تظل متعة القراءة هي المتعة الوحيدة التي تساعدني علي نسيان مشكلة ما او الهروب من واقع لا أريد ان أعيشه، القراءة عندي مصباح علاء الدين السحري الذي ينقلني من واقعي الذي اعيش فيه ولا أقوي علي متابعته الي واقع مغاير، كانت هذه المرة متعة قراءة رواية الباب المفتوح للكاتبة والروائية الكبيرة الدكتورة لطيفة الزيات ولا أخفي سرا لقد ذكرني بها وبأعمالها الاحتفالية التي قدمها المقهي الثقافي في معرض الكتاب منذ أيام كأحدي رموز الكاتبات الرائدات المبدعات للرواية المصرية، هذه الاحتفالية أعادتني الي عالم هذه المبدعة فأخذت ابحث عنها وعن مؤلفاتها وتذكرت رواية الباب المفتوح التي تروي حكاية شعب من خلال قصة عاطفية علي هامش الحكاية الاصلية التي جاءت في الفترة ما بين 6491و 6591 أثناء مقاومة الشعب المصري للاستعمار الإنجليزي ومعركة بورسعيد، وأكدت فيها علي أهمية الالتحام الشعبي والترابط بين كافة أفراد الشعب المصري في سبيل الدفاع عن الوطن. وقد دارت أحداث الرواية خلال فترة هامة من تاريخ مصر الحديث، تخطت الكاتبة في احداثها الاهتمام بالقضايا السياسية إلي الاهتمام أيضا بالقضايا الاجتماعية في ذاك الوقت والتي تمثلت في التأكيد علي أهمية مشاركة المرأة مع الرجل في الدفاع عن مصر وأن تخرج المرأة من عزلتها ومن داخل الأسوار التي فرضتها عليها الأعراف والتقاليد.. حيث اهتمت الكاتبة بالربط بين القضايا السياسية والاجتماعية، بل والثقافية والتأكيد علي دور المثقفين في التعبير عن الموقف العام للوطن، فالقضية في نظر لطيفة الزيات أكبر من كونها سياسية ، فهي تتعداها لتكون قضية عامة تشمل مختلف جوانب المجتمع المصري آنذاك. وتصل الكاتبة من خلال مسيرة بطلتها ليلي في نهاية العمل إلي حدث المظاهرة في بورسعيد والذي يؤكد فكرة الالتحام والترابط بين كافة أفراد الشعب المصري من رجال ونساء، مثقفين وعمال ، شيوخ وشباب من أجل الدفاع عن الوطن.ولم تنس قضية المرأة التي حاربت من اجل تحريرها في كتاباتها ومقالاتها والدفاع عن حرية الاختيار والحصول علي حريتها.. رواية "الباب المفتوح " للكاتبة لطيفة الزيات والصادرة عام0691 كانت البداية الفعلية التي فتحت الطريق أمام الرواية الواقعية للكاتبات المصريات. وجعلت من لطيفة الزيات أحد أهم رواد التيار الواقعي في الرواية المصرية في الخمسينات من القرن العشرين من أجواء رواية "الباب المفتوح" كتبت تقول: "انطلقي يا حبيبتي، صلي كيانك بالآخرين، بالملايين من الآخرين، بالأرض الطيبة أرضنا، بالشعب الطيب شعبنا. وستجدين حبا أكبر مني ومنك، حبا كبيرا، حبا جميلا.. حبا لا يستطيع أحد أن يسلبك اياه، حبا تجدين دائما صداه يتردد في الأذن، وينعكس في القلب، ويكبر به الانسان ويشتد: "حب الوطن وحب الشعب... فانطلقي يا حبيبتي، افتحي الباب عريضا علي مصراعيه، واتركيه مفتوحا.. وفي الطريق المفتوح ستجدينني يا حبيبتي، أنتظرك، لأني أثق بك، وأثق في قدرتك علي الانطلاق، ولأني لا أملك سوي الانتظار.. انتظارك".