عادت انفلونزا الطيور لتحصد ارواح اثنين من المصريين وعاد معها الخوف والرعب من هذا الفيروس القاتل، والذي ظهر بشكل جديد في الصين بسبب الطيور المهاجرة وتزداد المخاوف من انتقاله إلي مصر ولاسيما وانه ينتقل إلي البشر بسهولة مما يمثل خطورة علي حياتهم.. وتزداد الخطورة والقلق معا في ظل عدم توافر اللقاحات والامصال القادرة علي مواجهة القاتل الصيني الجديد.. خطوات احترازية اتخذتها الهيئة العامة للخدمات البيطرية لمنع وصول الصنف غير المرغوب فيه إلي ارض مصر حيث قامت الهيئة باجراء فحص شمل 280 عينة من الثروة الداجنة في محافظتي القاهرة والجيزة وجاءت النتائج سلبية. ارسلت وزارة الزراعة بعثة بيطرية إلي الصين للتعرف علي اساليب مكافحة الفيروس الجديد. من جانبها اكدت وزارة الصحة أن حالة الذعر مبالغ فيها خاصة وأن الفيرس الصيني لم يصل مصر حتي الآن. يؤكد د.عمرو قنديل وكيل وزارة الصحة والسكان لشئون الطب الوقائي أن القضاء علي فيروس انفلونزا الطيور، H7NG هي مسئولية الهيئة العامة للخدمات البيطرية بوزارة الزراعة، وذلك لأن الفيروس يصيب الطيور أولا ثم ينتقل للاشخاص المختلطين بها، وفي حالة القضاء علي الفيروس بين الطيور ستنتهي حالات الإصابة به بين البشر في مصر. ويوضح د.قنديل، أن إجمالي عدد الاصابات بأنفلونزا الطيور منذ ظهوره في مصر عام 2006 بلغ 172 إصابة، توفي منهم 62 شخصا، لافتا إلي أن معدل الوفيات من المرض في مصر يبلغ 36٪، وهو ما يعد اقل من معدل الوفيات العالمي الذي يتراوح بين 50 إلي 55٪. الفيروس الصيني ومن ناحية اخري تقول د.سهير عبدالقادر رئيسة الادارة المركزية للطب الوقائي بالهيئة العامة للخدمات البيطرية: فيروس انفلونزا الطيور ظهر في مصر منذ عام 2006، ويصعب القضاء عليه نهائيا ولكن يتم محاربته بجميع السبل، ومعدلات الاصابة بهذا الفيروس في انخفاض تام منذ بداية عام 2013، حيث وصلت حالات الاصابة بهذا الفيروس بداية هذا العام إلي 3 حالات مقارنة بالعام الماضي والتي وصلت الاصابة بهذا الفيروس 9 حالات وقد ظهر فيروس انفلونزا الطيور بشكل آخر في الصين بسبب الطيور المهاجرة. وتضيف د.سهير و الهيئة العامة للخدمات البيطرية سارعت باتخاذ جميع الاجراءات الاحترازية من اجل مواجهة فيروس H7NG بتشكيل لجان بيطرية للمواجهة بمحافظتي القاهرة والجيزة باعتبارهما اكبر متعلق للطيور في مصر وتم اخذ 280 عينة من اسواق الطيور بهذه المحافظات للتأكد من عدم وجود هذا الفيروس في مصر، وتم فحصها بمعامل وزارة الزراعة ومعهد بحوث صحة الحيوان، وجاءت كل النتائج سلبية، ويجري حاليا سحب عينات من الطيور في المنازل والمزارع بمختلف المحافظات التي تقع في مسار الطيور المهاجرة. وتوضح د.سهير أن مصر هي الدولة الوحيدة في العالم التي قامت باجراءات عمليات فحص وتفتيش لمزارع الدواجن و الطيور المنزلية واسواق بيع الطيور للتأكد من خلوها من اي مسببات مرضية للفيروس الجديد لانفلونزا الطيور والذي ظهر موخرا بالصين.. مشيرة إلي أن هذا الفيروس الجديد يشكل خطورة علي صحة الانسان اكثر من الطيور نفسها ولذلك تتخذ جميع الاجراءات لمنع وصول هذا الفيروس إلي مصر. وتؤكد رئيسة الادارة المركزية للطب الوقائي ان مصر نجحت في تصنيع لقاحات ضد فيروس انفلونزا الطيور الموجود في مصر حاليا بدلا من استيرادها بالكامل من الخارج ولكن هناك مشكلة تواجه الهيئة حاليا وهي أن كمية هذه اللقاحات قليلة جدا والوزارة تحتاج إلي كميات كبيرة لتحصين الثروة الداجنة وبالتالي نضطر إلي الاستيراد من الخارج مطالبة الدولة بزيادة انتاج هذه اللقاحات والتوسع في انتاج المصانع خاصة وان المستورد ليس بنفس كفاءة المنتج المحلي والذي يتناسب مع طبيعة الفيروس في مصر. ويتابع د.سهير: المسببات المرضية لانفلونز الطيور منذ ظهوره في مصر كانت بنسبة 40٪ ولكن هذا العام ونتيجة للكشف المبكر عن المرض من قبل لجان التفتيش التابعة للهيئة العامة للخدمات البيطرية والتحصين الجيد للتربية المنزلية والمزارع والاحتواء السريع لاي بؤر لانفلونزا الطيور وصلت المسببات المرضية في اواخر العام الماضي اقل من 15٪ وذلك نتيجة للجهود الكبيرة التي تقوم بها وزارة الزراعة. بعثة بيطرية ويقول د.محمد مصطفي الجارحي نائب وزير الزراعة للشئون البيطرية: تم إرسال بعثة طبية إلي الصين تضم أطباء وباحثين للتعرف علي اسباب الفيروس الجديد لمرض انفلونزا الطيور والذي يعتبر أشد خطورة علي الانسان من مرض انفلونزا الطيور الموجودة في مصر لاستفادة من خبرات الجانب الصيني في هذا المجال والتعرف علي أنسب اللقاحات اللازمة وذلك كاجراء وقائي مسبقا للتصدي لهذا المرض قبل انتقاله إلي مصر. ويضيف د.الجارحي: والوزارة تحاول حاليا توفير اللقاحات المناسبة لهذا المرض حيث لا يوجد لدينا هذا النوع من اللقاحات للفيروس الجديد H7NG الاتحاد العام للثروة الداجنة بمبلغ 40 مليون جنيه لتطوير المعمل الرقابي علي الانتاج الداجن ليقوم بدوره علي أكمل وجه للتصدي لاي مرض جديد يحاول ان يقضي علي الدواجن في مصر. ويؤكد د.الجارحي أنه يتم الان الإعداد لمؤتمر موسع مع جمعية »أبدا« وبمشاركة خبراء الطب البيطري والقطاع العام والخاص المهتم بشئون الثروة الداجنة وذلك للاهتمام بهذه الثروة في مصر وحمايتها من أي امراض وتوفير كل ما تحتاجه هذه الثروة من مستلزمات انتاج وامصال ولقاحات. إجراءات وقائية ويقول د. صلاح عبدالمؤمن وزير الزراعة واستصلاح الأراضي: فيروس انفلونزا الطيور المنتشر حاليا في الصين يمتلك خصائص تجعله شديد الخطورة علي صحة الإنسان وسهل الانتقال من الطيور للإنسان بخلاف فيروس انفلونزا الطيور H5N1 والموجود في مصر الآن، والوزارة أخطرت مديريات الطب البيطري بمختلف محافظات الجمهورية بمتابعة الحالة الصحية للثروة الداجنة في المحافظات والابلاغ الفوري عن أي حالات اشتباه إصابة بفيروس الانفلونزا في الطيور حيث ان التصدي لفيروس انفلونزا الطيور الجديد H7NG يتطلب إجراءات حازمة للأمن الحيوي ويقظة من هذا الوباء. ويؤكد د. صلاح ان الوزارة أصدرت العديد من الإجراءات الوقائية لمنع دخول هذا الفيروس مصر منها فصل جميع الطيور في مناطق وجود البشر والابلاغ عن الحيوانات المريضة أو النافقة علي الفور إلي الجهات البيطرية والابلاغ عن أي أعراض مرضية أو نفوق مفاجيء بلا تفسير في الدواجن والطيور الموجودة بالمنازل والوحدات البيطرية حتي تتمكن من التعامل مع الحالة بأمان والمساعدة علي منع انتشار الفيروس. أنواع مختلفة ويقول د. مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة: لا داع للخوف من انفلونزا الطيور، وهناك العديد من انواع انفلونزا الطيور إلا ان النور المعروف باسم H7NG هو الأكثر خطورة حيث تزيد احتمالات الوفاة بين البشر المصابين بهذا النور من الفيروس ويلتقط الإنسان العدوي عن طريق الاحتكاك المباشر بالطيور المصابة بالمرض، وتتشابه أعراض انفلونزا الطيور مع العديد من أنواع الانفلونزا الأخري حيث يصيب الإنسان بالحمي واحتقان في الحلق والسعال، كما يمكن ان تتطور الأعراض لتصل إلي الالتهابات ورمد في العيون. ويحدد د. مجدي بدران كيفية وقاية الإنسان من المرض بالتحصين بلقاح الانفلونزا الموسمي إلي جانب الوقاية الدوائية والمسارعة باستشارة الطبيب خلال 42- 84 ساعة حتي يمكن للمريض ان يتناول أحد الأدوية المضادة للفيروس، إلي جانب الوقاية السلوكية التي تتمثل في غسل اليدين باستمرار والتخلص من المناديل الورقية أولا بأول حيث ان الفيروس ينتقل عن طريق الرزاز والتنفس وأيضا الملامسة في حالات العطس.