عندما تتكحل عيونك برؤية الكعبة المشرفة تجدك تقول اللهم احفظ مصر وشعبها.وانر بصر وبصيرة من يتولي امرها.واجمع الناس علي كلمة سواء تمنع الشقاق وتدعو للوفاق والاتفاق. آمين يارب العالمين.ولن تكون وحدك من تدعو لمصر بل ستجد بجوارك الكثير والكثير سواء من بني وطني او ممن يحبونها ويعشقون ترابها ونيلها واهلها.وكلما خطت بك خطوات الطواف حول استارها تنهمر الدموع والعبرات لتغسل الهموم والذنوب وتصفو النفوس ويتطهر الوجدان من تضاريس وتجاعيد الزمن . وما أحلي ان تتلمس الحجر الاسعد وتقبله او حتي تشير اليه بالسلام الله اكبر.وتعيش لحظة انك قريب من قطعة من الجنة هبطت علي اهل الارض لتصنع مشكلة.ويختلف حولها اهل مكة ..واين يكون مقام هذا الحجر ومن يتشرف بحمله فكان الحل من عند الله علي لسان رسول الهدي والسلام.وكلما اقتربت من الحجر الاسعد او حاولت تهفو اليك روائح الجنة .وتشعر انك اصبحت من اهلها او تقترب .وما اسعدك عندما تتشبث باستار الكعبة امام باب الملتزم وتجد نفسك امام احدي البوابات الربانية المتصلة بالسماء.وان تتذكر ان هذا الباب قد سمي بهذا الاسم الجميل لان رب العزة سبحانه وتعالي قد ألزم قدرته العليا بتحقيق اماني ودعوات اهل الارض الذين يقفون علي هذا الباب ويرجون رحمة رب السموات والارض.وتأخذك الخطي لتمر يسار مقام سيدنا ابراهيم عليه السلام.لتلتقي بأبي الانبياء والرسل وصاحب السلاله البشرية حتي يومنا هذا.وتكون امامك صورة الجهاد النبوي والابوي لامام البشرية وواضع اول حجر من احجار الكعبة المشرفة واول حجر لدولة الدنيا التي يتصارع ويتكالب عليها اهلها من اجل الوصول الي مبتغاهم كل حسب مشاربه ورغباته.وما احلي الوصول الي ركن او (حجر ) سيدنا اسماعيل صاحب الذرية التي اخرجت لنا سيد الخلق محمد بن عبد الله صلوات الله عليه وسلم.وصاحب اخر الرسالات السماوية التي جاء بها ليهدي بالتي هي احسن.وعندما تصل الي الركن اليماني تتذكر أصلنا العربي في جنوب الجزيرة في اليمن السعيد حيث خرجت كل القبائل وانتشرت في بلادنا العربية والاسلامية .وما احلي تمسك الطائفون بالاستار حتي الوصول مرة اخري الي الحجر الاسعد وتنهمر الدموع والعبرات حتي تنتهي بك الاشواط السبعة لتصلي ركعتي السنة خلف مقام سيدنا ابراهيم وختام الطواف بعد الارتواء بماء زمزم الطاهر لتدعو الي الله بما ترغب وتحب لان هذا الماء الزلال لما شرب له.ولتنتقل الي الصفا والمروة حيث تبدأ بإعتلاء الجبل الصغير وتستقبل الكعبة ايذانا ببدء اشواط السعي وتتذكر سيدة الكون ستنا هاجر وابو البشرية والانبياء سيدنا ابراهيم وولده سيدنا اسماعيل .وتقترب من الاضواء الخضراء حيث الهرولة ومواصلة السعي حتي تقطع قرابة 500 متر في كل شوط.وما اجمل واحلي ان ترتاح مع ارتواء مياه زمزم.وتمتلي الاوردة وتتشبع النفس والجسد في بداية ونهاية كل شوط.وتكتمل المناسك وتنتهي بالحلق او التقصير .وتدعو الي الله ان يديم عليك هذا الفيض الرباني .وان يهدي ويرحم ويعفو عمن تحب ومن او لاتحب .وفضيلة ونعمة هذا المكان انك تتذكر من تحب ومن كلفك بالدعاء له .ولا تملك كلما عاودت الطواف خلال اقامتك الا ان تدعو الله بألا يحرمك من هذا الفيض الرباني.وان تكون من الزوار المعتمرين او الحجاج او ان يجعل لك من هذه الارض المباركة مقاما ..اللهم لاتحرمنا من رحمتك ومغفرتك آمين.