحكام الذين ليس بمقدورهم ان يستعيدوا توازنهم وثقتهم في انفسهم، او دراسة اخطائهم. الامر اذن بحاجة الي »وقفة« يتم بمقتضاها الاستعانة بالاجانب الخواجات.. ليقيموا.. وليس دعوتهم لكل مباراة علي حدة.. فربما كان لوجودهم مزايا اكبر من مجرد ادارة لقاء صعب. الشطارة.. في الادارة ولا مؤاخذة!