د. سعىد عبد العظىم بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وعلي آله وصحبه ومن والاه أما بعد فقد تعددت الحلول وتنوعت للخروج من الأزمة التي تمر بها البلاد حيث رأي البعض أن أهداف الثورة من العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والقضاء علي رموز الفساد والقصاص لدم الشهداء .. لم يتحقق بعد ورأي الآخرون إقالة الحكومة والنائب العام ورفض الدستور وعمل انتخابات رئاسية مبكرة.. وذهب فريق إلي أن جماعة الرئيس من الإخوان هم الذين يتحكمون في مفاصل الدولة وبسبب أخونة الدولة تم إقصاء جميع الفصائل وفي ثنايا ذلك ظهرت المطالب الفئوية وأعمال العنف والبلطجة وساعد الانفلات الأمني والإعلامي بل والقضائي غير المسبوق علي تشكيل ملامح الصورة الراهنة وشيء من هذا حدث في الكثير من البلدان التي قامت فيها الثورات مثل فرنسا والبرازيل فالتركة عادة ما تكون مهلهلة وأعداء الثورة من الداخل والخارج يسعون جاهدين لمنع قطف ثمار الثورة لأسباب كثيرة وعديدة لا تكاد تخفي وخصوصا إذا ما ظهرت كلمة الإسلام أو العودة بالبلاد والعباد إلي كتاب الله وسنة رسول الله - صلي الله عليه وسلم - وهو ما أطلق عليه البعض وصف المشروع الإسلامي وإلا فلو حكم سلفي أو تبليغي.. لحدث معه مثل ما يحدث الآن أو أشد " فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون " فلا بد من التعرف علي طبيعة الطريق من باب عرفت الشر لا للشر ولكن لتوقيه ومن لا يعرف الخير من الشر يقع فيه ومن باب اعرف عدوك واستقراءً لدوافع السلوك والتصرف وبعيداً عن تمني العودة لعهود الظلم والطغيان السابقة فبعض الشر أهون من بعض وليس العاقل الذي يعلم الخير من الشر ولكن العاقل الذي يعلم خير الخيرين وشر الشرين وشأن الطبيب أن يشخص الداء وأن يصف له الدواء المناسب وما أنزل الله داء إلا أنزل له دواء علمه من علمه وجهله من جهله إلا الهرم وقال النبي - صلي الله عليه وسلم - تداووا عباد الله ولا تتداووا بحرام.. وإذا كان الواجب علينا أن نتابع منهج الأنبياء والمرسلين " أولئك الذين هدي الله فبهداهم اقتده " وأن نسعي في تعبيد الدنيا بدين الله وأن نقول بلسان الحال والمقال " اعبدوا الله ما لكم من إله غيره " وأن نكون علي مثل ما كان عليه النبي - صلي الله عليه وسلم - وصحابته الكرام فقد ابتعثنا الله لنخرج العباد من عبادة العباد إلي عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا إلي سعة الدنيا والآخرة ومن جور الأديان إلي عدل الإسلام كما قال ربعي بن عامر لرستم قائد الفرس ونحن بصدد إقامة الحق في الخلق واستئناف حياة تنصبغ فيها جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية بصبغة الإسلام وها نحن نشاهد دولا تتحول من الاشتراكية إلي الرأسمالية أو العكس ويبررون ذلك بإرادة الجماهير ورغبة الشعب ورضا الأغلبية ويأتي الحزب الشيوعي مكان الحزب الديمقراطي في مقاعد الحكم وكلها بمثابة أديان عند أهلها فهل سنتعامل مع الإسلاميين بسياسة الكيل بمكيالين!! فنرفض هنا ما نقبله هناك وننقلب علي الديمقراطية والصندوق الشفاف الذي صدَّعنا به الرؤوس!! الحكم عند المسلمين موضوع لإقامة الدين وسياسة الدنيا به وأمتنا أمة مسلمة وبالتالي فدستورها وقانونها ونظام الحكم فيها لا بد وأن يقوم علي أساس إسلامي وإذا كان الشيوعي يحكم بشيوعيته فهل يقبل المسلم التنازل عن إسلامه!! " قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم " وقال تعالي " ألا له الخلق والأمر " فكما نقر له بالخلق سبحانه فالواجب إذا أمر أن نقول سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير سواء كنا حكاما أو محكومين يجب علينا أن نسارع بتطبيق شرع الله حتي نستمطر رحمة ونستدفع نقمة " ولو أن أهل القري آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا " " ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب " وأن نوقن ان الأمر إن لم يكن بنا فبغيرنا " وما يعلم جنود ربك إلا هو " "وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم " ونحن علي ثقة ويقين ان الإسلام قادم لا محالة ومسيرة آلاف الأميال تبدأ بخطوة واحدة وها هي تلوح في الأفق.