لا أستطيع سوي رفع القبعة للمهندس نجيب ساويرس الذي قرر عدم التجاوب مع مسئول كبير بأحد الأحياء ورفض منحه رشوة نصف مليون جنيه للحصول علي ترخيص بناء فندق فيرمونت نايل سيتي الذي تملكه عائلته. مسئول الحي كان فاجرا عندما طلب الرشوة »كاش« داخل حقيبة وتوعد مندوب ساويرس بعدم الحصول علي الترخيص قبل الدفع وكان أكثر فجورا عندما قال بصراحة يحسد عليها: لو حصلتم علي الترخيص بدون النصف مليون »أبقي كذا ابن كذا«! لكن نجيب ساويرس كان عنيدا ولم يرضخ رغم تعطيل البناء في الفندق لمدة 81 شهرا وذهب لمحافظ القاهرة في ذلك الوقت وعرض عليه التبرع ب5 ملايين للاسكان الشعبي بالمحافظة وقال له: ان لم أحصل علي الترخيص سوف أدفع المبلغ للحرامي المرتشي في الحي! وهنا جاءت كلمات المحافظ لساويرس: هات الشيك! تلك باختصار قصة الرشوة الشهيرة التي صرح بها المهندس نجيب ساويرس والتي جعلتني أرفع القبعة لرجل الأعمال العنيد لاصراره علي الحصول علي حقه رغم أنف المرتشين في المحليات، لكن تلك القصة جعلتني في نفس الوقت أتساءل: اذا كان محافظ القاهرة الذي يملأ الدنيا ضجيجا هذه الأيام بعدما خرج من السلطة قد وافق علي استلام شيك الملايين الخمسة من ساويرس ومنحه ترخيص بناء الفندق فلماذا تأخر منح الترخيص طوال 81 شهرا وماذا فعل سيادته مع مسئول الحي طالب الرشوة؟! هناك احتمالان لا ثالث لهما: إما ساويرس كان علي حق وبالتالي فإن الحصول علي ترخيص البناء يعتبر أمرا طبيعيا بعيدا عن التبرع بالملايين الخمسة.. أو كان لا يستحق ذلك وانه حصل عليه بفعل تبرعه وتهديده للمحافظ بأنه سيلجأ للمرتشي اياه! في كلتا الحالتين الأمر لا يمكن السكوت عليه.. فليس كل صاحب مصلحة مع المحليات يملك ما يملكه ساويرس للحصول علي تلك المصلحة.. وحتي ان كان يملك فإن اللجوء للرشوة ربما يكون أرخص وأقل تكلفة من التبرع بالملايين!