السفير محمد مرسى بدون الاستقرار لا يمگن الحديث عن جذب الاستثمارات الأجنبية "قطر تساند الإخوان المسلمين.. قطر ستشتري قناة السويس وستؤجر الأهرامات، وقطر في النهاية ستشتري مصر" .. هذه مجرد نماذج من أقوال وشائعات وتصريحات لاحصر لها أثارت جدلاً كبيراً في الأوساط السياسية حول علاقة مصر بقطر بعد الثورة أو تحديدا بعد تولي الرئيس محمد مرسي للحكم. أخبار اليوم .. واجهت السفير محمد مرسي سفير مصر في قطر بكل ما يشاع حول العلاقات المصرية القطرية، وأوضاع الجالية المصرية في قطر... وكان هذا الحوار توليت المسئولية في 9 يوليو 2012 بعد أن عملت مساعداً لوزير الخارجية للشئون السودانية،فكيف تعاملت مع ملف العلاقات المصرية القطرية والتي تختلف تماماً عن العلاقات المصرية السودانية؟ - العلاقات المصرية القطرية لكي نقيمها يجب أن نعود قليلاً للوراء وتحديداً فيما قبل ثورة 25 يناير 2011 حيث كانت العلاقات بين البلدين تشهد نوعاً من التوتر بعض الشيء والحساسيات السياسية أحيانا اخري نتيجة الاختلاف في وجهات النظروالرؤي تجاه بعض القضايا وخاصة الإقليمية. أما بعد ثورة يناير .. فقد فتحت مصر وقطر صفحة جديدة بينهما، خاصة وأن قطر كانت من أوائل الدول التي دعمت الثورة منذ شرارتها الاولي ولعبت دوراً كبيراً في دعم الاقتصاد المصري ولا تزال وهذا أسهم في أن تذوب بعض الحساسيات التي كانت موجودة بين البلدين من قبل وماذا عن القول بأن قطر تساند الإخوان المسلمين وتدعمهم وهذا هو السبب الرئيسي لمساهماتهم المالية؟ - هذا قول مغلوط تماماً ولايستند لحقيقة وموضوعية، والدليل علي ذلك أن أمير قطر هو أول من زار مصر بعد قيام الثورة مباشرة، وتبعه ولي العهد ورئيس الوزراء، وأول نصف مليار دولار وصلت إلي مصر كانت مساهمة من دولة قطر لمساندة أشقائهم المصريين في ثورتهم، وكان ذلك قبل أن يتولي الرئيس مرسي الحكم في مصر، ودون أن يعلم الإخوة في قطر من الذي سيحكم مصر هناك حملات إعلامية كثيرة تحاول تشويه العلاقات بين البلدين، فما تفسيرك لهذه الحملات؟ - بالطبع هناك حملات كثيرة تحاول تشويه العلاقات المصرية القطرية وهناك من يري أن قطر عن طريق المال تريد شراء الإرادة المصرية، ولكن الحقيقة واليقين هي أن قطر لاتستطيع أن تشتري مصر ولاترغب في ذلك، ومصر أيضاً لا يمكن لأي أحد ان يشتريها أو يشتري إرادتها، ولايوجد داخل مصر من يفكر في بيع أرضه أو يفرط في إرادته.. مهما كان المقابل .. وقد تعجبت من الحديث المتكرر حول شراء قناة السويس أو تأجير الأهرامات والآثار المصرية، وهذا أمر يجب أن يؤخذ في إطاره الصحيح، بمعني أنه من حق كل مستثمر يري في فكرة أو مشروع نجاحاً له واستثمارا جيداً ان يتقدم، ومن حقي أنا كدولة أن أحدد الضوابط والشروط اللازمة للاستثمار وتحفظ حق الدولة والأجيال القادمة وتحافظ علي ممتلكاتها وهذه مسئولية مصر بالاساس. ونحن كسفارة نتابع كل مايتعلق بالعلاقات المصرية القطرية، ولم نر حتي الآن ما يتعارض مع المصالح المصرية الاقتصادية أو إرادتها السياسية، ولم نلمس من الجانب القطري أو المصري ما يشير إلي هذا الاتجاه، وأؤكد أننا لن نشارك في اي امر أو نشاط يمس ولوبقدر يسير صالح مصر او تاريخها إو إرادتها السياسية، واضاف السفير كيف يمكن أن نفرط أو نسمح لأحد بالمساس بقناة السويس التي اختلطت رمالها ومياهها بدماء المصريين واستشهد آلاف المصريين للدفاع عنها وفي سبيلها حفراً وبناءاً وعملاً، وبالتالي أصبحت هذه القناة رمزاً مصرياً خالصاً لايستطيع ولايملك ولايرغب أحد في المساس به. في نفس هذا الإطار كيف تقيمون تصريح وزير المالية القطري يوسف كمال حول اكتفاء قطر بالمساعدات المالية التي قدمتها لمصر حتي الآن وعدم منحها مساعدات جديدة؟ - في الحقيقة لم يصل إلي علمي تصريح لوزير المالية القطري بهذا الشأن، ولكن ما يجب علينا حالياً هو ان نشكر الإخوة القطريين علي ما قدموه لنا من مساعدات حتي الآن، وفي المقابل نركز علي تنمية مواردنا وتهيئة المناخ في مصر من خلال التوافق المجتمعي. إن إعلاء مصلحة الوطن فوق أي اعتبار لأن السفينة إذا غرقت فسيغرق فيها الجميع، وبالتالي فإنني أوجه النصيحة لكل الاحزاب والتيارات والقوي السياسية واطالبهم بتقديم تنازلات تسمح بتهدئة الأجواء وتحقيق الاستقرار والأمن الذي هو ضروري جداً لأي استثمارات والحديث عن جذب استثمارات بدون هدوء واستقرار هو نوع من العبث كيف تقيمون مشاركة الرئيس في القمة العربية؟ والمباحثات التي أجراها مع القادة العرب؟ - مشاركة الرئيس كانت فعالة جداً.. تعكس بداية عودة مصر إلي محيطها العربي والإقليمي والدولي، كما تعكس حرص مصر علي التفاعل الكامل مع محيطها العربي وكلمة الرئيس مرسي كانت جامعة وشاملة لكل القضايا والتحديات التي تواجه العالم العربي وفي مقدمتها الأوضاع في الأراضي الفلسطينية والازمة السورية، وكانت مشاركة الرئيس في القمة فرصة لكي يجري الرئيس مباحثات ولقاءات مهمة مع القادة والزعماء العرب وفي مقدمتهم أمير دولة قطر والمسئولون القطريون ودون شك أن هذه اللقاءات تثري علاقات مصر بالدول العربية ومحيطها هل كانت هناك نتائج اقتصادية لهذه الزيارة؟ - قمنا بترتيب لقاء للسيد الرئيس مع مجلس الاعمال المصري القطري شارك فيه ما يزيد علي 70 من كبار رجال الأعمال من الجانبين، وكان اللقاء فرصة جيدة وجه فيها الرئيس مرسي رسالة طمأنة لرجال الاعمال حول الأوضاع في مصر وتطورها واستكمال المسيرة الديمقراطية والانتخابات النيابية كما اكد الرئيس حرص مصر علي توفير الامن والاستقرار وحماية استثماراتهم وتقديم حزمة كبيرة من الحوافز لهم، وفي المقابل عرض المستثمرون مشروعاتهم وأفكارهم وبعض المشكلات التي تواجههم، وأكد الرئيس حرصه علي إزالة جميع معوقات الاستثمار لرجال الأعمال من الجانبين، كما أقمنا لقاء ناجحا للرئيس مع الجالية المصرية في قطر ودار خلالها حوار من القلب بين الرئيس وأبناء الجالية الذين تم اختيارهم بشكل حيادي تماماً. ادخر في مصر هل تشارك الجالية المصرية بقطر في دعم الاقتصاد المصري؟ - المصريون بقطر عددهم حوالي 170 ألفا من مختلف التخصصات، وقد زاد عددهم خلال الشهور السبع الماضية بحوالي 30٪ وهم أول جالية مصرية بالخارج تشارك في دعم الاقتصاد المصري، وهم أول جالية بدأت مشروع "ادخر في مصر" .. وبعد الدوحة بأسبوع انطلقت الفكرة بالبحرين ثم باقي دول الخليج وعدد من دول العالم والأكثر من ذلك أن هناك قطريين يشاركون في الفكرة ويدخرون جزءاً من أموالهم في مصر ومثلهم بعض السعوديين، وقد دعمنا الجالية المصرية في هذا الأمر ومازلنا وهذا أمر يسعدنا جميعا ويؤكد مدي حب الإخوة العرب لمصر وشعبها.