فاجأنا كعادته الدكتور "صفوت حجازي"، الداعية الإسلامي، والأمين العام لمجلس أمناء الثورة، خلال حواره مع صحيفة الشرق الأوسط أول أمس بمطالبته للرئيس محمد مرسي بإنشاء "محاكم ثورية " و"حرس وطني" شبيه بالموجود في الولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا، وذلك لإنقاذ حكم الرئيس والتيار الإسلامي. وقال حجازي في حواره أن قوي الثورة المضادة تتكون من الفلول وبقايا النظام السابق، ومجموعة من اليساريين والشيوعيين والاشتراكيين والناصريين الذين يكرهون الإخوان أو يكرهون المشروع الإسلامي، وقد اجتمعوا علي منفعة واحدة هي التخلص من رجل اسمه محمد مرسي، وإفشال المشروع الإسلامي، ومعهم قوي خارجية تحاول إفشال أي مشروع للحكم يسعي لإعادة الخلافة الإسلامية، لأن النظام السابق ما زال يسيطر علي مفاصل الدولة في مصر، وخاصة في وسائل الإعلام والأمن والقضاء. سكت الدكتور حجازي دهراً.. ونطق بما يمكن أن يدمر المجتمع والدولة، وبدلاً من أن تكون مصر محطة ينطلق منها المشروع الإسلامي الذي يتمناه، تصبح مركزاً للصراعات الفكرية والطائفية في منطقة الشرق الأوسط.. وكما هو متوقع أثارت كلماته جدلاً كبيراً وردود فعل غاضبة في وزارتي الداخلية والدفاع وخرجت تصريحات من الجانبين ترفضها وتندد بها وترفض التشكيك تماماً في قدرة عنصري الأمن الداخلي والعسكري علي حماية أمن مصر وسلامة رئيسها. بأي منطق يطالب شيخنا الثوري أو هكذا يحب أن يوصف بإنشاء جهاز شرطة مواز للداخلية، وحرس وطني مواز للحرس الجمهوري مما سيشعل فتنة بين أجهزة الدولة والرئيس لن يستطيع أحد إخماد نيرانها، وما علاقة الجهازين بالخلافة الإسلامية التي انهارت منذ 1924 علي يد العثمانيين ؟.. ولن تعود إلا بمشيئة الله وليس علي يد الإخوان المسلمين الذين يسعون الآن أو هكذا يجب أن يكون لإنجاح تجربتهم في مصر وتثبيت أركان حكمهم والقضاء علي المشكلات الكثيرة التي تواجههم أولاً.. قبل أن يفكروا أو يفكر من يساندهم في تحقيق حلم الخلافة الإسلامية. لا أعرف لماذا كلما قطع الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية خطوة للأمام، خرج أنصاره أو من يؤيدونهم بتصريحات علي شاكلة كلمات الشيخ صفوت حجازي، أو بسلوكيات علي شاكلة مظاهرة تطهير القضاء، ليعيد الرئيس والمشروع الإسلامي خطوتين أو ثلاثة وربما أكثر للوراء.. فإذا كان هذا يتم عن جهل وعدم وعي بخطورة ما يحدث فتلك مصيبة، وإن كان يتم بشكل مخطط لإلهاء الناس واستنزاف طاقاتهم وجهدهم في دوامة الصراعات والخلافات فالمصيبة أعظم والخطر داهم.. والجميع سيندم في النهاية. إن مصر أمامها فرصة كبيرة لتنطلق للأمام وتعود سيدة العالم كما كانت.. فاتركوها تنهض وأمسكوا عليكم ألسنتكم..!!