استمتعت باللقاء الاعلامي للرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء الاربعاء الماضي في قصر الضيافه بالعروبة.واستفدت من المعلومات التي اراد ابومازن ان يطرحها من اجل الوصول الي عقل المواطن العربي.وكعادته سعي ان يقول للاعلام ما يريد وتوقف عن البوح كثيرا عما لايريد.ولكن سعادة ابو مازن كبيرة بالنجاح الذي حققه في الانتقال من مرحلة السلطة الي مرحلة الدولة حتي لو مؤقتة. ويري ان ما تحقق في الاممالمتحدة سوف يفتح الباب كثيرا امام دولة فلسطين لمواجهة اسرائيل دوليا وفتح الابواب المغلقة تدريجيا .والسعي لوضع اوروبا والعالم امام تحد كبير في المصداقية لاعادة الحقوق الفلسطينية . والاتجاه نحو اعلان الدولة الفلسطينية علي حدود 67. وألمح الي امكانية احياء مشروع الدولة المنزوعة السلاح والذي تبناه قادة اسرائيل قبل نتنياهو. بجانب الدخول الي قاعات محكمة الجنايات الدولية لمواجهة اسرائيل فيما ارتكبته وترتكبه في حق الشعب الفلسطيني.ولكن عندما يكون الكلام عن المصالحة بين فتح وحماس نري ابومازن و خالد مشعل ابو الوليد كلاهما يتشبث ويناور ويلف ويدور .ورغم ان الجميع عربيا قدم كل ما يمكن من تهيئة المناخ للوصول الي اتفاق يمكن تنفيذه علي الارض الا ان لكل طرف رؤيته المعلنة والخفية.ورغم ان بوابة المصالحة للوصول الي الدولة الفلسطينيةالمتحدة تمت صياغتها لتكون عبر صناديق الانتخابات.ورغم تمسك الجميع بالانتخابات والتشبث بها فإنهم يخافون رأي الشعب الفلسطيني.وكلاهما يراهن علي الصوت الفلسطيني في غزه.وربما تكون مليونيات غزة التي خرجت مرة أخري ترحب بعودة خالد مشعل الي غزة والاخري التي خرجت لتحيي ذكري قيام فتح قد زغللت عيون شيوخ المقاومة الفلسطينية سواء من فتح او حماس. ورغم اتفاق فتح و حماس علي الدولة والمصالحة إلا ان الخوف من ان تستولي حماس علي السلطة عبر الانتخابات ما زال يقلق اهل فتح .وايضا تخوف الحمساويين من عدم حصولهم علي الاغلبية التي تبقيهم تجعلهم يترددون في الوصول الي الانتخابات الرئاسية والتشريعية والبرلمانية المعطلة.وهذه الحقيقة تجعل كلا من ابو مازن وابو الوليد يعلنون امام الاعلام والكاميرات ان الصندوق الانتخابي هو الفيصل والحكم إلا انهما في حقيقة الامر يتخوفون من النتائج وهذا شعور انساني مقبول ولكن سياسيا غير مرض للشعب الفلسطيني.واذا كانت المليونيات قد عرفت طريقها لشوارع غزة وربما تصل الي رام الله .وقد يقف امامها التنسيق الامني بين السلطة واسرائيل وفق ما يؤكده ولا يخفيه ابومازن. إلا ان الشعب الفلسطيني صاحب الانتفاضات الشهيرة ضد الاحتلال لن يتردد في ان تتحول اصوات المليونيات التي سعد بها ابو مازن وابو الوليد الي سلاح مضاد لهما وان ينقلب الشعب علي الجميع .ويرفضهما او يقف مع طرف ضد الاخر.وهنا هل سيقبلون نتائج ما سيقوله الشعب او الصناديق .اعتقد ان قوي المقاومة المسلحة او الشعبية في مأزق. لان اسرائيل تناور وتدفع بإبعاد حل الدولتين علي حدود 67 ولكنها في نفس الوقت تدفع الي قيام دولتين فلسطينيتين واحدة في الضفه والاخري في غزه .وبذلك تنجح في تخفيف الضغط عليها.وتتركهم يصارعون بعضهم البعض.فهل سيقبل الشعب الفلسطيني هذه النتيجة التي يتعامي السياسيون في فتح وحماس عن النظر اليها.في النهاية الكلمة لشعب فلسطين والعالم ينتظر هذه الكلمة ؟!.