يبدو أن فريق اليوفنتوس الإيطالي لايزال يعاني بشدة من توابع العقوبات القاسية التي تعرض لها في بداية هذا الصيف وعلي رأسها هبوطه للدرجة الثانية وخصم 17 نقطة من رصيده بعد ثبوت تلاعب مسئوليه في نتائج مباريات الدوري خلال الموسمين الماضيين .فالفريق حتي الآن غير قادر علي استعادة توازنه بل وواصل تخبطه وسط أهل الظل علي الرغم من فارق الإمكانات الفنية والبدنية والخبرة بين الطرفين. ومن هنا باتت الأنظار تتجه للمدير الفني الفرنسي ديديه ديشامب مدرب الفريق لمعرفة حقيقة ما يحدث، وهل هناك آمال في استعادة السيدة العجوز لرونقها مرة أخري لاسيما بعد رحيل عدد من لاعبيها المميزين لأندية أخري. وقد حاول ديشامب أن يضع النقاط فوق الحروف دون مواربة أو مجاملة حتي يقف الجمهور والإعلام علي الوضع الحقيقي لبطل إيطاليا السابق وذلك في حوار مع مجلة فرانس فوتبول حاول خلاله أن يبتعد عن الدبلوماسية قدر الإمكان حتي لا يرسم صورة جمالية غير حقيقية لواقع قد يبدو في المنظور القريب مرا علي ضوء النتائج والعروض فماذا قال: المنافسة في دوري الدرجة الثانية علي عكس ما توقع الكثيرون تبدو صعبة لليوفي.. هل تعتقد أن الفريق قادر علي التكيف معها وتخطيها خلال الأسابيع المقبلة؟ أولا لابد من توضيح أمر مهم هو أن الجميع تخيل بأن اليوفنتوس باسمه وتاريخه ونجومه الذين ساهموا مع المنتخب الإيطالي في الفوز بكأس العالم أو بمحترفيه الأجانب مثل ديفيد تريزيجيه الفرنسي سيكتسح البطولة دون منازع. ولكن الأمور لا تحسب بهذا الشكل لأنه لابد من الوضع في الحسبان وجود منافس آخر في الملعب يحاول إثبات وجوده ويسعي لأن يقدم أفضل عروضه للخروج بنتيجة طيبة.. ولو عدنا بالذاكرة لبداية الثمانينيات فإن فريق ميلان عندما هبط للدرجة الثانية خسر ست مباريات أمام أندية صغيرة وأقل منه في كل شيء ولكنه في النهاية صعد للدرجة الأولي مرة أخري وإن كانت مهمة اليوفي أصعب بالطبع لأنه مخصوم من رصيده 17 نقطة قبل أن تبدأ المنافسة. الصورة مريرة وهل الصورة مريرة وقاسية إلي هذا الحد؟ بصرف النظر عن أي شيء لا مفر أمامنا حاليا سوي العمل وتصحيح الأخطاء بعيدا عن الضغوط والتوتر... وعبارتي المفضلة للاعبين منذ أن كنت لاعبا أنه ليس هناك أجمل من طعم الفوز. وهل تعتبر المهمة صعبة؟ بالتأكيد خاصة في هذه المرحلة لأن الفريق لم يصل بعد إلي المستوي الفني والبدني المنتظر في ظل تأخر انضمام عدد كبير من اللاعبين لفترة الإعداد سواء للإصابة أو غيرها. كما أن بعض الوجوه الجديدة كانت في حاجة لفترة حتي تتكيف مع زملائهم مثل جان آلان بومسونج الذي وجد بالفعل كل المساعدة من النجوم القدامي. بالإضافة إلي أنه يجب عدم إغفال أن هناك بعض الأمور في الدرجة الثانية لم يعتد عليها الفريق من قبل. ويضيف ديشامب قائلا: لاأنكر أن مهمتي مع اليوفي هي الأصعب في مشواري مع كرة القدم حيث إنها تشبه العدو لمسافة 120 مترا وليس 100 متر مثل باقي المنافسين أو السباحة لمسافة أطول عن الآخرين وهي بالطبع عقبة ليس من السهل تخطيها. ولكن لا أحب التفكير فيها أو الحديث عنها كثيرا لأنها تمثل تحديا كبيرا وموقفا غير عادي في تاريخ النادي يسعي من خلاله للعودة من جديد لعالم الأضواء حيث كان يتابع مبارياته كل أسبوع الكثير من الجماهير علي مستوي العالم . التحكيم ماذا عن موقف التحكيم من الفريق؟ - لا أريد الدخول في هذه النقطة ولكن كل ما أطلبه من الحكام أن ينسوا أنهم يديرون مباريات لليوفي خاصة أنه لم يستفد علي الإطلاق من الشبهات التي دارت حوله بشأن التحكيم. ما أكثر الأمور التي تثير قلقك وتمثل خطرا علي مسيرة الفريق في هذه المرحلة من وجهة نظرك؟ في الحقيقة هو أمر بسيط وساذج يتعلق بأن الفريق كان دائما محط اهتمام وسائل الإعلام المختلفة في مبارياته، وكان الجميع يتسابق للحصول علي إمضاء اللاعبين. ولكن الموقف الآن تغير بعد تراجع هذا الاهتمام ولابد أن يتكيف اللاعبون نفسيا معه. ماذا عن موقف النجوم الدوليين في الفريق لاسيما أنها المرة الأولي لهم في الدرجة الثانية؟ الأمر لم يكن سهلا وكان عليهم التجاوب والتكيف مع الأجواء الجديدة سواء نفسيا أو ذهنيا خاصة أن الفريق عليه الحصول علي 100 نقطة من بين 126 نقطة ينافس عليها في المسابقة حتي يضمن الصعود ضمن أول ناديين للدرجة الأولي.