تتعرض بحيرة قارون بمحافظة الفيوم، التي كان يتفاخر صيادوها بإنتاجية أسماكها التي كانت تتخطي حاجز ال 210 آلاف طن سنويا واصبحت الآن لا تتعدي أطنانا تعد علي أصابع اليد الواحدة، لعملية موت محقق للحياة البحرية فيها وفق ما أكده الخبراء بسبب ظهور طفيل يقضي علي الأسماك، فضلا عن التلوث الذي يحيط بها من كل جانب دون أن يتحرك أحد لإنقاذها، لا يقتصر الأمر علي ذلك بل تسبب تدني الإنتاج السمكي في هجرة مئات الصيادين للعمل في بحيرات أخري في السويس ودمياط، ومنهم من قرر السفر للخارج حتي يستطيع الإنفاق علي أسرته. ويقول عادل أمين رئيس مجلس إدارة جمعية صيادي الأسماك ببحيرة قارون إن البحيرة هذا العام تشهد اسوأ فتراتها في إنتاجية الأسماك حتي انه لا يوجد بها ما يقوم الصيادون بصيده، مشيرا إلي أنه في نهاية 2013 ظهرت حشرة صغيرة مثل الخنفساء تدخل في خياشيم الأسماك بالبحيرة وتؤدي إلي موتها، مؤكدا أن البحيرة خسرت عشرات الأطنان من الأسماك التي نفقت بسبب هذه الحشرة في السنوات الأخيرة ولم يتحرك أحد لمعرفة السبب في ذلك وكل ما يقوم به المسئولين عبارة عن مسكنات حتي هجر الصيادون قراهم للعمل في محافظات أخري بسبب أنهم لا يمتهنون سوي الصيد وهو متوقف تماما. وأشار مصطفي محمود رئيس مجلس إدارة جمعية صيادي الأسماك ببحيرة قارون السابق إلي أن أسباب تدهور إنتاج البحيرة ترجع إلي بعض الصيادين الذين يقومون بالصيد بطرق مخالفة في أوقات إغلاق البحيرة مما تسبب في تدمير الثروة السمكية، وذلك علي الرغم من الاجتماعات العديدة والدورية التي يتم عقدها للصيادين لتوعيتهم بالطرق السليمة والعلمية للصيد والأوقات التي تضمن تكاثر الأسماك وزيادة الإنتاج. ويشير إلي أن عدد المراكب العاملة والمرخصة في بحيرة قارون 605 مراكب، وأن هناك نحو 150 مركبا تمارس عمليات الصيد بدون ترخيص.. وأكد الدكتور ديهوم الباسل الاستاذ بكلية العلوم بجامعة الفيوم أن بحيرة قارون تتعرض في الآونة الأخيرة لغزو من طفيل جديد يتغذي علي لسان وخياشيم الأسماك يشبه قمل السمك وأحدث أضرارا كبيرة في أسماك البلطي تم نقله من البحر المتوسط بطريق الخطأ مع الزريعة.. وأشار إلي أن البحيرة تتعرض إلي 3 أنواع من التلوث هي: الأول كيميائي بسبب مخلفات المصانع والمعامل، والثاني تلوث بيولوجي بسبب الصرف الصحي ونقل الزريعة الخاطئ، بالإضافة إلي التلوث في المواد العضوية والأمونيا الناتجة من الصرف الزراعي، مؤكدا أن كل هذا ساعد علي انتشار أعداد كبيرة جدا من الكائنات الحية والعائمات والطحالب وكل هذا ساعد بشكل كبير في نقص الأوكسجين مما تسبب في نفوق الأسماك. وأعلن »الباسل» أن الحياة البحرية في بحيرة قارون انتهت بسبب هذا الطفيل الذي قضي علي الثروة السمكية بها، ويجب أن تعود إليها الحياه قبل موتها إكلينيكيا. في حين يقول عبد الواحد عبد السميع »صياد» إن البحيرة لم يعد فيها أسماك ولا نصطاد منها إلا أول أسبوع بعد فترة الغلق وبعد علي حد قوله »تنشف» أي أنها تخلو من الأسماك ولذلك اصبح أغلب الصيادين من الفقراء الذين لا يجدون قوت يومهم مما اضطرهم إلي الهجرة من قراهم للعمل في أماكن أخري حتي يستطيعوا الإنفاق علي أسرهم، مؤكدا أن هناك العديد ممن اضطر إلي مد يده بسبب »قلة الحيلة» بعد انهيار إنتاج البحيرة من الأسماك.. فيما أرجع الدكتور رمضان محمد أبو زيد استاذ مساعد إنتاج ورعاية الأسماك بكلية الزراعة بجامعة الفيوم، أسباب انهيار الإنتاج السمكي ببحيرة قارون إلي غياب الرقابة من جميع الجهات المعنية، مؤكدا أن بحيرة قارون من البحيرات المغلقة التي تعتمد علي نقل الزريعة ولا تُنقل بالعدد المطلوب بسبب أن هناك تجارة لهذه الزريعة وصفها بأنها أكبر من تجارة المواد المخدرة بسبب غياب الرقابة علي الصيادين الذين يفضلون بيع الزريعة في مزارع كفر الشيخ ب400 إلي 500 جنيه في حين أن الهيئة تحاسبهم علي سعر 75 جنيها فيضطر الصياد إلي بيعها بالطرق التي تناسبه.