أشك إنها صدفة.. قبل كل انتخابات دائما ما تقع أحداث.. إما عنف.. أو مظاهرات أو أي حاجة تانية تنشغل بها القوي السياسية (غير الدينية).. بعدها تنطلق ماسورة مبادرات وتعقد اجتماعات.. تنشغل بها أيضاً تلك القوي وتشحذ دماغاتها في اصدار بيانات ومؤتمرات ومناظرات.. ووسط هذا الانشغال المقصود تفاجأ أن الانتخابات علي الباب.. وهي لم تستعد لها.. فتحصد التيارات الإسلامية »الانتخابات«.. وتطلع لهم »لسانها«.. وتجلس القوي المدنية جنب بعضها »تولول« وتضع التراب علي رؤوسها كالنساء في المدافن علي العزيز اللي راح »يا سبعي يا جملي«.. ثم تخرج في اعتصامات أو تطلق بيانات »تسترحم« فيها التيارات الإسلامية أن تطبق عليها ديمقراطية غير ديمقراطية صناديق الانتخاب أو أن تتنازل لها عن جزء من السلطات التي أصبحت في أيديها أو تقول لها.. مش لاعبة معاكي تاني.. احنا اتاخدنا علي خوانة عيدي اللعب.. هذا الدرس.. أو علي رأي ولاد البلد »القفا«.. انضربته القوي السياسية تلات مرات حتي الآن ورا بعض.. ويبدو انها استعذبته واتكيفت منه فقررت ان يزيدوها »قفا كمان« خلال شهرين في انتخابات مجلس النواب القادمة.. لأننا لم نر أو نستشعر أن تلك القوي وتحديداً »جبهة الانقاذ« ومن والاها.. أو حتي المتعاطفين معها يأخذون الانتخابات علي محمل الجد.. فلا شيء يجري علي الأرض وكأن الانتخابات مؤجلة عشر سنين وكل شيء متروك للحظات الأخيرة وإلي المجهول أو انتظارا »للقفا« الجديد »السقع« أو كأنهم يقدمون المقاعد البرلمانية علي »صواني« من فضة إلي تيارات الإسلام السياسي.. خدوها.. واحنا نقعد بعد كده كالعادة نعيط عليها بالدموع علي صدور مذيعي الفضائيات.. كل هذا يجعلني استشعر أن قادة جبهة الانقاذ أو اللي علي »وش القفص« منهم غير منشغلين بالانتخابات وليست علي أجندة حساباتهم لأنها لن تضيف إليهم شيء.. فحمدين صباحي.. أقصي أمانيه وأحلامه أو ما يكفيه تماماً أن »يلتف« من حوله »المواطنين«.. فيرفع أيديه لهم بالتحية.. أو »أن تلتقط« له صور علي »ضهر« واحد في »مظاهرة«.. لأن ذلك يرضي عقدة »الزعيم« التي بداخله..، وعمرو موسي مش فارقه معاه برضه.. لأنها لن تضيف له جديداً.. ولن تحقق لذاتيته ما أراد بعد أن كسرت انتخابات الرئاسة طموحه واعتقاده الذي لازال عليه حتي الآن من أنه الأولي والأحق برئاسة مصر.. (لأنه الوحيد اللي بيشرب سيجار) ولا يختلف البرادعي عن سابقيه.. لأنه أساساً لم يكن راغباً يوماً أن يكون معارض »شوارع« فقد كان يكفيه »التنظير« في كيفية تطبيق الديمقراطية كما عاشها في دول أخري.. لكن »الظروف«، ومن حوله دفعوه دفعاً ليغير »مساره« ليكون في وضع »جبهوي« ليس له فيه ولا يريده.. ومن الواضح كده ان الثلاثة غير مدركين أن الانتخابات البرلمانية القادمة هي »نهاية الشوط« أو الفرصة الأخيرة التي لو استطاعوا تحقيق فوز مؤثر فيها ولديهم الآن ميزة في ضعف شعبية الإخوان بشكل نسبي ستوقف تغول وتوحش وانفراد التيارات الإسلامية بمفاصل الدولة وباقتصادها وبمواقعها المؤثرة (كالنائب العام أو الأجهزة الرقابية).. وقد تعدل كفة الميزان »اللي طبة« لفصيل واحد وحزب واحد وتعيد »الرشد« المفقود في سياساتهم التي أوصلت البلد إلي ما آلت إليه.. ولن أكون مخطئا حينما ادعوهم لوقف »الرغي« الشغال في الفاضي الآن والذي لن يحقق شيئا لا لنا ولا لهم.. وأن يتنازلوا عن وهم »الزعامة والقيادة«، ويصطفوا، ولو مؤقتاً، وينزلوا »الشارع«، والمحافظات في عمل »حقيقي« وواقعي علي الأرض بعيداً عن »المؤتمرات الصحفية«، وترجمتها بالانجليزية لشعب نصفه »أمي«..، وعلي الناس اللي قاعدة في البيوت »تعيط« علي حالة البلد وبتسأل هي البلد رايحة فين؟ ومش عاجبهم سياسات التيارات الإسلامية.. لازم تفهم أن تعاطفهم مش كفاية والكنبة مش حتنفعهم الا ادام التليفزيون.. ولازم »يوظفوا« كل إمكانياتهم الآن وليس غداً.. للفوز بالانتخابات ويعملوا علي »حشد« ما يمكنهم حشده من أصوات.. إما ذلك .. وإما فلا يسألوا إلا أنفسهم »بيحصل فينا ليه كده«؟ أو هي رايحة بينا فين.. أو ينقطونا بسكتهم.