أنتصار عبد المنعم - عادل العجيمى لم ننس وجهة نظر النقاد في أعمال شباب المبدعين ولذا فقد توقفنا مع الناقد الكبير ربيع مفتاح ليكمل لنا صورة المبدع الشاب بعين ناقد فاختار لنا ثلاثة وجوه. انتصار عبد المنعم.. كاتبة شابة تكتب القصة والرواية تقيم في الإسكندرية تقول : عندما أكتب فأنا أكتب ما أحب وفي الوقت الذي أريد وبالفكر الذي يناسبني. فيها. صدر لها رواية "لم تذكرهم نشرة الأخبار" كشفت فيها عن روح كاتبة ثورية واقعية. مهمومة بقضايا المهمشين وهي تقول عن إبداعها في القصة والرواية : يظهر عندي الحس العاطفي بوضوح في القصة نظرا للتكثيف الذي اعتمد عليه في كتابتي. وهو أيضا متواجد في الرواية، ولكنه ضمن باقي الأحداث والقصص المتشابكة لعدة شخصيات. وأيضا في القصص أميل إلي الرمز لا المباشرة وهذا لم يكن يصلح لروايتي التي أشير فيها إلي هؤلاء الذين لا تهتم بهم وسائل الإعلام، عن الشعب الذي يعاني في سنوات التيه التي نعيشها في ظل الفساد الحكومي وبيع البنية التحتية وأصول الدولة من مصانع وشركات لأجانب، والهجرات التي اعتبروها غير شرعية في حين أنها كانت الخلاص الوحيد أو الحل اليائس الوحيد لكثيرين. أما عن المجموعة القصصية الجديدة نوبة رجوع فإنها تتكون من 34 قصة تتفاوت بين الطول والقصر فيها القصة القصيرة جدا بكل خصائصها الجمالية والمعرفية وفيها القصة القصيرة بمفهومها الكلاسيكي لكنها تتسم بالتنوع والسرد المكثف تمزج القصص بين الفرح والحزن بين الحياة بكل دفئها والموت بكل رهبته وجبروته في قصة انتقال حاولت الكاتبة رصد أجواء وابعاد الموت بشكل ناعم وسلس، وذلك بلا أي وجه للحزن أو التباكي.. فالرحلة حتمية ولابد من القيام بها سواء رضينا أو أبينا تلك الرحلة القائمة الحجز وغير القابلة للتعديل أو التقديم أو التأخير، والمحفوظة فيها أماكننا ولم نطالب بحقوقهم بعد: »نوبة رجوع«. ومما هو جدير بالذكر أن الكاتبة حصلت علي المركز الأول في مسابقة احسان عبد القدوس عن قصة »تنويعات علي ذات الرحلة« و أصدرت من قبل مجموعة »عندما تستيقظ الأنثي« ورواية لم تذكرهم نشرة الأخبار وقائع سنوات التيه. وفاء شهاب الدين.. قاصة وروائية شابة تعيش في قرية من قري مدينة دسوق المصرية حصلت علي ليسانس الآداب قسم اللغة العربية كانت بدايتها الأدبية في 2006 وهو العام الذي صدر فيها الطبعة الأولي لأول إبداعاتها الأدبية رواية مهرة بلا فارس،ورواية ترانيم العشاق... رواية الكترونية، رجال للحب فقط.. مجموعة روايتها الأخيرة نصف خائنة، ولها حتي االآن ثمان روايات وعدد من المجموعات القصصية. أما رواية تاج الجنيات فهي الرواية الخامسة ولكنها تمثل منعطفا مهما في إبداعها التي تتسم بلغة شعرية ورغم واقعية الرواية فإنها تنحو نحوا رومانسيا ناعما. هذا المنحي الذي يعيد إلي الحب خلوده. يبدأ الكتاب بإهداء عاصف لشخص ما نعتته الكاتبة بالخطيئة التي اختلقتها مخيلتها وظل العقل يحارب من أجل غفرانها، ولكنه لم يوفق، ثم تبدأ أحداث الرواية عند وفاة جدة "نهاد" الشخصية المحورية بالرواية، وتنتقل الراوية إلي عالم آخر يختلف عن عالم القاهرة والحضارة، حيث تعيش "نهاد" حياة أخري بالتحديد حياة جدتها المختلفة تماما ثم تعود لتستعيد حياة الأستاذة الجامعية لتصلنا بواقعنا المعاصر ثم تعود لحياتها الثانية التي لم تكن أكثر إمتاعاً من حياتها الحالية وتتأرجح بين حياة قديمة وحياتها العادية والتي في مرحلة متقدمة أصبحت تخلط بينهما فتنادي زوجها "نديم" الأستاذ الجامعي باسم "أحمد" خطيبها الذي قتل ثم يكتشف القارئ عددا من الأحداث المتشابهة في الحياتين إلي أن تتحرر "نهاد" تماماً من الأخري التي تسكنها وتحولها إلي إنسانة لا تعرفها. تتسم الرواية بالإيقاع السريع رغم عدد صفحاتها الذي يقاربمائتي صفحة كما أن الكاتبة تنسج الشخصيات بمهارة فائقة من خلال سرد متدفق سلس وحوار مكثف عادل العجيمي.. قاص شاب يعكف علي كتابة القصة القصيرة جدا وله عدد من المجموعات القصصية منها : "لوحات زجاجية لعدة رجال", و"أفق يحتضن الصدي", و"رقصة في الهواء الطلق". و" حبات التوت " وأخيرا " وجوه من الحلم الجميل ".. يركز الكاتب فيها علي كتابة القصة القصيرة جدا وهو في هذه المجموعة يقيم حوارا مع الأشياء. مع الماء والجماد والانسان. من خلال لغة مكتنزة.موحية. ومتعددة الدلالات. ومعظم عناوين هذه القصص تتكون من كلمة أو كلمتين كما أنه يعبر عن العلاقة بين الفرد ونفسه وعن النفس الانسانية بشكل عام. وهو يقول: " أهدي أعمالي التي أكتبها الي ثوار يناير ممن شاركتهم الحلم الجميل, والي الشهداء الذين رسموا بدمائهم الذكية أجمل صورة لمصر ". يعتمد الكاتب في هذه القصص علي ايقاع المفارقة الذي يرتكز علي كسر ايقاع المتلقي والنهايات المفاجئة أو غير المنطقية أحيانا وهذه القصص القصيرة جدا تتسم بالترميز الذي يعطي مساحات أكبر من التأويل وهذه النوعية من القصص لاتلتزم برصد الواقع الآني وإنما تخلق واقعا جديدا ذا بنية تتضافر فيها العناصر من سرد وحوار وشخصيات وغالبا ما تكون أقرب إلي البنية المفتوحة ومن ثم تتعدد الدلالات ويقوم الرمز بدور محوري وإن كان بعضها لايصل بالمتلقي الي درجة الإشباع كما أن الرمز يمكن أن يصل أحيانا الي درجة الإلغاز لدي القاريء العادي.