»قبلة العالم الإسلامي في مصر، وإذا أردت أن تتعلم صحيح الإسلام.. أصوله.. شعائره.. فقهه.. فعليك بالجامع الأزهر الشريف.. اذهب إليه في القاهرة عاصمة مصر.. اسأل عن طريق الوصول إليه.. ستجد ألف دليل يشير إلي مكانه.. توكل علي الله.. وسوف ينتظرك - أهل بلدك - كلهم بعد سنوات قليلة إلينا حاملا شهادة العالمية«.. إنها رسالة لم أسمعها.. لكني أعرف أن كل وافد في مدينة البعوث الإسلامية سمعها من أهل بلدته قبل أن يشد الرحال إلي مصر بلد الأزهر الشريف ليتلقي العلم ويستفيد.. ثم يعود إلي بلده ليفيد.. وقفت أمام المبني العريق للجامع الأزهر الشريف وأنا أسأل نفسي.. يا تري، كم لغة من لغات أهل الأرض نطقت بها تلك الرسالة نطقها الملايين من أهل الإسلام.. من دول جنوب شرق آسيا وغربها حتي دول أواسط قارة أفريقيا.. وفيما بين المكانين كانت الرسالة تبلغ لأصحابها بلغات قد يمكن حصرها.. ولهجات لا يمكن حصرها.. وفيما بين رحلة الذهاب لتلقي العلم في الجامع الكبير ورحلة الإياب إلي وطن طالب العلم.. كانت سنوات قضاها طالب في رحلة علم ممتعة.. رحلة لا توقفها عداءات قبلية أو مواقف سياسية أن نزاعات فكرية.. رحلة مقدسة يمضي أيامها الطالب وهو يتعبد بين أسطر كتب الفقه والشريعة ليتعلم صواب الدين الصحيح المكلف بنقله إلي عشيرته عقب عودته بعد انتهاء مدة البعثة.. وإذا كانت مدة بعثة طالب الأزهر هي سنوات عدة تنتهي بعد وقت.. فإن للأزهر نفسه بعثة أخري مع الطالب تبقي معه طوال عمره ولا تنتهي بعد وقت محدد.. وبعثة الأزهر مع طلابها تبدأ عقب عودتهم مرة أخري إلي بلد كل منهم.. وهي بعثة تتناسب مع عوامل النجاح والتواصل في العصر الحديث.. هذه البعثة تستخدم أفضل تقنيات العصر لتتواصل مع طلابها وغير طلابها وتجدد معلوماتهم وتطورها وتضيف إليها وتؤكد عليها في كل نواحي أصول الدين من الفقه والشرح والتفسير والتشريع.. أتطلع إلي موقع الكتروني للجامع الأزهر الشريف بكل لغات العالم.. بل وكل لهجات الدول التي يدين شعبها بدين الإسلام.. يقدم الإسلام بالشرح والتفسير والتبسيط والتيسير.. عندئذ لن تكون هناك مدينة البعوث الإسلامية علي أرض مصر فقط يقطنها عدة آلاف من الوافدين بل ستكون هناك مدينة البعوث الإسلامية في سماوات الله المفتوحة يقطنها الملايين من سكان الأرض.. منهم المسلمون يجددون دينهم في كل لحظة.. ومنهم غير المسلمين يتعرفون علي صحيح دين ألصق به البعض صفة الإرهاب عن ظلم وتجاوز.. مدينة البعوث الإسلامية الجديدة في السماوات المفتوحة ليست لها حوائط تحددها في مكان.. مركزها في القاهرة.. لا تحتاج إلي تأشيرة دخول ولاسفر ولا ترحال ولا إقامة.. يمكن ان يفد إليها أي إنسان علي ظهر الأرض في أي لحظة من لحظات نهار اليوم أو ليله.. يلج إلي الموقع الالكتروني ليزيد علمه علما.. أو يضيف إلي علمه علما لم يكن يعرفه من قبل.. انها رسالة الأزهر الجديدة التي اتطلع أن أشاهدها وأقرأها في القريب علي يد الإمام الأكبر حامل رسالة الدكتوراة من أرفع جامعات العالم.. لينطلق الأزهر برسالته إلي العالمية وليصل إلي أقصي أطراف الأرض خلال لحظات من ثوان قليلة.. إنه الأزهر الشريف الجديد.. والطريق إليه معروف في عصر السماوات المفتوحة.