حالة وعي تغمر قطاعات واسعة تداوم علي النت كمصدررئيسي للمعلومات الحية طاقة وانفتحت أمام كل الآراء من حيث لم يحتسب احد ، فهذا زمان البلوجرز لا يقف في وجوههم عائق، ولا موقف فالموقف أصبح خارج نطاق السيطرة .. الاسرائيلية ! اكثر من وحدة قياس للرأي العام ومؤسسة استطلاع للرأي ودوائر اكاديمية وقبل هذا كله البلوجرز علي النت وكل تلك الجهات تقدم وتعكس دلائل واشارات عن تحولات لا يمكن ان يخطئها المتابع من تغييرات طرأت علي التيار العام تجاه اسرائيل .. شريحة تتسع رقعتها مع الوقت تدرك الآن البلطجة السياسية التي تمارسها اسرائيل . و لكم ان تتعجبوا كما شئتم ففي الصحافة الاسرائيلية من يقدم وجهة النظر الفلسطينية بأكثر مما تجرؤ عليه الصحف الامريكية، فالصحافة الامريكية الحرة أكذوبة عندما تأتي الامور لاسرائيل ، فالجبن والكذب والنفاق والضلال هو سيد الأعراف المهنية ... أما مقال فريدمان كاتب نيويورك تايمز المشهور الذي كتبه مؤخرا يخرج عن هذا السياق و عنوانه ألهمنا هذه السطور، ففي أعقاب زيارة له الي اسرائيل قال: حدثتهم عن دعم الولاياتالمتحدة الذي لو تفجر يوما، وقد يحدث، (هامتي دامتي) وينفجر في شظايا بنحو قبيح (أغنية طفولة مشهورة) يقولها محذرا الاسرائيليين : صدقوني انكم تخسرون الشعب الامريكي الذي طهق من الشرق الأوسط وسيرته وطهق منكم أيضا، فعندما يري الامريكيون رئيسهم يعمل بكل جهده ليوجد فرصة للسلام ، وأنتم ترفضون بل أولا " هات " وهات ، وافرج عن بولارد (الجاسوس) و اجعل ابومازن يغني لنا هاتيكفا باليديش (لغة يهود أوروبا) وبعدها نفكر ... واضح ان الميديا المعهودة لا تعكس مثل هذا التيار، فلابد ويكون من يستطيع الوقوف ضد التيار ويقول كلمته واثق جدا من نفسه، كأن يكون يهوديا ، أو مسنودا بنحو ما حيث يصعب الانتقام منه ومرمطته واتهامه بمعاداة السامية ... فهل الرأي العام في أمريكا أي التيار العام للمواطنين العاديين من غير أصحاب المناصب الرسمية ، يبدون حاليا وقد ضجوا وضجروا واوشكوا ان يطقوا من السياسيين الاسرائيليين و طلباتهم وتحكماتهم ورزالاتهم ؟ علي أي الاحوال ومهما حدث التحول عن اسرائيل وأفعالها في الرأي العام فلا نتوقع مثل ذلك علي الكونجرس في المستقبل المنظور الا اننا لا ننسي بالطبع ان هذا الرأي العام هو الذي ينتخب رجال الكونجرس في نهاية الامر ، وهي حقيقة مفتوحة ان سلبا أو ايجابا في النهاية، فاذا ما جاء ذكر الكونجرس الجديد فلا مفر من التعريف بزعيم الاغلبية الجمهوري الجديد اليكم السيد ايريك كانتور الذي بدأت بشائره تهل، فمنذ ايام أصدر مكتبه بالكونجرس باكورة بياناته بعد لقائه بنتنياهو ركز البيان ايريك في اللقاء علي ان الاغلبية الجديدة في المجلس ستحمي وتدافع عن اسرائيل أمام هذه الادارة و حكم الحزب الواحد الذي كان (الحكومة الأمريكية) موضحا ان الاغلبية الجديدة تتفهم العلاقة الخاصة بين اسرائيل والولاياتالمتحدة واعتماد أمن كل منهما علي الآخر (!!) أغرب بيان يمكن ان يصدر عن زعيم أغلبية سياسية موجه الي زعيم سياسي لشعب آخر وكأنه يقدم إليه يمين الولاء!! من تظنون الذي أثاره هذا البيان من جموع الصحافة الامريكية "الحرة"؟ ليس غيررئيس وكالة جويش تلجراف هو الذي أبدي دهشته كتابة فقال لا أذكران زعيما للمعارضة او سياسيا أمريكيا قال لزعيم أجنبي في لقاء بينهما أنه سيكون الي جانبه ضد رئيس البلاد فهذا ما أراه عجبا ... لكنها لم تكن المرة الاولي التي يخرق فيها السيد كانتور احد الأعراف السياسية ليكون بجانب اسرائيل ولو ضد بلاده أمريكا، ففي أغسطس الماضي كان في زيارة لاسرائيل علي رأس وفد، وبينما في القدس قام بإدانة علنية لرئيس بلاده -أوباما- ولسياسته التي تعارض امتداد المستوطنات في الضفة الغربية، رغم أن انتقاد سياسة أمريكا خارج أراضيها يعتبر من الكبائر المحظورة في العرف الامريكي، لكن عند كانتور وزمرة المتشيعين، عندما تأتي الامور لاسرائيل فكل المحظورات تباح، فهي عندهم ليست بدولة أجنبية . بقي شيء انكشف الأسبوع الماضي عن خطة للجنة معالجة العجز في الميزانية التي تعد لاستقطاعات كبيرة من سائر اوجه الانفاق بما فيها الضمانات الاجتماعية والرعاية الصحية وكل القطاعات تقريبا، مما يعني أن المواطن الامريكي سيشعر بوطأة ذلك علي حياته ، و لكن ذلك لن يمس المليارات التي تنهمر علي اسرائيل سنويا، رغم انها تتمتع الآن باقتصاد مزدهر، لكن السيد ايريك كانتور زعيم الاغلبية الحالي سبق واقترح من قبل الانتخابات ألا تدرج الاموال لاسرائيل كمعونة أجنبية، ليحميها مسبقا من أي مساس بها ... انما أمثال كانتور هؤلاء يؤدون أدوارا لا يستهان بها في تآكل التأييد لاسرائيل لدي التيار العام الأمريكي، طالما المعلومات الصحيحة تنفذ أولا بأول والتعليقات أيضا عن طريق البلوجرز ورغم انف الحصار الاسرائيلي علي الميديا التقليدية ! أما العطايا والوعود المنهمرة علي اسرائيل لتوافق علي تجميد الاستيطان لثلاثة أشهر فقط وبدون القدس بينما نتنياهو يرفض ويتردد، يتعزز ويتشرط وقد يقبل او لا يقبل، ثم أحدث شروطه التي يكبل بها واشنطون: ألا تطلب تجميد بناء المستوطنات بعد ذلك وألا توافق علي اعلان الدولة الفلسطينية بعد عام كما سبق ووعد اوباما في حالة تعذر الاتفاق ... لو حدث ووافقت ادارة اوباما علي ذلك فسيكون تهريجا ما بعده من تهريج واهانة للعقول وتدل علي أن أمريكا تستهين بفهمنا وتقلل من إدراكنا ومن شأننا .. فهل يضمن أوباما وادارته أن تفاوض الشهور الثلاثة سيؤدي الي نتيجة؟