صلاح چاهين صلاح جاهين مازال واقعا حيا في حياتنا ، نعود اليه كلما جرفتنا الذكري الي كلمة صادقة ومعاني معبره عن حالنا ، ما بين اليأس والأمل تكون كلماته دائما نابضة رغم رحيله ، في الايام القليلة القادمة وتحديدا يوم الثلاثاء القادم تحمل لنا ذكري ميلاده التي تعيد معها ذكريات وكلمات وأشعار ورسومات مازالت باقية بداخلنا، تطفو علي سطح ايامنا كلما واجهنا مصاعب أو متاعب او حتي افراح ، لقد كان فنانا قديرا استطاع ببساطته أن يستحوذ علي مشاعرنا ويلمس مواجعنا بكل حب وحنان ، كلماته تطيب القلب المجروح وتشفي علل الزمان . . وكلما اشتقنا اليه بحثنا بين أوراقه ودفاتره عن معني أو فكرة ربما تحمل لنا حلم جديد .. سواء أعمال مؤلفة أم مترجمة مثل أشعار " القاهرة في ألف عام " و " الحرافيش " لعبد الرحمن شوقي وعلي جناح التبريزي وتابعه قفه " لألفريد فرج وأشعار " الانسان الطيب لبرتولد برخت التي قدمها المسرح المصري في منتصف الستينات من اخراج سعد أردش كما يضم هذا المجلد تجربة خاصة هي الترجمة التي قام بها صلاح جاهين لمسرحية اخري لبرخت قدمها ايضا سعد اردش علي خشبة المسرح في أواخر الستينات هي " دائرة الطباشير القوقازية " فقد ترجمها جاهين الي العامية المصرية نصا واشعارا ، وهناك أيضا أشعار مسرحية " ايزيس " 1984 و" الحب في حارتنا " 1972ابريت " أبو السباع الأكلينجي " عام 1974 أما العمل الاخير فيعتبر التحقق الكامل لصلاح جاهين مسرحيا وهو مسرحية شعرية مغناة من الألف للياء بعنوان " ليلي ياليلي " كتبها قبل وفاته 1986وقدمت علي خشبة المسرح بعد وفاته بعامين . وسط هذا الزخم المسرحي الابداعي توقفت امام مسرحية الحب في حارتنا التي انتجها مسرح الدولة في بداية السبعينيات وأخرجها كرم مطاوع وكانت اول ظهور للفنان يحي الفخراني .. وهي مقسمة الي قسمين يقول في القسم الاول منها : "الحب في حارتنا ياعيني متهزأ آخر تهزئ .. وزمانه في قصر العيني .. متخرشم مع أنه برئ ".. وصرخ جاهين في سطوره "الحب الحب ".. يستنجد به لإنقاذ العالم ، ويحث شباب العالم حين يقول :" الي الامام يا شباب العالم ..الي الامام تحت راية الحب .. الحب كائن عظيم لا يهاجم .. واذا حصل .. فعلي الجميع أن يهب من أجل الحب .. الي الامام يا شباب العالم كان صلاح جاهين يري ان حل مشاكل العالم لن تحل بدون الحب ويقول في موقف أخر : الحب توأم للفروسية .. "ومفيش بطل قب غير لما حب "ويقول :"الحب هو الحقيقة الوحيدة .. الكلمة دي قالها ارثرميللر.. بس العوازل قلوبهم عنيدة .. نسيوا التاريخ واللي فيه من عبر . وفي القسم الثاني من المسرحية يتساءل جاهين عن كيف نحقق الحب في حياتنا حتي يسود الوئام بين الناس يقول : ايه العمل ايه العمل .. الوضع دا لا يحتمل.. يا هل تري وقع الجمل.. بما حمل ومفيش أمل ؟ ثم يقول : لأ فيه أمل .. مفيش أمل .. لأ في امل طول ما في حب . هذا هو صلاح جاهين اسطورة الحب كتبه ورسمه كانت كلماته احيانا توجعني وتثير فينا الشجون وأحيانا اخري تحثني علي النهوض والتغيير وفي كل الاحوال كان مصدرها هو الحب الذي زرعه يوما بين اوراقه ورسوماته فعم الحب في كل مكان .. ومع كل ذكري نحاول ان نسترجع بعضا من حكاياته وكلماته لعلها تعيد لنا بعضا من زمانه الجميل الذي نشتاق اليه ونحن فيه لأيام كانت لها بريق ورحيق خاص وطعم للأيام .